لا ينتقد قادة ومناصرو قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) متمردي الدعم السريع مهما انتهكوا وأجرموا وأوغلوا في الإجرام، ويغضون الطرف عن انتهاكات مريعة يرتكبها جنود الدعم السريع، وتحوي جرائم حرب وتطهيراً عرقياً وقتلاً جماعياً وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم عنف جنسي واغتصاب وسبي للنساء ودفن للقتلى في مقابر جماعية وحرقاً للجثث والمنازل والمؤسسات العامة والخاصة.
لا ينتقدون من يدعمون الدعم السريع مهما أوغلوا في العنصرية والتحريض على العنف وهددوا بالمزيد من القتل والسحل.
لا يرددون عبارة (لا للحرب) في وجوه من يدعمون الدعم السريع.. ولا ينتقدونهم ولا يحضونهم على عدم التحريض على العنف.
لا يتطرقون لسيرة الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الدعم السريع، وعندما يضطرون إلى التعرض لها تحت وطأة الضغط الشعبي (لشناعتها وبشاعتها) يتخيرون من تلك الانتهاكات أيسرها، ومن أقبح الجرائم أهونها؛ ثم يقرنونها من فورهم بانتهاكات منسوبة للقوات المسلحة، ويركزون على (القصف الجوي) لإدانتها ومساواتها مع المتمردين، مع تمام علمهم بأن الجيش لا يأتي ذلك إلا اضطراراً، ولا يقصف إلا المواقع التي يتمركز فيها متمردو الدعم السريع ويحولونها إلى منصات ومواقع عسكرية يستهدفون منها الجيش والمواطنين.
عندما يشتد عليها الانتقاد لغرابة مواقفهم وتناقضها يبررون عدم تعرضهم لانتهاكات متمردي الدعم السريع بأنهم (ليسوا جهة حقوقية) كي يهتموا بالرصد والإدانة، وأن تحديد وإدانة مرتكبي تلك الانتهاكات يتطلب تحقيقاً دولياً من جهات مختصة، ثم تنسى ذاكرتهم السمكية أنهم لم يكونوا جهةً حقوقية رصدوا وأدانوا بعض الانتهاكات المنسوبة إلى الجيش، ولم يكونوا جهةً حقوقية عندما قبلوا وتبنوا رواية المتمردين حول الكيفية التي بدأت بها الحرب، ولم يكونوا جهةً حقوقية عندما أدانوا مساندي الجيش وتوعدوهم بالمحاكمة بتهمة تسعير الحرب!
لا يهاجمون المحايدون المزعومون داعمي المليشيا في وسائل الإعلام، ولا يتعرضون لهم بأي سوء، ولا يتهمونهم بتسعير الحرب ولا يطلقون عليهم لقب (البلابسة) كما يفعلون مع الإعلاميين المساندين للجيش.
لا يشتمون الإعلاميين المساندين للمليشيا، ولا يطاردونهم بالأكاذيب والشائعات السوداء التي تستهدف حرقهم وتشويه سمعتهم.. مهما ارتفع معدل العنف في الخطاب الصادر من الإعلاميين المساندين للدعم السريع، ومهما تعنصروا وأوغلوا في العنصرية.
يهاجمون الاستنفار الذي يستهدف إسناد الجيش الوطني بالرجال، ولا يفعلون المثل مع استنفار مماثل يقوده نظار وعُمد وقادة إدارات أهلية يساندون متمردي الدعم السريع جهرةً وينشطون في حشد المقاتلين لهم!
لا يتعرضون للدول التي تدعم المتمردين بالمال والرجال والسلاح، وتتسبب في قتل وتعذيب أهل السودان وترفع معدل معاناتهم وتسهم في تحويل الملايين إلى نازحين ومشردين ولاجئين.
جديدهم الشديد (كمحايدين مزعومين) إنهم لا يقبلون مجرد التعرض لتلك الدول بأي نهج، ويعتبرون أي نقدٍ يوجّه إليها (سلوكاً غير مسئول يضر بالعلاقات الأخوية التي تربط تلك الدول بالسودان)، مع أنها (أي العلاقات الأخوية المزعومة) لم تمنع تلك الدول من دعم التمرد ومضاعفة معاناة الملايين من أهل السودان..
يهاجمون كل من يقترب من الجيش دعماً وإسناداً ويتسامحون كل من يدعم الدعم السريع ولا يقبلون فيه (الهبشة).. وبعد ذلك كله يدعون أنهم محايدون..
مرة أخرى نقول لهم: حيادكم عينة!!