الناظر محمود موسى مادبو (لعبد الرحيم دقلوا… الضعين لم تعد الجبل الذي يعصمك.!!
للشيخ الراحل محمد الغزالي مقولة: (ولئن مددنا أبصارنا فوجدنا طريق الرجولة مفروشا بالأشواك، ومضرجا بالدماء، فإن عزاءنا في الدنيا_إلي جانب ما نرجو من الآخرة_إن طريق الخيانة والنكوص قد كلف أصحابه شططا، وأذاقهم ويلا)
اليوم حاولت مليشيا التمرد إستبدادها الهجوم علي مدينة الضعين وهي محاولة قطع الجذور كما تعود هؤلاء ، لكنهم فوجئوا بموقف صلب يشبه شهامة وتاريخ قبيلة الرزيقات حيث وقف الناظر محمود موسي مادبو ناظر عموم الرزيقات علي منبر مسجد المدينة وخاطب المصلون رافضا تهديدات عبد الرحيم دقلو وقواته وقال مادبو أنه سيكون أول الشهداء دفاعا عن حاضرة القبيلة…
موقف متأخر من الناظر محمود موسي بالنسبة لما حدث من خراب وطوفان ودمار ونهب والموت الذي شمل كل السودان وليس العاصمة وحدها ، لكن الموقف أكد أن جذور تاريخ القبيلة موجودا مهما حاول المتمردون طمسه بلا ضمير .. اليوم الناظر محمود موسي اعاد لقبيلة الرزيقات طعمها ولونها ورائحتها القديمة ، ولكن من يعيد كرامة السودانيين التي أهدرها (آل دقلو) والفصائل التشادية والجنوبية المتحالفة معهم … اليوم إستشعر الناظر محمود موسي خطر (حميدتي) عليهم كقبيلة بعدما حاول التمرد إحتياح مدينة (الضعين) وإقتلاع جذور قبيلة الرزيقات حتي لا تنبت من جديد .. اليوم إستشعر الناظر محمود موسي مادبو خطر (حميدتي) عليهم بعدما كان يشكل تصريح الناظر محمود عن دعمهم لحميدتي حماية للأخير داخل مكونات القبيلة والقبائل الأخري .. نعم وقف محمود موسي مادبو ضد عبد الرحيم دقلو حتي لا يصدر لهم الأزمة وهذا الموقف مع ايجابيته إلا أنه فضح الناظر الذي صمت عن تدمير الخرطوم ونهب ممتلكات المواطنين وحرب استمرت لمدة ( ٧ ) شهور بوهم استجلاب الديمقراطية والحكم المدني ، في ذلك التوقيت الناظر محمود موسي وحميدتي جمعهم الاستبداد لكن اليوم فرقهم استبداد الأنفس وانتصر محمود موسي للشحن الوطني القديم للرزيقات الذي كان يجمعهم بكل أهل السودان ، اليوم انتصر استبداد الضمير الحي والانحياز الحضاري للموروث والقييم الاجتماعية السمحاء علي استبداد الجهل، ومثل هذه المواقف هي التي يمكن أن تنقذ وطنا باتت تهدده خلافات أبنائه بأكثر ما يهدده أعداؤه في الخارج…؟
هكذا هي الإدارة الأهلية والرموز المجتمعية التي نعرف ، قيادات مهما تكن مختلفة ومتناحرة لكنها دائما تضع مصلحة الوطن هي العليا ، نحن نعيش تاريخا ، الجميع بدأ في إقتطاع أجزاء التورتة ومحاولة الحصول على اكبر جزء منها… غالبية النخبة السياسية باعت الوطن وحلمه وإرادت أن تعيش حلمها هي لا حلم المجموع السكاني وتلك هي الكارثة..
إن من يزور مدينة الضعين سيشاهد حجم التنوع والاختلاف بين القبائل والأجناس رغم أنها حاضرة الرزيقات الذين يمثلون السكان الأصليين مع تنوع قبائل المنطقة والمنتمين لاعراق مختلفة، كل هذا التميز والتفرد صنعه الكبار من رجالات الإدارة الأهلية الذين بحكمتهم سار كل هؤلاء الناس تحت قيادتهم وكان ينتصرون للناظر في كل شئ ويلتزمون بما يقول ويأمر ..
إن نظار القبائل جمعوا الناس حولهم بالصدق والحكمة وان الواحد منهم يلازمه الاستغناء عن أي مصلحة ذاتية قد تعود إليه من وراء ما يفعل… إن صدق واخلاص رجالات الإدارة الأهلية دفع أفراد قبائلهم للسمع والطاعة والموت إيمانا بما يقول الناظر… هكذا هي الخلطة السحرية لرجالات النظام الأهلي بالسودان والتي عاد إليها الناظر محمود موسي مادبو بموقفه الرجولي اليوم ، وبه الزم الجناة والمرتزقة أنه لا منج لهم من الموت إذا تمادوا في الهجوم علي الضعين وتمادوا في المضي في هذا الفعل، وبموقف الناظر باتت (الضعين) اليوم علي حلم واحد وتوحد الجميع خلف الناظر واعتقد هذا الموقف هو المدخل الرئيسي لوحدة أهل السودان ووقوفهم وراء حلم واحد (سودان جديد) يسع الجميع…
هذه الخلطة السحرية التي فشل فيها السياسيون ونجح فيها القدماء من نظار القبائل هي التي جعلت الشعب يخرج مصادما وهو يهتف باسم زعمائه من الإدارة الأهلية… شكرا الناظر محمود موسي مادبو فقد صدقت وبحت بما اثقل صدرك طيلة شهور الحرب السبعة وقد رأيت وسمعت بسبب هذا الموقف ما لم تكن تتوقعه من اقرب الاقربين… والحمد لله، أن تأتي متأخرا خير من الا تأتي…!!