الخرطوم الحاكم نيوز
للأسف مايحدث في السودان هو بعثرة للوعي الجمعي فالمعركة ليست معركة وجود وعدد
وانما معركة وعي في حرب لارابح بها الا من ادرك وتعلم وجرب
(غوستاف لوبون يذكر في كتابه سايكلوجية الجماهير )بأن الأفراد يفقدون خواصهم الشخصية مع المجموعات وفقدان الافراد لخواصهم يعني فقدانهم لوعيهم .كما ان تغييب العقل هو اعلى مراحل الانحلال المجتمعي.
لذلك تعمل كل التكتلات والجماعات والاتجاهات والافكار على تغييب العقل وجعله في اقصى نقطة عن تقبل الاخر ولا يقبلون حتى التقرب من منطقة التفكير او محاولة التفكير.و هنا في حالة الوضع في السودان تنشط القبيلة و العنصرية و تتعالي أصوات الإنفصال و التخوين و يُغيب العقل والوعي عندما لا نقبل الا بأفكارنا وبفتاوينا وعندما نبقى مصرين على عدم تقبل الآخر او الحل الوسط.
و هذا هو المعنى الحقيقي للتطرف الذي سنواجهه قريبا بكل أشكاله المخيفة في السودان مالم تعقل هذه الاطراف .
الهدف الأسمى في كل الحروب في العالم الثالث لتلك الجماعات هو تغييب العقل و يعني تغييب المنطقة الرمادية او عدم تقبلها .لذلك لا يمكن الا يكونوا متطرفين فاقدي التفكير والوعي وإن كانوا ذوي عدد فهم كغثاء السيل .
من صفاتهم انهم لا يخوضون الا في حديث الاشخاص الذي هو ادنى مراحل النقاش والحديث.
كذلك هم قضاة لا يُنزلون الا حكمهم ولا يقبلون بعذر وتبقى الدائرة تدور بهم الا ان ينخر بعضهم بعضا كل هذا يحدث بتغيب او مسح منطقة التفكير.
✍? m.saad