الخرطوم الحاكم نيوز
مدخل أول
لم تمنع الحرب الهيئة القومية للطرق والجسور دون القيام بواجباتها التنفيذية تجاه الطرق والكباري القومية بالبلاد ، تلكم الحرب التي إشتعلت نارا في الخرطوم منتصف أبريل 2023 قتالا شرسا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع المتمردة التابعة له في إطار طمع قيادتها وسعيها حثيثا نحو السلطة ، وقد خلفت تلكم الحرب اللعينة موت وإصابات وجراحات ونزوح ولجوء وتشريد وتدمير للمؤسسات والبني التحتية والطرق والجسور خاصة ، حيث لحق بها الدمار والخراب ..!.
مدخل ثاني
تعتبر الطرق والجسور أساس التنمية والخدمات وبسبب إنعدامها يصعب التتقل وتوصيل الخدمات والمعينات ، لا سيما إلي الأصقاع النائية بالبلاد وبل بإنعدامها تكثر دواعي التهميش وقد كان طريق الإنقاذ الغربي أقوى الأسباب والمزاعم والمبررات للتمرد علي سلطان الدولة والحرب في دارفور وكردفان والتي لازالت تراوح مكانها هنا وهناك بسبب ذات الطرق وإنعدام التنمية .
مدخل ثالث
طردت قوات الحركة الشعبية شمال مهندسو الطرق في فترة حكومة الشراكة (2005 – 2011) من مناطق سيطرتها في محليات (هيبان ، أم دورين ، البرام) تحت مزاعم أن الطرق تسهل دخول الجيش وآلياته لمناطق سيطرتها وقالوها نحن مادايرين طرق ولا تنمية ..! ، ولذات المزاعم أوقفت قوات الحلو تنفيذ كل الطرق التي كانت تحت التشييد أكثر من ألفي كلم ، وخاصة الطريق الدائري (البعاتي) في جنوب كردفان ، حيث إعتدت 2012 علي مقر الشركة الصينية (ساين هايدرو) بمنطقة المقرح جنوب مدينة العباسية تقلي ، قتلت وأسرت وشردت منتسبيها وعقدت صفقة بجوبا خرجت بموجبها الشركات الصينية من العمل في السودان ولازال البعاتي يراوح مكانه بين الحياة والموت والحسرة والندم ..!.
بالطبع لا يخفي علي الهيئة القومية أهمية الطرق والجسور في حفظ الأمن والإستقرار والتنمية والخدمات والنهضة والتطور ، وهي تعلم أن الطرق ثروة قومية عالية التكاليف ولابد من المحافظة عليها ، ولذلك ظلت الهيئة تواصل عملها وزياراتها للوقوف ميدانيا علي الطرق والجسور القومية رغم الحرب التي إندلعت بالخرطوم قتالا شرسا بين الجيش والدعم السريع والتي تمددت لعدة مناطق بولايات السودان المختلفة .
لم تمنع هذه الحرب اللعينة الهيئة القومية دون القيام بواجبها مثلما وقفت ميدانيا علي الطرق في قطاعات (نهر النيل ، البحر الاحمر ، الشرقي ، الأوسط) وقف عليها ميدانيا وفد اللجنة العليا للطرق والجسور برئاسة المدير العام للهيئة القومية المهندس مستشار جعفر حسن آدم ويرافقه عدد من المهندسين ومديري القطاعات والإدارات المتخصصة بالهيئة القومية للطرق والجسور .
بلاشك كانت زيارات ميدانية مهمة وقف الوفد خلالها علي قطاعات تلكم الطرق القومية بهدف متابعة عمليات التأهيل والصيانة وطوارئ الخريف وتفعيل نقاط التحصيل في الطرق القومية مع إحكام عمليات التقييم والتقويم ، علاوة علي متابعة إستحقاقات العاملين في ظل ظروف الحرب ، حيث عقدت اللجنة إجتماعا مهما مع وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور عبد الله يحيي بكسلا ، أمن الإجتماع علي أهمية صيانة الطرق وتطويرها والإهتمام بقضايا العاملين بالهيئة ودفع إستحقاقاتهم ،وإحكام عمليات الضبط والرقابة الميدانية لأهمية الطرق والجسور بإعتبارها رصيد وثروة قومية مهمة وعالية التكلفة
واجب المحافظة عليها .
علي كل فقد ألقت الحرب بظلالها السالب علي الطرق جميعها ، فأصبح طريق (عطبرة – هيا – بورتسودان) شريانا رئيسيا لإنسباب حركة الصادرات والواردات ، ولذلك كان من الأهمية لابد من إجراء بعض المعالجات في أنابيب تصريف المياه التي حدثت في منطقة الهودي ، والتؤكد من تطابق الدراسة والتصاميم التي قدمها البروف صيام ومجموعته لمعالجة الإنهيار الذي ظل بذاته محل تحليل وتقييم وإجتماعات متواصلة من قبل الهيئة ، وبذلك إطمأن الوفد علي مطابقة العمل النظرى والعملي الميداني لوضع الحل الجذري لمعالجة المشاكل التي ظلت تعترض الطريق .
وكذلك وقف الوفد ميدانيا علي المعالجات في منطقة مسمار ، وأيضا طريق (هيا – بورتسودان) وخاصة منطقة العقبة ، وقطاعات (هيا – كسلا – القضارف) وناقشت بخشم القربة في إجتماع ضم الإدارات المختلفة ناقش تقارير قطاعات الطرق القومية ، ولم تغفل الزيارة تفعيل عمليات تحصيل رسوم الطرق مع إمكانية نقل تجربة التحصيل في قطاعات نهر النيل للقطاعات الأخرى لمقابلة مطلوبات خطة الهيئة القومية (زيرو حفر) في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد .
من الواضح أن اللجنة الميدانية كانت نموذجا جيدا لمعالجات بعض المشكلات التي تم حلها ميدانيا، وقال المهندس جعفر رئيس اللجنة أنها حققت أغراضها وكشفت الكثير من أوجه الخلل والقصور ، وبالتالي لابد من الإستمرار في عمليات صيانة وتأهيل الطرق والتعاون معا لتنفيذ خطة طوارئ الخريف وضرورة ضبط وتفعيل تحصيل رسوم الطرق لمقابلة الإحتياجات المالية لأعمال الصيانة ، وفي ذلك توصلت الهيئة لإتفاق مع وزارة المالية علي آلية إتفق عليها الطرفان لتفعيل عمليات التحصيل في ظل الظروف الراهنة مع الإهتمام بحقوق وقضايا العاملين ، وقد تم دفع إستحقاقاتهم المالية كما تتواصل عمليات الصيانة في الطرق بالقطاعات المختلفة جميعها لا سيما قطاع (سنار – سنجة – الدمازين) والكباري والمعابر معا لمواجهة تحديات طوارئ الخريف وآثار الحرب .
الرادار .. الأحد 20 أغسطس 2023 .
