
.
في الحرب التي شنتها قوات مليشيا الدعم السريع ضد الدولة السودانية لم تترك مكانا أو موقعا أو سوقا او شركات أو مؤسسات أو بنوك او سفارات أو منازل الا خربته ودمرته ونهبته وتركته قاعاصفصفا ،والناظر الى حجم الدمار الذي حاق بالخرطوم يظن البعض أن تلك القوات لم تستثن مكانا إلا جعلته خرابا وان عمليات التخريب والتدمير التي قادتها تلك المليشيا يظن البعض أنها عشوائية يظهر فيها الحقد والحسد والتشفي أكثر مما يحقق أهداف تلك القوات من حربها.
ولكن الشيء الذي اتضح أن عمليات التخريب والتدمير كانت عملا ممنهجا ومدبرا وان الاستهداف في حد ذاته كان مقصودا وليس عشوائيا كما يظن البعض، وقد يبدو الأمر لكثير من الناس أن هذا الأمر ليس بهذه الصورة وفي اعتقادهم أن القوات التي هاجمت الخرطوم الخرطوم اصلا أن كانت قادمة غرب السودان أو كانت أجنبية قادمة من غرب أفريقيا لا تعرف الخرطوم جيدا ،حتى تكون عمليات التخريب والتدمير فيها عملا مقصودا أو ممنهجا، والرد قد يكون على هؤلاء بملاحظات قد يلاحظها البعض أو تمر بين عينيه دون أن ينتبه إليها، وان كانت عمليات السلب والنهب والتدمير طالت كل الخرطوم ،فان هنالك مواقع لم تمتد إليها يد التخريب والتدمير من قبل مليشيا الدعم السريع واحيانا تكون تلك المواقع تحت حراسة مليشيا الدعم السريع نفسها.
فقد هاجمت مليشيا الدعم السفارات الأجنبية حتى سفارة امريكا (سيدة العالم) لم تسلم من الهجوم ،ولكنها لم تهاجم السفارة الروسية وذلك للعلاقة القوية التي تربط الدعم السريع بروسيا وعلاقتها الاقوى بشركة( فاغنر) العسكرية التي كانت توفر لها السلاح النوعي وتقدم لها الاستشارات العسكرية بل واحيانا تدعمها ببعض الضباط لقيادة العمليات العسكرية هذا فضلا عن القناصين.
أما السفارة الأخرى لم تهاجمها مليشيا الدعم السريع هي سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة ،وذلك أيضا للعلاقة القوية التي تربط قائد الدعم السريع بقادة تلك الدولة بل إن تقارير استخباراتية وإعلامية تتهم تلك الدولة بأنها تمول الدعم السريع من أحل كسب المعركة. الوصول إلى السلطة في السودان.
وحتى عملية الدخول التي نفذتها بعض كوادر المليشيا للسفارة الإماراتية كانت لها ثلاث أهداف ،الهدف الاول وهو نفي مسألة التمويل .والثاني للتمويه أنها هاجمت السفارة مثل بقية السفارات والثالث قيل أن هنالك أجهزة تشويش أو تنصت موجودة أخذتها المليشيا من داخل السفارة لاستخدامها في الحرب ولم تشر تلك الوسائط إلى تفاصيل أكثر.
أما البنوك فقد تعرضت كلها لعمليات نهب وسرقة وتخريب من قبل المليشيا إلا بنوك ومصارف بعينها ظلت في مأمن من عمليات السلب والنهب منها بنك أبوظبي الوطني وبنك الخليج ،ومن اسمائها يعرف السبب بالإضافة إلى بنك الثروة الحيوانية وثلاثتها بها ودائع كبيرة لمليشيا الدعم السريع،حسب معلومات.
وكان مسيد شيخ الامين في ود البنا بأمدرمان هو الوحيد من نظرائه الذي لم يتعرض لهجوم أو تخريب أو تدمير من قبل المليشيا ،بل كان يعمل ويؤدي رسالته في ظل الحرب والعمليات العسكرية بل ذكرت بعض المصادر الإعلامية أن المسيد كان يتلقى دعما من المليشيا ،في حين مجمع الشيخ الفاتح قريب الله الذي هو غير بعيد من مسيد شيخ الأمين قد تعرض للدمار وحرق محتوياته ومن بينها المكتبة الضخمة التي تحتوي أمهات الكتب .
ومن خلال هذا التتبع يتضح ان التدمير والتخريب وعمليات السلب والنهب لم تكن عشوائية ،بل كان منظمة وفيها استثناءات كما تبين أعلاه.
وأن التدمير والتخريب الذي تعرضت له الجامعات والمتاحف وسجلات الأراضي ودار الوثائق القومية والإذاعة والتلفزيون يؤكد أن عمليات التخريب وتدمير كانت ممنهجة والأهداف واضحة لا تخفى على ذي بصيرة ، وليست عشوائيا كما يظن البعض.