(هم العدة ونحن اليقين بالله ، هم العتاد ونحن القوة ، نحن رمزالسيادة ونحن القوة ، والقوات المسلحة والشعب السوداني رمزالسيادة ، ستظل القوات المسلحة السودانية التي تقاتل من 1956م الى الآن هي القوة الصامدة ، الرائدة هي القوة الراجحة ، هي القوة التي لا تعلو عليها قوة ، وبإذن الله منتصرين ، وبإذن الله قادرين على المليشيا ، على المتمردين والمتفلتين والذين باعوا الوطن ، وخانوا العرض ، وخانوا الأمانة، الله اكبر ، الله اكبر لكل القوات التي ناصرت القوات المسلحة وقاتلت معها في خندقٍ واحد، ونحن والقوات المسلحة الى الموت او الشهادة ، أنا المرأة التي مثلت قوات الشرطة ، والآن تقاتل مع القوات المسلحة في خندقٍ واحد ، وسأظل أقاتل معهم إلى الموت ، إلى الموت ، إلى الموت ، ومن هنا ماشين بحري ، بإذن الله قدام ، اصلو ورا مافي ، الله اكبر الله اكبر).
كانت تلك آخر كلماتها قبل إستشهادها، المقدم شرطة (نهاد محمد محجوب) التي ربح بيعها واوفت بوعدها ومضت بعد ان بعثت برسائلها واوصلت معاني كلماتها بيان بالعمل.
(نهاد) إستشهدت في ميدان المعركة وهي تُداوي وتخلي الجرحى بنفسها من المُقدمة الأمامية إلى المستشفى الميداني في المؤخرة ثم تعود مرة أخرى للمُقدمة كما الصحابية (رفيدة الأسلمية).
( نهاد) لم تتخلى عن زي (الكاكي) أو تتخلف رغم ضراوة الاشتباكات وهي تهرول مابين مستشفى الأربعين ومستشفى السلاح الطبي.
(نهاد) كلمات خطبة وداعها تستحي معها اي كلمات لنا ، نحنا المُخلفون وهي من الخوالف، لنتفأجا بها في خطوط النار الامامية وهي تهتف “قدام ورا مافي”.
(نهاد) ممثلة نون نسوة السودان وشرطتها في أعلي الجنان مخضبة بدمائها حناء وكفنها الكاكي وهي مقاتلة في خندق القوات المسلحة حتى تداوي وتمنح الوصفات حتى نالت الشهادة وإلى عالي الجنات ، ونون “نهلة” أخرى في خندق العمالة تبيع الوصفات لتفكيك تلك القوات لتنال اللعنات.
( نهاد) مُقدم مقاتل ،إمرأة بألف رجل تقدمت ولم يكتب عليها التقدم والقتال حين تخلف وتوارى الالالف ، فكانت نهاد ” زي كلمة جات لزول وجم غلبو الكلام” فلا قول لنا بعد قولها ولا فعل لنا بعد فعلها.
(نهاد) إمرأة أعادت كتابة التاريخ والسيرة من لدن بنت الخياط ورُفيدة وحتى عزة ومهيرة ، فهنئياً لها فوزها ورَبَح بيعها ، هنيئاً لها وروحها الآن في حواصل طير خضر تسرح في جنة الفردوس ، فترد أنهارها وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قنديلها المعلق بالعرش ، هكذا نحسبها بإذن الله تعالى.
