أخر الأخبار

الراصد – فض الله رابح – (5) ساعات مع (عقار) بالقاهرة_(2))

أثناء لقائه بالإعلاميين السودانيين بالقاهرة ، وبرفق طلب نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار من الصحفيين نقل كلامه كاملا وحذر من التجزئة علي طريقة قراءة الآية الكريمة معكوسة – (إن الله غفور رحيم) لتبرير فعل ما ، وتجاوز تكملة الآية الكريمة بقوله تعالى : (اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) _تحذير عقال موضوعي في زمان سيطرة الإعلام التقليدي حيث القوانين والقيم لكننا اليوم إننا نواجه إعصارا رقميا يدفعنا إلى أهمية الإجابة على تساؤل : ما هو الوزن الحقيقي للإعلام في منظومة الأمن القومي على مستوى السودان _؟ _ هذا سبيل المثال لمواجهة تحذير مالك عقار وهو تحذير معقول في عهود سابقة لكننا في زمان حتى وإن تم بث كلمته كاملة يسهل أن يتم التلاعب بها وقص ما يريده الشخص من محتوى حديثه وترك ما لا يرغب فيه_نحن أمام مجتمع السوشيال ميديا وهو عصر يتطلب من كل المسؤولين إعادة صياغة أفكارهم والتفكير في ما يريدون قوله قبل المقابلة الصحفية حتي إذا خرج يكون هو المرغوب ايصاله ، وألا يصدر منهم إلا ما يريدون إخراجه ، هذه واحدة من أهم تحديات وسائط الإعلام المتطورة يوما بعد يوم وبسرعة مذهلة أسرع مما يتخيل أحد ، وأذكر في الماضي عندما كان يحدث تطورا في الطباعة على سبيل المثال هذا يحتاج إلى أعوام في حين أي تطور في وقتنا الحالي ينتقل في أيام وأسابيع قليلة ويدخل حيز التنفيذ بل يتم في لحظات .. هنا يبرز دور الحكومات سيدي نائب رئيس مجلس السيادة لأننا نعيش عصر الممارسة تسبق العلم وهذا يحدث في كبري الدول في حين الاصح أن نبدأ بالعلم وهو من المفترض أن يكون كاشفا لمستقبل المهن ومنها الصحافة ، ولا بد أن ننتقل للجامعات وكليات الاعلام ببلادنا ومراجعة مناهجها وأن تكون بيوت خبرة ومرجعيات ، كما أن فكرة تغيير مناهج الإعلام لم تعد ترفا في معظم دول العالم ومن لن يغير مناهجه لن يكون موجود في الصورة الإعلامية الراهنة ولا المستقبلية… أمر ثاني لابد أن ينتبه المسؤولين ببلادنا الي الاعلام وخطورته سوى كان تقليديا أو حديثا فهو يصنع الحدث ولا كما يفعل في الماضي ، ينتظر تصريحات المسؤولين ليصنع منها خبرا لاننا نعيش العصر الرقمي والتحول الكبير مع إنني لا أؤيد فكرة المواطن الصحفي بشكلها المبتزل الحالي لكنها باتت واقعا فرض نفسه وهي فكرة طائشة ولا تستند في جذورها الي تصور مهني وقانوني ولا أخلاقي ، بل إنها تلغي كل القيم المهنية ، وأيضا السوشيال ميديا تتخيل أي شىء دون دقة بخلاف الصحفي الذي يستوثق من التفاصيل بآلياته التي تعلمها من دراسته الجامعية غير أن فكرة صناع المحتوي أو المواطن الصحفي صارت رائجة لابد من الإنتباه لها والتعامل معها .. ومن الجميل أن مالك عقار من نوع المسئولين الذين لا يهمشون الإعلام والعمل الثقافي بل يعرفون مسؤوليتهم تجاه هذه القوي الناعمة لكن عليه الإنتباه حين يتحدث الي وسائط الإعلام ذات التقنيات الحديثة لازمة الحذر في التعامل معها لأن التحذير وحده لا يكفي ولا يحمي قانونيا ، ومالك عقار يحمد له انه يواجه الاعلام ويحاول كل يوم ان يكتسب مهارات إضافية للتعامل مع كل وسائل الإعلام وهذا يتطلب ثقة اكبر بالنفس وكذلك فيما يقول كمسؤول ، ولو لم يتحدث المسؤول في الإعلام لا يصح أن يكون مسؤولا ، كما أن رد بعض المسؤولين “لا أريد الظهور في الإعلام أو أنني أعمل في صمت ولا أحب الظهور في الإعلام” ردود سخيفة عاجزة ولا تعبر عن قناعة برسالة الإعلام .. والسودان تأخر عن الوقوف على خطورة وسائل التواصل الاجتماعي حتي الآن ، ونحن في مرحلة بناء الدولة الوطنية علي أسس جديدة بحسب وجهة نظر مالك عقار علينا مواجهة من يعبث في عقول الناس ويهدد الأمن الاجتماعي والقومي ببلادنا ، والاهتمام بفكرة الوعي للمسؤولين والإعلام الوطني في بلادنا ولابد من بناء قاعدة ثقة بين الاعلام والمسؤولين والجمهور … وعندما يكون الحديث عن حدث مشترك مع آخرين ومرتبط بمصيرهم لابد المسؤول المتحدث أن يضع في باله أن الإعلام يهتم أيضا بسماع الرواية من الطرف الثاني التي اذا لم يضعها في باله وترك لهواه ومزاجه العنان حتما سيقع في دوامة سؤال الاعلام المستهتر “أيهما أصدق_؟” فيفضل الاعلام الاتجاه إلى طرف ثالث محايد ، وربما رابع وخامس وسادس- بحسب أهمية الموضوع- ممن لا تكون أجندته الخاصة مؤثرة في الخبر او الموضوع الذي تبحث فيه وسائل الإعلام … سيد مالك عقار ضع في بالك هناك وسائل إعلام وإعلاميين أساليب الإثارة والجذب منهج في قييم عملهم الاعلامي وهي “تجعل من الحبة قبة” وهي عادة ما تتجه إلي كثير من العناوين بحيل متنوعة ، كإثارة سؤال أو تحد ، أو استخدام كلمات تفيد الغموض كالسر والسبب والحقيقة ، أو اجتزاء النص والإيهام بمعنى غير المقصود كما هو الحال فيما حذرت منه سيد مالك عقار ، أو الاغراب وما غير ذلك مما يثير الفضول الصحفي…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى