
في تقديري أن الإتحاد الافريقي أخطأ عندما قطع شعرة معاوية مع السودان ولم يتبقي أمامه إلا دور الإيقاد للتعامل مع المشكلة في البلاد .
ولكن الإيقاد ذات نفسها ظلت تلعب دورا غير رئيسيا سواء بالآلية الرباعية التي ساهمت بقيادة المبعوث الأممي فولكر بيرتس في إندلاع الحرب بسبب فرض الإتفاق الإطاري أو في منبر جدة ..!.
غير أن منبر جدة ذات نفسه في حاجة لماكينة دفع جديدة من قبل قمة الإيقاد بما يعزز دورها في حل قضية السودان بوقف الحرب نهائيا وليس مجرد بندول ..!.
لا سيما وأن السودان من المؤسسين للإيقاد، وبالتالي اعتقد أن الإيقاد الوحيدة المؤهلة للتفاهم مع السودان في هذه الحالة ، بشأن إيجاد حل لمشكلة الحرب التي إندلعت في البلاد بتمرد قوات الدعم السريع المدعومة خارجيا عدة وعتادا ..!.
غير أن تسريبات داخل الإيقاد كشفت عن مشادات ومواجهات كلامية ودور لوساطات ظفرت بموافقة البرهان علي لقاء حميدتي والإتفاق على وقف الأعمال العدائية ، تحت حسابات محددة ، والدخول في عملية تسوية عبر التفاوض ، مثلما أكد السكرتير التنفيذي للايقاد الدكتور ورقني قبيهو على حسابه بمنصة (×)، وربما لذلك دفعت الإمارات بمبعوثها وزير الدولة بالخارجية لتمرير أجندتها.
وبل كشفت التسريبات أيضا عن مقترح يتوقع أن تتوافق عليه القمة والتي تأجل بيانها الختامي للبحث عن هذا التوافق ، تكوين آلية بديلا للجنة الرباعية لدفع منبر جدة للأمام مع تضمين كافة المبادرات بشأن حل المشكلة في البلاد بما فيها مقترح الخرطوم منطقة منزوعة السلاح ..!.
غير أن خطاب رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان القائد العام للجيش أمام قمة الإيقاد بجيبوتي شدد على ضرورة الإلتزام بإتفاق المبادئ الإنسانية بجدة لحل المشكلة بما يحفظ سيادة السودان وإستقلاله ووحدة أراضيه وشعبه .
وبالتالي من خلال خطاب البرهان يفهم أنه لابد من حسم قوات الدعم السريع كقوة متمردة علي سلطان الدولة وليس مكافأتها علي حملها السلاح وشن الحرب في البلاد تحت مزاعم شتي أحيانا ضد الكيزان وكثيرهم قوات وقيادات ومستشارين له ، أو ضد دولة 1956 وقد أثبتت الضعين ونيالا خطل هذه المزاعم او البحث عن الديمقراطية والتي ربما ذهبت المليشيا تبحث عنها في بيوت المواطنين ..!.
إذا لا بد التفاوض ولابد من حل مشكلة الحرب في السودان ، ونتوقع جلوس البرهان وحميدتي سيحدث متغيرات كثيرة وتتازلات ومراجعات ، ولكننا بكل تأكيد نحذر بشدة من التدخلات الأجنبية في شؤون البلاد الداخلية لاسيما بشأن مقترح القوات الهجين بمنبر جدة للفصل بين قوات الجيش والدعم السريع المتمردة .
وبالطبع نحذر بشدة من أية تنازلات تقر وجود جيشين لمستقبل البلاد ولا بأس في المرحلة الأولي قبل عمليات الدمج ، وهي ذاتها الخطوة التي رفضها الجيش بشدة ويرى أن وجود الجيش الواحد ضمان للإستقرار والسلم الداخلي والإقليمي .
في تقديري أن قمة جيبوتي خضعت لتأثيرات وتدخلات خارجية وربما لذلك غاب عنها أطول الرؤساء الافارقة حكما الرئيس اليوغندي يوري موسيفني رجل إسرائيل الأول بالمنطقة ، والرئيس وليم روتو رئيس كينيا المشكوك في علاقاته مع الدعم السريع غاب عن الجلسة الإفتتاحية وحضر جلسة المداولات فقط ، وسلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان المتقلب التوجهات بجانب أفورقي رئيس دولة إريتريا المقاطع لكافة مناشط منظمات الإتحاد الافريقي الذي إفتقد عضويته فيه منذ سنوات عدة .
في الواقع أن خطوة دولة الإمارات والتي دفعت بوزير الدولة بالخارجية شخبوط بن زايد مستشار الأمن القومي الي مقر مؤتمر قمة الإيقاد بجيبوتي في هذا التوقيت بعد ان دفعت بحمدوك ووفد من الدعم السريع يؤكد البحث عن الشرعية للدعم السريع بقمة الإيقاد ..!.
الرادار .. الأحد العاشر من ديسمبر 2023 .