أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (البرهان في أمريكا) … مقاربات ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

في تقديري أن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش لأمريكا والتي يستهلها اليوم الاربعاء 20 سبتمبر 2023 بدعوة رسمية من الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش للمشاركة في الجلسة العمومية رقم (78) وتقديم خطاب السودان ، جاءته في طبق من ذهب وبالطبع سيكون لها ما بعدها من مقاربات بين السودان وكثير من الدول لا سيما أمريكا وبالتالي سيكون لها أبعادها وتأثيراتها داخليا وإقليميا ودوليا .
وإذ تأتي أهمية الزيارة وهي بلا شك ثمرة جهود دبلوماسية مقدرة ، جاءت عقب نجاح تسوية ملف المبعوث الأممي فولكر رئيس بعثة الإنتقال في السودان (يونتامس) والتي تمت بقبول الأمين العام للأمم المتحدة غوتيرش إستقالته بدلا عن إقالته والتي اصبحت مكان مطالب شعبية ورسمية تطالب أيضا بتقديمه لمحاكمة دولية بسبب إخفاقات فولكر المتعددة وفشله في مهمته في السودان ولتسببه في إندلاع الحرب في البلاد سويا مع رفاقة بلعيس وود لباد والسفير الامريكي والسعودي والإماراتي ..!.
في إعتقادي هنالك العديد من المستجدات الأفريقية الوجودية التي جعلت أمر المقاربات الأمريكيكية السودانية ضرورة ملحة ، فالأحداث المتلاحقة بدول الإقليم من حولنا في ظل تسارع حظوظ الوجود الروسي علي حساب دول الغرب رغم مقتل مؤسس فاغنر القوي ، فالإنقلابات التي إجتاحت النيجر والجابون والإضطرابات في أفريقيا الوسطي وتوغو وكينيا وأثيوبيا وغيرها من دول غرب أفريقيا جاءت جميعها تعزز فرص السودان كدولة مهمة في المنطقة ولها إمكاناتها وأهميتها في ظل الزحف الروسي المتسارع الخطي نحو المنطقة .
وقد أصبح واضحا أن هنالك توافق أمريكي بريطاني فرنسي من جهة وروسي صيني من جهة أخري وغيرهم علي ضرورة إنهاء الحرب في السودان والجميع متفقون علي إنها شأن داخلي لا يتطلب التدخل العسكري رغم الخلاف بينهم حول تحديد الوصف الدقيق للنزاع إن كان إنقلابا أم صراعا عسكريا ومدنيا علي السلطة أم إحتلالا ، وقد ذهبت أرجح الرؤي تدين تورط وتدخل بعض الدول في الصراع في السودان مثلما ظلت تحذر روسيا والصين باكرا من ضرورة ترك السودانيين وشأنهم لحل مشاكلهم بأنفسهم .
غير أن الأشقاء مصر وقطر وجنوب السودان يبذلون جهودا كبيرة محاولة لتقريب وجهات النظر الدولية حول المشكلة السودانية ويتوقع أن تحتضن مكاتب الأمم المتحدة إجتماعات في هذا الشان بدعم من الأمين العام غوتيرش ، ولكن المعضلة تكمن في كيفية التعامل مع الدعم السريع كقوات حكومية سودانية تم حلها بقرار سيادي وما إن كانت قوة تمردت بكاملها أم تمرد قائدها الغائب حميدتي أم نائبه الهارب المطلوب للعدالة عبد الرحيم دقلو أم بعض قياداتها ويجب تحميلها المسؤولية ، علاوة علي كيفية التعامل مع ملف سلام جوبا في المرحلة الطارئة المرتقبة ..!.
علي كل لابد أن يكون خطاب رئيس مجلس السيادة شاملا يتضمن إنتهاكات مليشيا الدعم السريع وتمردها علي الدول بصورة ممنهجة ومثبتة لإستحدامها أجانب وأطفال في حربها في السودان بمعاونة دول ومنظمات وعملاء وطابور خامس من بني جلدتنا ، كما لابد من إبراز الإغتيالات وإختطاف وتشريد المواطنين بصورة إنتقائية وإلحاق أذا جثمانيا بالمواطنين علاوة علي الإنتهاكات علي أساس عرقي وإغتصاب وسبي النساء وإحتلال منازل المواطنين والمؤسسات العامة ونهب ممتلكاتهم الخاصة والعامة وغيرها .
اعتقد أن الزيارة بذاتها ستكون فرصة طيبة للوفد المكون من وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم محمد والسفير على الصادق وزير الخارجية المكلف والفريق أمن أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة المرافق لقائد الجيش رئيس مجلس السيادة لعرض وجهات نظر السودان ورؤيته لحل قضية الحرب وتداعياتها وآثارها المجتمعية الداخلية وأبعادها الخارجية ، وبلا شك مطلوب إحداث إختراقات وسط البعثات ذات الصلة ووفود الدول الأعضاء لبحث قضايا البلاد ومتطلبات الساحة والتي لا تخلو من تكتلات إقليمية ودولية مطلوبة في ظل مثل هذه الظروف للتأكيد أن الحرب في السودان تديرها وتدعمها مخابرات دولية وجماعات تقاطعات مصالح إقليمية لتمرير أجندتها عبر إنتهاك سيادة السودان الوطنية والتي تقود لتغيير ديمقرافي للهوية والثقافة السودانية .
وبالتالي تعتبر فرصة في طبق من ذهب للسودان ولابد من إستغلالها جيدا لتعكس الوجه الحقيقي للبلاد والتأكيد علي مقدرة القيادة ولديها رؤية للحل الدائم وأن الحكومة لديها رؤية أكيدة لعدة إصلاحات ستقوم بها مع التأكيد الجاد على التزامها بالديمقراطية وحقوق الإنسان لمزيد من الدعم ، ولابد من لقاءات ثنائية كذلك مع المسؤولين الامريكان خاصة لبحث التعاون في مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والتجارة والأمن ومكافحة الإرهاب .
ولكنها ايضا تتطلب خطوات تعزز نجاح الدبلوماسية السودانية التي نشطت عقب ملابسات إندلاع الحرب، وبلاشك إنها فرصة لمزيد من التواصل مع ممثلي الدول الأعضاء والتباحث حول القضايا المشتركة لا سيما والتي تهم السودان في هذه الظروف التي تشهد فيها البلاد داخليا وخارجيا جهود متسارعة الخطي لاجل حل المشكلة ..!.
علي كل يتوقع أن تحسم الزيارة بشكل قاطع سر غياب حميدتي إن كان ميتا أو حيا يقود قواته أو معلولا وبالتالي ستنتهي جدلية الذكاء الإصطناعي الذي أدخلت البلاد في تداعيات إفتراضية ، وبالتالي ستكشف جوغة المستشارين لا سيما الوسواس الخناس الذي وصفته الأمريكية جانيت اليوت فى مقابلة مع تلفزيون الشرق ب(المفترس الجنسي) ، وبالتالي تحدد بشكل قاطع أيضا كيفية التعامل مع عناصر قحت وتضع بشكل نهائي حدا لنهاية الحرب في البلاد .
الرادار .. الخميس 20 سبتمبر 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى