أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (الحلو) .. القضية ليست للبيع ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

لا ينكر أحد أن للنوبة قضية مظالم تاريخية تراكمية في السودان وهم سكانه الأصليين ، وبسبب تلكم المظالم إندلعت الحرب في جنوب كردفان (جبال النوبة) وبالطبع هي قضية لها خصوصيتها وأهدافها ومراميها وأبعادها أمنيا وسياسيا وإجتماعيا وثقافيا وإقتصاديا ..!.

إلا أن الحركة الشعبية لتحرير السودان الأم قد تسيدتها وجمعت بين قضيتي جنوب كردقان والنيل الأزرق لتمرير أجندتها وظلت تقاتل الجيش في المنطقتين دفاعا (38) عاما تقريبا وفقا لأجندتها وأهدافها ومراميها وتقاطعات مصالحها ولها شعاراتها والمنفستو الخاص بها حيث جاء ملبيا لكثير من تطلعات شعب المنطقتين (النيل الأزرق وجنوب كردفان) ولذلك يدافعون عنها من أجل قضيتيهم ويشكلون هم شعلتها القتالية والسلمية وبالتالي يمثلون الحاضنة الأساسية للحركة الشعبية – شمال (الحلو) ..!.

غير أن قضية الحرب في جنوب كردفان (جبال النوبة) جاءت وبالا علي أهلها فأصبحت الأكثر مأساوية ومازادتهم إلا تقتيلا وتشريدا ، نزوحا ولجوء وهدما لمكتسباتهم وتدميرا للتنمية والخدمات ، فتاهت القضية فأصبحت مجرد ألعوبة في يد القائد الحلو للمساومة والبيع والشراء بالدولارات والدراهم وغيرها، يتحالف بموجبها ويساوم بها حتي لو أدي ذلك لهلاك النوبة جميعهم دون أن ترمش له جفن ..!، مثلما ذهب رفيقه المتمرد الإنتهازي قرفة واضعا كل إمكانياته الصفرية وإمكانيات جنوب كردفان المهولة تحت تصرف البعاتي المتمرد حميدتي قائد قوات الدعم السريع المتمردة في حربها ضد الجيش وضد الدولة ..!.

ولكن لماذا خرق الحلو وقف إطلاق النار في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) في هذا التوقيت بعد أن عاشتا الأمن والإستقرار في المدن والقري وقد شهدت الولايتين عودة طوعية لمواطنيهما وهجرة عكسية من الخرطوم وغيرها مما أنعش إقتصادهما فانتعشت أسواق السلام وأصبحت ذات حراك إقتصادي وملتقا إجتماعيا وثقافيا مشهودا كما دعا لها الجنرال كباشي قائلا (أجعلوها عربون محبة بينكم .. !)، ولكن مع الأسف أصبحت هذه الأسواق في خبر كان ..!، فالسؤال الذي يطرح نفسه لمصلحة من يقاتل الحلو حليفا للمتمردين حميدتي وشقيقه الهارب عبد الرحيم دقلو في صف قوات الدعم السريع غريبة التكوين والأطوار التي تسعي لتكوين دولة العطاوة ألكبرئ لجمع شتاتهم من النيجر وتشاد وافريقيا الوسطي وغيرها بالسودان تحت قيادة آل دقلو ..! .

لماذا تحالف الحلو مع المليشيا الدقولاب هؤلاء وصمت عن إنتهاكاتها بأهله في غرب دارفور ..؟!، فما حدث بالجنينة (دار أندوكة) وصمة عار علي جبين الإنسانية ، فإن إغتيال الوالي خميس عبد الله أبكر بتلكم الصورة اليشعة والتمثيل بجثته ما هو إلا جزء من ممارسات هذه المليشيات الهمجية وبالطبع هو فصل من فصول الإنتهاكات والجرائم النكراء التي ظلت ترتكبها مليشيا الجنجويد هناك منذ أمد بعيد ..!، مع الأسف سكت الحلو وسكت رفاقه دون التفوه بكلمة لا شجب لا إدانة أو حتي مجرد إستنكار – أضعف الإيمان لتلكم الجريمة البشعة ..!.

مع الأسف رغم كل ذلك وضع الحلو يده في يد المتمردين حميدتي وشقيقه الهارب من خلف أجندة ليست لأهل جنوب كردفان ناقة فيها ولا جمل ..!، فلماذا إذا التحالف مع قوات الدعم السريع المتمردة التي قتلت وشردت المواطنين في جبال النوبة وانتهكت حرماتهم وهي ذات المليشيا التي شردتهم من الخرطوم وإحتلت بيوتهم ونهبت ممتلكاتهم ودمرت مؤسساتهمم العامة والخاصة ، فلجأوا إلي أهاليهم بولايات البلاد المختلفة ومنها جبال النوبة فارين من ويلات الحرب طلبا للأمن والإستقرار .

ولكنهم بكل أسف تفاجأوا بهجمات الحلو ورفيقه جوزيف توكا عليهم في المنطقتين بصواريخ الكاتيوشا بالمدن والقري تماما كما إستهدفت قوات الحركة الحاميات والنقاط العسكرية للجيش بالمدفعية في المنطقتين بصورة مكثفة فأحدثت خرابا ودمارا لزراعتهم فأفقرتهم من جديد وشردتهم إلي أسوأ مصير ..!.

لا أدري إلي متي يظل هذا الحلو يعبث بمقدرات شعب جنوب كردفان – جبال النوبة وهو يساوم قضيتهم بالعلمانية ويهدد بالإنفصال حتي لو أدي ذلك لتمزيق السودان طوبة طوبة ..!، وهو يسيطر علي مقدراتهم في أغني مناطق التعدين لإنتاج الذهب وغيره من المعادن
التي ظلت تتاجر فيه زوجته وأعوانه محتلا أخصب المناطق الزراعية والرعوية وبل أوقف كافة مشروعاتهم التنموية والخدمية التي تهيأت لهم وأخيرا تحالف مع ذات قوات الجنجويد التي تعتبر الأكثر خصومة لمنفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ولكيان النوبة ..!.

بلا شك تعتبر عملية إنتهازية مخزية وخسيسة وربما لعبت فيها الدراهم الدولارات دورا مؤثرا ،
ولذلك شغلت حيزا كبيرا ضمن زيارة رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان لجوبا والتي تعتبر حاضنة للحلو سياسيا وعسكريا بطريقة او بأخرى رغم نفي جوبا والتي قالت للحلو ورفاقه عشية الإنفصال لن ننساكم ..!، فماذا جوبا فاعلة ..؟!.

في تقديري أن موقف كومرت عبد العزيز الحلو من القتال الذي يدور بالخرطوم بسبب تمرد قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي كان موقفا سالبا ومخزيا ضد قضية شعب جبال النوبة فلم يعجب بالطبع قياداتها التي إستنكرت هذا السلوك الغريب من الحلو ..!، وإلا لمصلحة من يقاتل الحلو مع قوات الدعم السريع المتمردة ..؟! ، أين المشتركات وأين المقاربات بين منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال وأهداف وتطلعات قوات الدعم السريع المتمردة والتي أصبحت مطية لأجندة الدقولاب ..؟!.

القائد عبد العزيز لجنوب كردفان – جبال النوبة قضية ولأهلها مبادرات مجتمعية لرأب الصدع وإصلاح ذات البين تنسجم وتتسق معها دعوة الدولة والتي جددها البرهان من الدمازين لأجل السلام وحل المشكلة ، فقد طال أمد الحرب في البلاد ونراها تسير في دروب متعرجة تقود لنفق مظلم ، فإنك كبير وستظل ..! ، فاستجب لنداء أهلك بالجنوح للسلام ، فالقضية ليست مكان مساومة أو للبيع ..!.
الرادار .. الأحد.. العاشر من سبتمبر 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى