دكتور محمد يوسف إبراهيم يكتب : بعد صرخة روتو : دارت الدائرة على أبي أحمد والساقية مدورة

 

القارة السمراء هذه الأيام تشهد غليان سياسي وعسكري كبيرين في أوقات متزامنة حيث ان الشعوب الأفريقية لم تستفيق من غيبوبة الانقلاب العسكري في دولة النيجر فإذا بها تتفاجأ بصرخة داوية مصدرها رئيس وزراء إثيوبيا ابي أحمد الشخص الذي أراد تجريد الجيش السوداني من السلاح وطرده خارج العاصمة الخرطوم على بعد 50 كيلومتر

الان تدور الدائرة عليه كما دارت من قبل على صديقه اللدود وليام روتو الرئيس الكيني.

روتو خرجت عليه الجماهير واصطفت ضده المعارضة وملأت الطرقات وهي تهتف ضد مواقفه المعادية للسودان والجميع يتذكر خطاب روتو المبتور الذي ألقاه في افتتاح قمة الايقاد بكينيا وكيف انه طالب بالتدخل العسكري ضد السودان عبر الايساف وحسنا أن الحكومة تمكنت من إفشال المخطط وهزمته شر هزيمة اليوم يصرخ ابي أحمد بأعلى صوته ويعلن حالة الطوارئ في إثيوبيا وذلك بعد ما اجتاح مقاتلو فانو في إقليم الامهرة على معظم المناطق الحيوية مما اضطر الحكومة لاتخاذ قرارا قضى بإعلان حالة الطوارئ والتي ربما تشمل كل البلاد حسب ابي لان الوضع في أشد خطورته ولا يحتمل كما وان الحكومة ألغت عددا من الرحلات الجوية.

وعلى الصعيد الدولي فإن معظم البلدان الغربية حذرت رعاياها من السفر إلى إثيوبيا باعتبار أن الأوضاع قابلة للانفجار تحت أي لحظة

في الاعوام الماضية وأثناء حرب إثيوبيا مع التقراي ساندت قوات امهرة الإقليمية والمليشيات التابعة لها القوات الفدرالية ضد التقراي إلى حين اتفاق السلام في العام 2022 إثيوبيا اليوم على سفيح ساخن من تواتر الأحداث وتسارعها وحينما تكون الامهرة طرفا في الأحداث فهذا يعني أن إريتريا ستكون على الخط ومعلوم تاريخيا شكل التوترات مابين الدولتين مما أدى إلى انفصال اسمرا

صحيح ليس من المعقول ربط ما يجري في كينيا وإثيوبيا بقضية السودان ولكن قرائن الأحوال تشير وتؤكد بأن الشعوب في المنطقة باتت على وعي تام بما يجري في الداخل والخارج وأنها لن تقبل بالتدخل في الشؤن الداخلية لأي دولة أخرى لذلك ظلت تعبر عن ذلك بشتى الطرق ففي مثلا كينيا خرجت المعارضة في ثورة شعبية عارمة بغرض إسقاط نظام روتو الذي أعلن موقفه المعادي للشعب السوداني.

وفي إثيوبيا حملت الامهرة السلاح لوضع حد لمغامرات ابي أحمد إذا الأمر يتعلق بالشعوب الحرة التي لا تقبل بفساد الحكام وستواجه ذلك بقوة وضراوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى