
دكتور محمد يوسف إبراهيم
drdabab2@gmail.com
أنظار العالم تتجه اليوم تلقاء قمة القاهرة التي تجمع جيران السودان مع شركاء آخرين مهتمون بشأن السودان أرضا وشعبا
السيسي خطط لهذه القمة بذكاء ودهاء عجيبين وذلك لأن الدور المحوري لمصر في قضايا السودان كان ولازال واضحا ولا يحتاج إلى مزايدة
القاهرة ظلت تتابع عن كثب مجريات الأحداث وتهتم جدا بتفاصيلها سيما وأن مصر تعد بوابة أولى للسودانيين في كل شيئ خيرا كان أم شرا وبالتالي كان لمصر أدوار متعاظمة في التاريخ القديم والحديث للسودان
الأمر ليس مستغربا في أن تلتقي القاهرة بانقرة للمرة الثانية بعد القطيعة الطويلة بينهما بسبب الثورة المصرية وماصاحبتها من أحداث وقتذاك
عادت مياه العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مجاريها متزامنا مع قمة القاهرة لمناقشة قضايا السودان ومما لاشك فيه فإن التصالح الدبلوماسي بين البلدين سيعود بالمنفعة للجميع ولقاء اليوم الذي ستشرفه تركيا سيضرب عصفورين بحجر واحد عصفور عودة العلاقات الثنائية وعصفورة قضية السودان
لا أريد القول بأن هذا حكم ثنائي تركي مصري جديد ولكن هو استدعاء للتاريخ القديم الذي كان له أثره البالغ في وجدان الأمة السودانية بكافة مجالاته
السيسي أتت اليه الفرصة مرة أخرى ليقدم دروسا بليغة للصبي المراهق ابي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا الذي أثبت للعالم بأنه مجرد مطية والعوبة في أيدي الآخرين يمررون به اجندتهم بالطريقة التي يريدونها
ابي أحمد كان يمكن له الاستفادة من منبر الايقاد للظهور على الأقل بمظهر الرجل المحترم والسياسي المحنك الذي يعرف كيف يخطف القفاز لمصلحته دون النظر إلى مصلحة الآخرين أصحاب المال السياسي
ابي في غمرة السكرة نسي أن سد النهضة الإثيوبي يقع في دولته ارغد وازبد وحسب بأن الايقاد هي آخر المطاف ويا السودان اما هذا أو الاجتياح العسكري كلا يا سيد ابي إذا كنت انت غبيا فأرجو الا تمارس الغباء على الآخرين
اليوم ستدرك بأنك مجرد جرو ينبح ويلهث خلف الدولارات ولا تفقه شيئا
اليوم ستعرف من هم جيران السودان ومن هم اصدقاؤه اليوم ستتعلم مامعنى أن تكون قائد أو زعيم أو تابع
انت بنفسك أعطيت السيسي فرصة البل هذه وبالتالي بل رأسك
قمة اليوم ستكون البداية الحقيقية لمناقشة أزمة السودان بلا ايقاد بلا وجع ضرس
حتى المبادرة الامريسعودية ستندمج هنا في سلة الفراعنة اما انت وصديقك وليام روتو فنأسف جدا بأن لا مكان لكما في قمة اليوم لأنها قمة ليست للاعداء وبالتالي غير مرحبا بمقدمكما ولاداعي للاحراج لأن قمة اليوم ليست للفلاقنة ولا المطبلاتية وناكرين الجميل فرصة وضاعت فأرجو أن تتعلما منها كي تعودا إلى رشدكما وللحديث بقية عقب انتهاء القمة،،،