توقفنا في الحلقة الماضية عند زيارتنا للوكالة التركية (TSA) التي فتحت أبوابها منذ الأحد 10 ديسمبر 2023 وشرعت في إستلام مستندات الطلاب السودانيين العالقين في بورتسودان لطلب الفيزا لتركيا لتكملة إجراءاتهم الدراسية بالجامعات وللمرضى طالبي العلاج في تركيا ، ولا يفوتنا أن نشيد بالتجاوب المحتمعي الكبيرمع قضية هؤلاء الطلاب .
قلنا في الحلقة الماضية أن مجتبي مدير الوكالة أكد أن الرسوم المطلوبة (215) دولار زائدا مبلغ (12) ألف جنيه سوداني وهي ذات رسوم السنة الماضية ولم تتم زيادتها من ناحية إنسانية مراعاة لظروف البلاد جراء الحرب التي أندلعت فيها .
لاحظنا عند وقوفنا علي فحص مستندات الطلاب ميدانيا أن بعض الطلاب الذين تم رفض منحهم فيزا لأكثر من مرة من قبل القنصلية وعند مقابلتهم لمدير الوكالة نصحهم لتكملة بعض المستندات أو الإجراءات مما يؤكد مهنية وكفاءة الطاقم العامل بالوكالة ، وشدد مديرها مجتبي قائلا أنهم في الوكالة يقدمون المعلومات طلبا للفيزا مجانا ولكنه ليس من إختصاصهم قبول أو رفض منح الفيزا لأي شخص ..!.
علي كل نحن لا نتهم الحكومة التركية حاشاها ولا سفارتها ولا قنصليتها في بورتسودان بأكل دولارات الطلاب بالباطل ولا نتهم الشعب التركي الصديق وقد ظلت تركيا قيادة وحكومة ومجتمعا تمد لنا يد العون والسند والمساعدة ، وبل ظلت تقدم خدماتها الإنسانية لأهل السودان كافة علي مختلف الأزمنة بلا من ولا أذى ..!، ولازلنا نطلب منها المزيد لا سيما في ظل هذه الظروف العصيبة ، وبكل تأكيد لهم منا كامل الإحترام والتقدير والشكر والعرفان ..!.
ولكن اعتقد ماحدث مع الطلاب السودانيين في القنصلية من قبل موظفين يعملون بها أمر يستوجب المساءلة ، لماذا ظل هؤلاء يتسلمون مستندات ودولارات الطلاب وبعضهم لأكثر من (ثلاثة) مرات دون أن تمنحهم فيزا ودون أن توضح لهم لماذا تم الرفض وماهي المستندات أو المعلومات المطلوبة التي يجب أن يكملوها حتي لا يصاب هؤلاء الطلاب باليأس والإحباط مثلما حدث لبعضهم فغادر بورتسودان باكيا مستقبله ..!، ولماذا تقاعس السفير عن أداء دوره في هذا الجانب وأصبح مكتوف الأيادي لا حول ولا قوة له ..؟!.
مع الأسف تعامل مجلس السيادة مع قضية هؤلاء الطلاب ببرود شديد وكأن الأمر لا يعنيهم في شيئ وهم أبناء عوام الشعب السوداني الذي يتولون أمره ومسؤولون عنه ..!، فنائب الرئيس مالك عقار مسؤول ملف التعليم في وادي والطلاب في واد آخر ..!، تماما كما صك الوزراء والمسؤوون بمجلس الوزراء في آذانهم وقرا دون سماع قضية هؤلاء الطلاب وكأنهم ليسوا منهم ..!، رغم أن الشكوي وصلتهم جميعا ..!، وهي بلا شك قضية ملحة وتتعلق بمستقبل هؤلاء الطلاب ، عسى ولعل الله يجعل من بينهم أحدا له شأن رفيع حاكما للبلاد أو ذو شأن إقليمي أو دولي وليس ذلك علي الله بعزيز..!.
من ملاحظاتنا وإنطباعتنا عن عمل الوكالة والتي قلنا أنها تتعامل بمهنية وتدريب رفيع وأهلية ربما تقلل نسبة رفض الطلاب طلبا للفيزا ..!، ولكن لو قارنا بين المبلغ (215) دولار مابين العام الماضي وهذا العام نجد أن سعر الدولار إرتفع بنسبة أكثر من 100% مقابل الجنيه السوداني بسبب التضخم وبالتالي تصبح الرسوم بذاتها قد تضاعفت علي الطلاب في ظل هذه الظروف الصعبة خلافا لما ذهب إليه مدير الوكالة مجتبى ..!.
علي أي حال لازال الطلاب وهم أكثر من (300) طالب مرابطون ذهابا وإيابا للوكالة التركية (TSA) في بورتسودان لمزيد من المراجعة فيما بدأت عودة الذين غادروا بورتسودان مع عودة الأمل إليهم لحل مشكلتهم ولكنهم لازالوا يتعشمون ويتوسمون خيرا كثيرا من الرئيس التركي أردوغان بأن يولي أمرهم أهمية..!.
نواصل الإثنين المقبل إن شاء الله
الرادار .. الخميس 14 ديسمبر 2023 .