الخرطوم الحاكم نيوز
مواصلة للحلقة الماضية ، فالبكاء بذلكم الوصف والنهج ليس بعيدا عن إستخدام قوات الدعم السريع المتمردة للأطفال الأسرى القصر بعضهم أجانب من دول غرب أفريقيا أطلق الجيش سراحهم عبر الصليب الأحمر في عملية إنسانية بحتة وبالطبع لها ما بعدها ، ولكنها أيضا هي رسالة وتؤكد واقعا مؤسفا أن الحرب في الخرطوم غزو أجنبي ممنهج ومدعوم من الخارج (أفراد وعدة وعتاد) لتكوين دولة العطاوة ويصبح بموجبها حميدتي أميرا لهذه الدولة وخطتها أن تكون بحري عاصمة لها أو الأييض في حالة فشل الخطة (أ) ، وبالتالي تصبح الحرب في شمال كردفان ومحاصرة الأبيض مكان خطة وهدف ، وتستوجب جميعها منا جكة وكربة صلب لأجل الوطن ..!.
ولكن في اعتقادي أن جميعها معطيات لها ما بعدها ويجب أن يستثمرها رئيس مجلس السيادة جيدا لتكون مادة دسمة ضمن خطابه المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بجانب الإنتهاكات الكثيرة بالخرطوم والولايات لا سيما مدينة الجنينة التي تعرض أهلها لتصفية عرقية وإغتصاب وسبي نساءها وإنتهاكات جسدية وغيرها، فالصورة البشعة لإغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر وإحتلال التمرد للمؤسسات العامة ومساكن المواطنين الخاصة الخرطوم ونهب ممتلكاتهم والكثير من المعطيات جميعها تجرم قوات الدعم السريع المتمردة المحلولة التي بدأت الحرب وغدرت ببعض القادة بالقوات المسلحة وأسرتهم وهم في طريقهم لمكاتبهم في ذات لحظات بداية الحرب تماما كما إحتجزت أسرهم في داخل منازلهم بحي الموظفين بالقيادة العامة وغيرها كثر من المعطيات .
مع الأسف الشديد جعلت هذه الحرب من شمال كردفان أرضا للمعركة وممرا لقوافل الدعم المساند لتشوين التمرد بالمال والرجال والعتاد وبل أصبحت بذاتها ممرا آمنا لمواكب المنهوبات والمسروقات من الخرطوم من ممتلكات المواطنين الخاصة والدولة العامة وغيرها في طريقها لداخل البلاد وخارجها عبر الحدود غربا ، تماما كما أصبح نفر من أهلها وما حولها من مجتمعات جزء لا يتجزء من حاضنة التمرد الممتدة لدول غرب أفريقيا ..!.
أحد الأصدقاء إشتط غضبا مستنكرا أن يكون من أشعلوا الحرب في البلاد وأدخلوها لشمال كردفان ينتمون للولاية ..!، ربما غاب علي هذا الصديق أن (شمال وجنوب وغرب) كردفان جميعها كالجسد الواحد إذا إشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى ..!، لا سيما وأن شمال كردفان هي حاضرة كردفان الكبري وسكنا لأسر الكثير من قيادات الكردافة وغيرهم من لوردات الحرب والعملاء والخونة ، وبالتالي تعتبر موطنهم وحاضنة مع رفيقتيها لهؤلاء الذين جعلوها في دائرة الحرب ويقاتلون الجيش داخل مدينة الأبيض وما حولها سويا مع الخرطوم وولايات دارفور ..!.
علي كل جعلت الحرب شمال كردفان بكاملها دائرة عمليات وجعلت من حاضرتها الأبيض تحديدا منطقة عمليات نشطة فأصبحت تحاصرها قوات المليشيا من كافة الجهات وبل من داخل المدينة حيث تستقر أسرهم مما صعب من مهمة الجيش ، كما أصبحت كافة محليات الولاية تعاني ذات مشكلة التعقيدات الأمنية ونقص في الغذاء والدواء والمياه والكهرباء وتوقف التعليم وعجزا كبيرا في الخدمات الأساسية ، رغم إنها ظلت تستقبل أعدادا كبيرة من التازحين الفارين من جحيم الحرب بالخرطوم عشما في العيش بين أهاليهم الذين ساءت أوضاعهم المعيشية حد الكفاف ..!.
مع الأسف خنقت المليشيا المتمردة ولايات كردفان الثلاثة وشمالها أكثر تأثرا، وبالتالي يعتبر إنسياب المعينات الإنسانية لها تحديا كبيرا وقد تكسدت جميع المعينات الإنسانية في ورتسودان ومدني وكوستي وكنانة بما فيها الأدوية المنقذة للحياة وقد فشلت كافة الجهود في إحضار ، بسبب سيطرة قوات المليشيا المتمردة علي الطريق الرابط بين الأبيض وكوستي وبالتالي سيطرتها الكاملة علي محليتي الرهد وأم روابة .
ولذلك في تقديري الخاص لابد من فتح الطريق القومي أولا أمام حرية الحركة والتنقل مع الضوابط الأمنية اللازمة ، كما لابد للورشة العلمية أن تستصحب كل هذه المعطيات وتسقطها علي وثيقة نفير النهضة ومكتسبات حصاد التجربة واقعا مع التعديلات الممكنة زمانا ومكانا ، وإلا تصبح هذه المداولات مجرد حرث في بحر بيروقراطية المكاتب التنفيذية .
كانت وثيقة نفير النهضة علمية ومنهجية وشارك فيها كافة مكونات شمال كردفان ولاية الجفاف والتصحر التي ظلت تعاني تذبذبا في الأمطار لا سيما هذا العام لمجاعة محتملة ، المطلوب تدارك الأمر بصورة عاجلة قبل فوات الأوان ، وهي في الأصل ولاية تعاني ضعفا في الغذاء وشحا في الإيرادات حيث لا تغطي إيراداتها الذاتية متطلباتها التنفيذية من (الفصل الأول والتسيير والتنمية والخدمات) ، ولذلك لابد من تكثيف الجهود علي الزراعة المروية والتعدين والثروة الحيوانية والصمغ العربي وغيرها من المنتجات ذات الميزة التفضيلية بالولاية لتوفير إيرادات معقولة مع تخفيف الجبايات وتخفيف الاعباء المعيشية علي المواطن .
وبالتالي نحن نتساءل أين ذهبت مخرجات وثيقة نفير النهضة وقد شخصت الوضع في الولاية ووضعت له المعالجات الكاملة ، وأين ذهبت الدعومات المركزية وأين أموال النفير وأين الوديعة المليارية وغيرها ..؟!.
الرادار .. الإثنين 18 سبتمبر 2023 .