أخر الأخبار

حـدود المنطق – إسماعيل جبريل تيسو – عقوبات واشنطن، موت عبد الرحيم وتاكيد لمقتل حميدتي

الخرطوم الحاكم نيوز

وقطعت الولايات المتحدة الأمريكية قول كل خطيب بشأن مقتل قائد ميليشيا الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو ( حميدتي) وابتعاده عن مسرح العمليات العسكرية الدائرة منذ الخامس عشر من أبريل 2023م، فقد أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية قراراً بفرض عقوبات على عبد الرحيم حمدان دقلو الأخ الأكبر لحميدتي، والقائد الثاني لميليشا الدعم السريع المتمردة.

العقوبات تضمنت تجميد وحظر جميع شركات وأرصدة عبد الرحيم دقلو والشركات التي يساهم فيها بنسبة 50%، بالإضافة إلى تقييد حركته ومعاقبة كل من يتعامل معه، وحظره من التعامل مع جميع الشركات والأشخاص الأمريكيين ومعاقبتهم حال تنفيذ أي تعامل، ومعاقبة كل من يتعامل مع شركات عبد الرحيم أو يقدم لها الدعم والعون، مهما كانت جنسيته.

قطعاً تمثل العقوبات التي فرضتها واشنطن على قائد ثاني ميليشيا الدعم السريع المتمردة، إدانة قوية لمسلك هذه الميليشيا المتمردة وتأكيداً لأعمال العنف والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان المتمثلة في القتل والاغتصاب والنهب والتشريد والتهجير وغيرها من الفظائع التي ارتكبتها ميليشيا الجنجويد منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل من العام 2023م، سواءاً في العاصمة الخرطوم أو في إقليم دارفور.

وتعتبر هذه العقوبات الأمريكية بمثابة لطمة قوية في وجه ميليشيا الدعم السريع، قبل أن تكون نهاية حتمية لمسيرة عبد الرحيم دقلو العسكرية والسياسية واعتباره في عداد الأموات، وفي المقابل فإن فرض واشنطن هذه العقوبات على القائد الثاني عبد الرحيم دقلو، وغض الطرف عن القائد العام محمد حمدان دقلو يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية معلومات وحجج قوية تفيد بموت حميدتي، واحتجابه عن ساحة القتال والقيادة العسكرية والميدانية لميليشيا الدعم السريع.

قناعتي أن كل تسجيل صوتي يخرج للقائد العام، يحمل بين طياته تأكيداتٍ على موت الرجل، ووجوده في فضاء افتراضي آخر، ولعل خير شاهد على ذلك ما جاء في تصريحات مستشار قائد قوات الدعم السريع يوسف عزت الماهري عقب التسجيل الصوتي الأخير لحميدتي والذي بثته قناة الجزيرة مباشر أمسية الاثنين الماضي، فقد مهًّد الماهري للإعلان الرسمي لمقتل القائد العام لميليشيا الدعم السريع، عندما أكد سعيهم لتأسيس دولة القانون سواءاً بوجود حميدتي أو غيابه.

إذن هي المرة الأولى التي يلمِّح فيها يوسف عزت إلى إمكانية غياب القائد العام لميليشيا الدعم السريع عن المشهد، بعد أن ظل عزت نفسه وبقية مستشاري الدعم السريع دائمي التأكيد على وجود محمد حمدان دقلو وتكذيب كل الدلائل والمؤشرات التي تقول بمقتل الرجل منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الجاري 2023م.

لا اتفق مع من يقول بأن مقتل حميدتي لايشكل أهمية لمسار الحرب في الميدان، معتبرين أن قائد الدعم السريع مات في نفوس السودانيين منذ أن حادتْ قواته عن جادة القتال ضد الجيش، والتزمت بيوت المواطنين ومنازلهم وعاثت فيها قتلاً وتقتيلاً واغتصاباً ونهباً، ومارست في دارفـور عامة، والجنينة بصفة خاصة، أبشع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والإبادة الجماعية بإعمال القتل على أساس العرق واللون.

مهما يكن من الأمر فإن الإعلان الرسمي لمقتل القائد العام لميليشيا الدعم السريع، سيؤدي إلى انهيار قواته وفقدانها الثقة بغياب شخصية محمد حمدان دقلو ذات التأثير العسكري الكبير، والقائد الملهم الذي كانت تستمد منه ميليشيا الدعم السريع طاقتها الإيجابية لتركض في مضمار المعارك رغم حالة الانهاك والإعياء التي أصابت الكثيرين منهم جراء استمرار الحرب وتطاول أمدها، فباتوا هائمين يمشون مكبِّين على وجوههم، بعد أن فقدوا معظم معسكراتهم ومواقعهم الاستراتيجية داخل العاصمة الخرطوم.

قد نجد العذر للممسكين بزمام الأمور داخل ميليشيا الدعم السريع وترددهم بشأن الإعلان رسمياً عن مقتل قائدهم العام محمد حمدان دقلو خوفاً من تأثيرات ذلك على القوات وعلى مسار العمليات، ولكن ما بال القيادة العليا للقوات المسلحة السودانية تلتزم الصمت تجاه مقتل محمد حمدان دقلو، وترفض الافصاح عن مصير القائد العام لميليشيا الدعم السريع، خاصة وأن هنالك الكثير من الأصوات رسميةً وغير رسمية بدأت ترتفع وتتحدث جهاراً نهاراً وبثقة كبيرة عن مقتل حميدتي وغيابه عن المشهد، أعلنوها وستصطادوا أكثر من عصفور بحجر واحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى