علي كل – محمد عبدالقادر – ( لقاء كافوري).. وهدف السعودية الذهبي !!!

الحساسية التي تنتابك وانت تهم بدخول مباني السفارات الاجنبية لا تلازمك وانت ترتاد مقر السفارة السعودية او تلبي دعوة الي منزل سفيرها الهمام بالخرطوم علي بن حسن جعفر..
كيمياء التواصل بين الشعبين السوداني والسعودي غريبة وباعثة علي التامل في مقدار الالفة التي تجعل السودانيين يرتاحون في مقامات المملكة ومضاربها الوارفة بالاحترام والتقدير لكل ماهو سوداني..
الاحظ كيف تحول منزل السفير السعودي الهمام في الخرطوم علي بن حسن جعفر الي دار للسودانيين بمختلف انتماءاتهم وسحناتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية، واتامل كثيرا حالة المحبة اللامتناهية التي تظلل علاقات الخرطوم والرياض وتجعل منها انموذجا لتواصل حميم يستوعب شواغل البلدين بوعي واحترام ومسؤولية حصنتها من عاديات الخلاف وجنبتها مكائد المتامرين..
نعم ظلت السعودية حاضرة في تفاصيل شاننا الداخلي دون ان يزعج ذلك قداسة الذات السودانية المعتدة بكرامتها او يجرح خاطر الوطنية التي نستدعيها بمحددات صارمة حينما ندخل مباني السفارات الاخرى..
هذا النسق من التواصل الاستثنائي العميق بين السودان والسعودية لم يكن وليد الصدفة او سليل لحظات يتدفق فيها البرتكول وتنداح خلالها مفردات العلاقات العامة والمجاملة الدبلوماسية ، وانما كانت تراكم محترم لسلوك دبلوماسي دؤوب قاده ربان سفينة الدبلوماسية السعودية في الخرطوم سعادة السفير علي بن حسن جعفر، فقد انخرط الرجل ومنذ مقدمه في بناء استراتيجية تعاون شاملة بين الخرطوم والرياض جعلت من المملكة حاضرة بقوة في تفاصيل المشهد السوداني.
الجمعة الماضية كان موعدا للقاء سوداني تاريخي احتضنه منزل السفير السعودي في ضاحية كافوري بوساطة سعودية امريكية، اللقاء جمع المكون العسكري بقوى الحرية والتغيير في مبادرة نوعية جاءت لاسناد حوار الالية الثلاثية الذي قاطعته قوى الحرية والتغيير _ المجلس المركزي..
هذا الاجتماع الذي تستحق عليه (الرياض وواشنطن) الشكر افترع مسارا مهما وجديدا لانجاح مفاوضات الالية الثلاثية ، ومثل نقلة انتظرها الشعب السوداني كثيرا لاخراج البلاد من ( عنق الزجاجة) وطي صفحة الخلافات التيي رتبت ازمات عديدة (سياسية واقتصادية وامنية ومعيشية) ختمت علي المواطن المغلوب علي امره بالمعاناة والشقاء.
باعتقادي ان اختيار منزل السفير السعودي بالخرطوم كان عاملا مهما في انجاح اللقاء الذي يعد الاول من نوعه بين المكونين العسكري والمدني منذ انتهاء السراكة بعد قرارات البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر المنصرم.. نعم فمن دخل دار السفير السعودي يدرك قدرة الرجل علي التعاطي الايجابي مع تعقيدات المشهد السوداني ومدى حرصه علي التوصل لحلول تنهي حالة المواجهة المحتدمة بين المدنيين والعسكر…
وصول وفد قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي الي لقاء المكون المدني في منزل السفير السعودي علي بن حسن جعفر يحرر شهادة اعتدال وتوازن للملكة العربية السعودية في سعيها للتوسط بين الفرقاء السودانيين وصولا للحلول التي ينشدها الجميع، والحقيقة التي لا تقبل الجدال تشير الي ان المساعي الامريكية نجحت حينما قدمت المملكة لرعاية الحوار الذي قلب الطاولة وانتج ارصية جديدة استدعت الالية الثلاثية لتعليق الحوار الذي ابتدرته مع القوى السياسية ( باستثناء قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي).. مع المكون المدني..
(لقاء كافوري) احدث اختراقا سيكون له ما بعده في مشوار التسوية التي ينتظرها السودانيون.. احدث تصدعات حقيقية في مواقف طالما تمترسات حول الشعارات العدمية (لا تفاوض_ لاشراكة_ لاحوار)، ومثل هدفا ذهبيا في زمن قاتل اعاد الحوار الي اجواء المباراة من جديد..
شكرا المملكة العربية السعودية وسفيرها بالخرطوم الذي جعل اللقاء ممكنا عبر مهاراته الفائقة والمشهودة في تقريب وجهات النظر وتشجيعه لمبدا الحوار ، فقد كانت داره العامرة مسرحا لاهم حدث وطني في الاونة الاخيرة ونتمني ان تنجح جهود الرياض مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية في انجاح الحوار المفضي الي حلحلة مشكلات السودان وحمل فرقائه علي الاتفاق في ظل تحديات كبيرة تواجه جهود التسوية السلمية.

*صحيفة اخبار اليوم*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى