
.
……………..
مدخل: صمنا عن الكتابة شهور عديدة… ولكنا افطرنا على الوجع..
…. وتخبئ الأقدار القول الفصل.. تسافر عبر المتون الأدمع.. مجروحة الأغوار الأعين.. وفي الحنايا ألم وصمت…
يلبس الفضاء عمامة الحزن…..
وسرابيل الأسى تتبختر فى وطن مثخن بالجراحات..
وتتوالى المواجع..
وتتمدد الأحزان ..
و مد الوجع وجزر الأمنيات الغائبة يفعل الأفاعيل ويدون آخر فصول الفاجعة.
المصيبة تعلن آخر أنبائها،،،عن رحيل عروس السماء ( دكتورة نور)…
تبخرت أمنيات الفرح القادم.. أغنيات التخرج مكتومة البريق..
المقطع الأخير في دراسة الطب أوشك على النهايات،، ولكن في هذه الديار يمتد أجل البدايات.
الأسرة ترنو الى الأفق البعيد في إنتظار سيمفونية الفرح الغامر وأمسية السمر المديد..
كل الأعين جذلى بما سيكون ومقبل الأيام أرحب وأنقى.. ولكن في رحم الغيب شئ من حتى..
كانت الأمنيات تهفو الى الوعد الموعود ويوم التخرج المشهود.. كان المشهد في مخيلة الزمن،،طبال.. وزفة الخواتيم وحاملة الشموع..
لا أحد يتصور أن في سفر المشيئة خبر آخر، وشهقة فراق وكثير عويل،، كلنا لاندرك كيف المصائر وأين المصير..
كانت الأغرودة ( نور) فخر الوالد ،وحلم الوالدة ، و غرة عين الأسرة..
إنها ( نور) سطع على كل الدياجر، فرحة غطت كل الديار،،،،، وليت شعري. كنا نريد لها التوهج والمكوث،،، ولكن كعادته التمني قليل الوفاء،،،
واللحظات السعيدة ذات عمر قصير….
فأنفرط عقد الأمنيات ، وغابت عن الأ سرة ،،إتكاءة الفرح… و سافر زاد الأيام الصعبة..
رحل ما ندخره في رحم الغيب..
وسافرت ( نور) إلى رحاب كريم و رحيم..
الطبيبة الإنسانة،،حلوة الشمائل ،،ذات الخلق الفضيل،،والأصل النبيل،،
كريمة العطايا،،لينة الجانب،، عالية الجناب…
ورحل كل الجميل
وماتت كل مفردات العزاء
وأصبحت الديار مرفأ للحزن
ووسادة للوجع..
هل تحققت النبؤة ..وهل هجرت العصافير أوكارها..
وكانت القوافي وكانت المراثي…. كان حفل الوداع قصيرا،،وخاتمة المطاف رحلة بليغة الفحوى ،، عصية البلع.
كانت ملائكة الرحمة وطلائع الجيش الأبيض تنادي هلموا للقاء، وإفترقنا وبقي الأسى.. أزمعت الإبل الرحيل ،، وساد الصمت
وعاقبة المنقلب..
كانت اللغة اقرب للتعقيد منها للبساطة..
هربت تجمعات الحرف،،
إستقر النطع في الحشا…
ليتك أيتها الأميرة ، حملتي فينا سماعتك لتعلمي كم هي قاسية ضربات قلوبنا ،، وليت ميزان ضغطك غازل معصمنا ، لعلمتي أن السقوف العليا يمكن تخطيها ، ولعلمنا جميعا أن الضغط يمكن أن يغالب نفسه ضغطا…
كنا نحلم بالكثير ،،، لكن زفاف السماء أروع وأبقى..
كان حائط منزلنا متشوقا في أن يحتضن رخصة مزاولة المهنة وختم الكلية البارز…..
ولكن رب الكون يرى خلاف ما نرى
ويريد خلاف ما نبغى..
نامي أيتها المليكة في سلام
إستريحي أيتها الطاهرة في أمان، فالعزيز الرحيم
أرحم منا جميعا،،،
يبتلينا في من نحب
بقدر ما يحب…
صعب الكلام ،،ماتت قوافي الرثاء وتنهيدات البكاء…..
رغما عن كل سحائب الوجع….. إنا لله وإنا اليه راجعون..
محي الدين أبوعجاج
القضارف .
لأثنين.. 25 سبتمبر 2023 .