ابراهيم عربي يكتب :(الشعبية عقار) … جدلية الفتق والرتق (1- 2) 

الخرطوم الحاكم نيوز
شكرا الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة لمبادرتك إحتواء إنشقاقات الحركة الشعبية – شمال (عقار) ورتق فتقها الذي لم يندمل ولم شملها الذي لم يكتمل وتوحيد صفوفها المتباينة ، بلا شك إنها خطوة جيدة من كباشي بحكم مسؤوليته عن ملف المنطقتين في إطار إهتماماته بقضايا كردفان الكبري خاصة وإهتماماته بقضايا الوطن عامة .
اعتقد مشكلة الحركة الشعبية – شمال تباين في وجهات النظر حول تطبيقات رؤية (السودان الجديد) المستمدة من رؤية وفلسفة الحركة الأم التي ذهبت مع إنفصال الجنوب ولكن بقيت أجندتها قائمة ، ولذلك إنشق قطاع الشمال إلى الحركة الشعبية – شمال (الحلو) والحركة الشعبية – شمال (عقار) عقب إنقلاب الحلو 2017 الذي خطط له بإمتياز في مؤتمر كاودا الموجه ليأتي الحلو رئيسا وترك الباب (مائلا أو متركشا) لكل من مالك عقار وياسر عرمان كأعضاء في الحركة .
غير أن وساطات دولة جنوب السودان والحركة الشعبية الأم والوسطاء الإقليميين والدوليين قد فشلت معا في ترميم الخلافات ورتق فتق الحركة الشعبية – شمال ، وحينما حدثت المفاصلة نهائيا فاستعصم الحلو بقواته بجنوب كردفان / جبال النوبة متمددا في 40% تقريبا من مساحتها أطلق عليها (اراضي محررة) واتخذ من كاودا عاصمة له دولة في داخل دولة ..!.
إنضم جوزيف توكا ورفيقه عبد الله أوجلان بقواتهما للحلو ، وكانت أصلا متواجدة في جنوب كردفان منذ زمن باكر بتوجيهات ماكرة من عقار حيث هيأ الفرص لمقربين منه أحمد العمدة وغيره للسيطرة علي مقاليد السلطة في النيل الأزرق وقد تكشفت تلكم النوايا كما هو ماثلا الآن مستخسرا أن يصبح الرشيد الجبلين نائبا لحاكم النيل الأزرق وليس جنوب كردفان في إطار أن الحركة تمثل شعب المنطقتين ، علي كل لحق (عقار) بمسارات الجبهة الثورية ضمن إتفاقية السلام بجوبا (مسار المنطقتين) .
أما الصرعات داخل (جناح عقار) قد إتسعت بسبب المؤامرات ، حيث أطاحت بالناطق الرسمي مبارك اردول أولا ومن ثم الأمين العام إسماعيل جلاب من منصبه أمينا عاما بسبب خلافات تنظيمية هيكلية بينهم الثلاثة قبل أن تتطور الخلافات بين الرئيس مالك عقار ونائبه ياسر عرمان بشان موقف كل منهم من قرارات البرهان 25 إكتوبر إن كانت تصحيحية حسب عقار وجلاب أم إنقلابا حسب عرمان ولذلك أصبح عرمان من المناهضين لها مع مجموعة الحرية والتغيير (قحت) المجلس المركزي ، بينما إحتفظ الرئيس عقار بعضويته في المجلس السيادي الإنتقالي ممثلا للحركة الشعبية – شمال (عقار) ضمن مسار المنطقتين بالجبهة الثورية ويتجلا من ذلك أن الموقف الرسمي للحركة الشعبية إنها مع قرارات البرهان ، غير أن خطوة ياسر عرمان قد عقدت المشهد داخل الحركة وأحرجت الرئيس مالك عقار وجعلته في محل ضعف دون إتخاذ القرارات اللازمة .
وبالتالي نحن نثمن وبشدة خطوة الفريق أول ركن كباشي رتق فتق الحركة الشعبية – شمال (عقار) ولم شمل الفصائل التي إنسلخت في الفترة الماضية ، ومن ثم تحديد موعد لقيام مؤتمر عام دستوري للحركة يفضي إلى إجراء إنتخابات ديمقراطية تحدد وضعية كل منهم ليصبح ذو الثقة والأهلية رئيسا للحركة ومن ثم تكملة بقية الهياكل وكل حسب كسبه، وأكد جلاب أنهم جلسوا ثلاثتهم (مالك وياسر وشخصه) لمناقشة مبادرة كباشي بغية الوصول إلى رؤية مشتركة تفضي لوضع حلول لإنهاء الأزمة داخل الحركة الشعبية عن طريق الديمقراطية والتي وجدناهم يتنادون بها ويتغنون لها ..!.
لكن المتابع لتاريخ الحركة الشعبية – شمال يجدها قد خلت من الديمقراطية لا سيما وأن الرفيق مالك عقار (الشايب) كما يحلو لأنصاره تسميته قد ظل يشغل رئاستها منذ 2011 عقب تكليفهما الثلاثة (عقار ، الحلو ، عرمان) من قبل الحركة الشعبية الأم قبيل إعلان إنفصال جنوب السودان وقبل إندلاع الحرب في جنوب كردفان ، وذلك لقيادة المرحلة الإنتقالية (ثلاثة) أشهر للإعداد لمؤتمر عام لقطاع الشمال ومن ثم تكوين الهياكل التنظيمية (التفيذية والسياسية والتشريعية) داخل الحركة وهذا مالم يتحقق حتي إنقلاب الحلو 2017 كما ذكرنا آنفا .
فيما ظل مالك عقار رئيسا لحركتة المنشقة وبذلك ظل عقار رئيسا للحركة لأكثر من (11) عاما ورئيسا للجبهة الثورية لأكثر من (5) سنوات منذ أن أصبحت الحركة الشعبية – شمال قبل المفاصلة عضوا في الجبهة الثورية منذ تحالف كاودا 2011 ، وبالتالي أعتقد يمكن لمبادرة الفريق كباشي أن تحقق نجاحا إذا خلصت النوايا وتطابقت الإرادات وفقا للمعطيات والثوابت والمطلوبات والمقترحات التي تجدونها في الحلقة الثانية ..!.  
نواصل …
الرادار .. 18 يونيو 2022 .  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى