بقلم : حافظ حمودة
البرنامج النووي الإيراني لا يزال نشطًا ، بل أصبح أكثر خطورة مما كان سابقًا ، وقد أعلنت إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية… والصراع الذي هدأ مؤخرًا مرشح بقوة للعودة، ولكن هذه المرة بحجم وأبعاد أكبر بكثير ، وربما دينية .
تقارير استخباراتية أمريكية سُربت مؤخرًا، ونشرتها CNN ونيويورك تايمز ، كشفت أن الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت إيران النووية تحت الأرض لم تحقق أهدافها . ترامب وصفها سابقًا بأنها “أنجح ضربة في التاريخ”، لكنها في الواقع أصابت منشآت سطحية فقط ، أما المنشآت الحيوية فقد ظلت سليمة إلى حد كبير .
إيران كانت على علم مسبق بالهجوم، فنقلت 400 كجم من اليورانيوم المخصب إلى موقع سري أعمق من منشأة “فوردو”. هذا الموقع الجديد غير معروف لأي جهاز استخبارات ، ما يجعل البرنامج النووي الإيراني أكثر تعقيدًا وخطورة .
إسرائيل من جهتها اعتبرت هذه التطورات تهديدًا استراتيجيًا، خصوصًا أن طهران باتت تملك المعرفة والإمكانيات لإعادة بناء برنامجها خلال شهور ، وربما بمساعدة روسية أو كورية شمالية .
التطور الأخطر تمثل في قرار البرلمان الإيراني تعليق التعاون بالكامل مع الوكالة الدولية ، ما يعني عمليًا خروجًا غير معلن من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وفقًا لتقارير ، فإن إيران تمتلك الآن يورانيوم مخصب بنسبة تصل إلى 83.7% ، أي أنها على بعد خطوات قليلة من إنتاج رؤوس نووية .
ومع تصاعد الشكوك بوجود اختراق استخباراتي إسرائيلي داخل إيران ، بدأت طهران بملاحقة العملاء سريًا، مما يصعّب مهام الموساد و الـ CIA ويقرب من سيناريو التدخل المباشر .
كل هذه المؤشرات تدل على أن الهدنة الحالية مؤقتة وضعيفة ، وأن إسرائيل والولايات المتحدة تستعدان لخطوة كبيرة خلال الأيام القادمة ، قد تشعل جولة جديدة من الحرب ، أوسع وأعنف من سابقتها .
بالنسبة لإسرائيل ، هذه ليست مجرد حرب سياسية ، بل نبوءة دينية منصوص عليها في سفر إشعياء وحزقيال ، تنص على حرب نهائية بين إسرائيل وأعدائها ، وعلى رأسهم الفرس والروس. وتدعم هذه الرؤية التيارات الدينية اليمينية في أمريكا .
باختصار… ما نعيشه اليوم ليس نهاية الصراع ، بل مجرد هدنة هشة تسبق موجة أكثر خطورة من المواجهات المقبلة .
حافظ يوسف حمودة
26/يونيو/2025