
الخرطوم الحاكم نيوز
قبل أن تتبدد ظلال ردود الأفعال لما تمخضت عنه وقائع ماجري في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الأسبوع المنصرم تحت غطاء منظومة الإيقاد ..تلك الوقائع التي حاولت التكريس لموقف يفضي إلي تعقيد الأزمة أكثر من حلها بمشاركة أطراف أقل ما وصفت به عدم الحياد !!
وسط تلك الأجواء دعت القاهرة لقمة طارئة لمناقشة الوضع في السودان إنعقدت أمس الخميس و أمها رؤساء الدول والحكومات لجوار السودان ذو التماس مما يجعل لإنعقادها قيمة جيوإستراتيجية من منظور الأمن القومي ووحدة الهدف والمصير المشترك وتأثيرات مايجري علي المنطقة وإمكانيات الدعم والسند المتبادل في مثل هذه الظروف ..
خطابات قادة الدول جاءت متوازنة و متسقة تماما مع ما رمت إليه القاهرة بدعوتها للحوار وإحتواه خطاب الرئيس السيسي في فاتحة الإجتماع .. عدا رئيس الوزراء الأثيوبي الذي حاول مجددا إقحام الاجندات التي تصف السلطات السودانية بالعجز عن مجابهة الأزمة وفقدان الإتجاه والمسافة المفضية لإنهاء الوضع القائم داعيا لدمج المبادرات .. الأمر الذي تجاوزته مخرجات القمة ومداولاتها التي لم تشر لمنبر الإيقاد .
بيان القاهرة الختامي أبرز ما جاء فيه التأكيد علي الإحترام الكامل لسيادة السودان وحوى إشارات واضحة ومهمة وصفت النزاع القائم *بالشأن الداخلي* مع التشديد علي أهمية *عدم تدخل أي أطراف خارجية فيه* بما يصعد الأزمة و يطيلها .. و جاءت الإضافة الأعمق في البيان بالتأكيد علي أهمية الحفاظ علي الدولة ومقدراتها ومؤسساتها ومنع تفككها أو تشرزمها وبتلك الإشارات وذلك التوصيف تكون القمة قد وضعت أرضية مشتركة وثابتة تحترم الدولة السودانية وكيانها و *مؤسساتها الشرعية والدستورية* وتعترف بقدرتها علي تجاوز الأزمة وإمتلاكها المرونة في التعاطي مع مسارات الحلول .
إختتمت القمة بيانها بالإشارة إلي إمكانية الإنعقاد مرة أخري للنظر في إجراءات الآلية التي تم إقتراحها وماتتوصل إليه من توصيات وفي ذلك إعتبار يضمن لمخرجات القمة المتابعة و التنفيذ .
*تعليق الحكومة السودانية جاء واضحا دون تحفظات و ترحيبها مطلقا وحريص .. بالإستناد علي موقف قوي ونجاحات باتت بارزة في الميدان ترجح كفة القوات المسلحة في الحسم المرتجي والنصر الموعود ..*
و الخرطوم ظلت تفتح نوافذ التعاون مع المجتمع الدولي والإقليمي لا سيما جوار السودان بما يتسق ومبادئها في توصيف الأزمة وجهودها المتصلة في كافة المسارات .
خلاصة القول أن القاهرة خطفت الأضواء وقفزت بالموقف الإقليمي فوق متاريس الإيقاد وعادت بزمام المبادرة إلي داخل أسوار البيت الأفريقي وبذلك تكون قد قطعت الطريق أمام التجاذبات الدولية التي كادت أن تخرج بالأزمة من سياقها ..كونها شأنا داخليا يقبل التعاطي ويحتمل الحسم بعيدا عن تأثيرات تنتهج التعقيد وإقحام الأجندات وتفترض العجز لتصنع منه عقبات علي الطريق تطيل أمد الأوضاع وتجعلها عصية علي خيارات الحلول ..!!
*عبداللطيف كبير*
*الجمعة 14 يوليو 2023م*