لم يكن أحدهم صادقا عندما قال إن قرار سحب الجوازات يؤثر فى واقع الحوار وبالتالي الإتفاق.. والحق أن السودانيين قابلوا القرار رغم تأخره بفرحة غامرة وكيف لا وحملة تلك الجوازات يسرحون ويمرحون بعواصم الدنيا يجاهرون بدعم المليشيا المتمردة.. كانت ظاهرة محيرة فعلاً يستحيل أن تمر بخيال بشر.. سحب الجواز الدبلوماسي من هؤلاء هو سحب لامتياز وميزة منحت لمن لا يستحقها.. إذا كانت القواميس تعرف الخيانة بأنها تهمة توجه إلى كل شخص يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار فى بلاده أو أن يقاتل أو يدعم طرف آخر تمردا أو غيره ضد جيش بلاده أو يتخابر مع دولة أخرى ضد بلاده، إن كان هذا هو أبسط تعريف فهل ينطبق عليهم جله أو كله أو بعضه… أم لا.؟؟
إن أكثر الناس خيانة هو من يعطيك ظهره وأنت في أمس الحاجة لقبضة يده.. والخيانة لايغسلها من خاطي دمع ولا ندم.. وهنا يروج البعض أن القرار يؤثر على الاتفاق والحوار، والحق أنه من أنسب القرارات التي صدرت بعد ١٥ أبريل.. فبعد هذا التأريخ مرحلة فاصلة بين الوخذ والخبب. فانتهى زمن اللعب على الدقون. فلا منطقة وسطى بين الجد واللعب ولا منطقة وسطى بين الوطنية ودعم الجيش ومساندة التمرد فعلا أو قولا وحتى الصمت لا يقبل.. فالشعب وحده يقرر من يحق له التحدث في مصيره ومن يحق له الحوار بإسمه. فاتورة الحرب غالية وبعد انجلائها قريبا سنكون على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك. قال المناوي فى فيض القدير أن المحجة البيضاء هى جادة الطريق،فهل سيحيد شعبنا عن جادة الطريق؟؟.