خواطر الجمعة 20 مايو
مايو شهر البشارت فيه يبدا تساقط الامطار ونشم رائحة الدعاش الان وقد انقضي ثلثي الشهر بدا المزارعون والرعاة الاستعداد لفصل الخريف .
الاحتفال بالخريف في الريف والبادية ياخذ صورا مختلفة ،
الحسناوات في البادية عندما يبدا نزول المطر في الصعيد يفرحن و يتغنين بصوت رخيم :
الخريف صب هناك
في بلاد جنقي الرقاق
إن قالوا عجمي بسير معاك
سلاما بالانقلاب.
التلوديات ومن خلال اغاني الدرملي يحضون الرجال للذهاب الي المزارع ويهجون العطالة والفاسدين :
الشيخ التوم ……قال للصبيان ارحكم الحدبة …..
نغلب العمال البجو
الفاسد دربه هنا هنا هنا
حكاامات الليري يستنفرن ابنائهم الذين قضوا فترة الصيف في المدن ويطلبوا منهم العودة الي حيث العمل والانتاج :-
بقطع التذاكر وبوزع الخبر
صبياني جاكو خبر من البلد
خلو البوبار
شهر الندامة ظهر
دايرة لي رجال
يحلوني من
الدين الحول .
هذا طبعا عندما كانت الزراعة تحقق عائد مجزي وتسدد الديون ولم تصبح كما هي الآن سببا للديون والاعسار.
لاح البرق الجنقاوي او القبلي وهو البرق الذي يظهر جنوبا فتركز الهم في الاستعداد للخريف والاعمال التي تسود فيه مثل الزراعة والمسار من دار المصيف الي دار المخرف .
انتصف شهر مايو فانهمكنا في التحضير للزراعة صيانة الآليات ، البحث عن مدخلات الزراعة ، نظافة الارض من الشجيرات
متابعة السياسات الزراعية لإقرار سياسات مناصرة للزراعة.
الان وصل وفد من مزارعي القطاع المطري الخرطوم و تجول في مكاتب االحكومة ذات الصلة بالسياسات الزراعية :
وزارة الزراعة ، وزارة المالية ، البنك الزراعي، البنك المركزي، مجلس السيادة بشقيه المدني والعسكري حيث الإرادة السياسية كان مسك الختام هو لقاء النائب الاول و رئيس اللجنة الاقتصادية الفريق اول محمد حمدان دقلو الذي قدم توجيهات داعمة للزراعة افرحت المزارعين .
التحية للجنة المزارعين والتحية للمسئولين الحكوميين الذين تفاعلوا معها .
الزراعة في بلادي تواجه تحديات عديدة ارتفاع جنوني في اسعار المدخلات ضعف في البنيات التحتية نقص في الامن اتطراب في السياسات الحكومية المتعلقة بالزراعة تغيرات بيئية وتذبذب في الامطار .
ملخص ذلك كله تذبذب في الانتاج وفقدان للاسواق العالمية وتراجع في مساهمة القطاع الزراعي في الناتج القومي الاجمالي .
تكلفة زراعة فدان الذرة في القطاع المطري فاقت الستون الف بدون استخدام السماد ؟
الإنتاجية متدنية لا تتعدي ثلاثة جوال للفدان واحيانا جوالين .
الحل في استخدام التقانة الكاملة لزيادة حاول وزير زراعة سابق عالم هو البروف ابراهيم الدخيري زيادة الانتاجية بتطبيق برنامج الحلول المتكاملة لكن البرنامج توقف الان استخدام التقانة يحتاج الي إرادة سياسية واقرار سياسات مناصرة للمزارعيين.
خلال الاسبوع الماضي كنت في حركة دائبة فبعد ان اكمل الشاب الطموح الخبير في التمويل الاصغر كرم هجانة تسجيل شركة المواسم الخضراء للتمويل الاصغر واخذ الترخيص لمزاولة العمل تحركت معه جلسنا مع إدارة بنك الثروة الحيوانية وينك الانتاج ومشروع الايفاد وتناقشنا في اللحاق بهذا الموسم وتقديم الخدمات المالية وغير المالية للمنتجين الريفين ،
طفت علي شركات المدخلات الزراعية ، الشركة العربية للبذور وناقشت مديرها د.محمد بشارة العالم المهتم بتطوير الاصناف المحلية عالية الإنتاجية واطلعني علي خطة الشركة لتوفير تقاوي عالية الإنتاجية عرجت علي شركة الدومة للكيماويات والالات الزراعية وشركة نور اقروسينس اتطلعت علي اخر التقانات الزراعية ، تواصلت مع المهندس يحي فضل المولي بن كردفان المرابط في صحراء الجوف المستثمر في الزراعة ارسل لي مجموعة من الفيديوهات التي توضح التقانات الزراعية التي يستخدمونها ومحاولات توطين زراعة الفول السوداني في المملكة العربية السعودية باستخدام تقانات امريكية وفرتها شركة K.M.C الامريكية المتخصصة في إنتاج تقانات زراعة الفول السوداني يحي فضل المولي يملك خبرات تراكمية في استخدام التقانة الزراعية .
كان مسك الختام زيارتي الي مجموعة محجوب اخوان بصحبة صديقي الصحفي يوسف عبد المنان الذي بدا التركيز علي الزراعة والإنتاج الحيواني بعد ان امتهن كل من يملك تلفون ذكي الكتابة الصحفية فامتلات وسائل التواصل الاجتماعي بالغث والسمين من الكتابات .
التقينا المستثمر الوطني وجدي ميرغني صاحب الخبرات المتراكمة ورائد توطين التقانة الزراعيةأ وكان حوارا في منتهي الروعة فهو كما قلت مختص ورائد في استخدام التقانة الزراعية وثق يوسف عبد المنان بحسه الصحفي جزء من الحوار وساكتب عن جزء آخر في خواطري القادمة واحتفظ بالبعض في دفاتري الخاصة. وجدي ميرغني مستثمر فجر كثيرا من الطاقات الكامنة في مجال الزراعة وتقاناتها وهو مستعد لمنافسة المشروعات الزراعية العالمية الكبري .
اخيرا اقول :
ان كان مالك بن الريب حينما ترك الهوي و خرج مجاهدا في جيش المسلمين قال:
أَلَم تَرَني بِعتُ الضَلالَةَ بِالهُدى وَأَصبَحتُ في جَيشِ اِبنِ عَفّانَ غازِيا
أَجَبتُ الهَوى لَمّا دَعاني بِزَفرَةٍ تَقَنَّعتُ مِنها أَن أُلامَ رِدائِيا
فانا بعت العطالة بالعمل
واصبحت عن مجتمع المدينة نائيا
وداعا اهل ودي بالخرطوم فقد ناداني داعي الانتاج واتمني ان اعود بعد الموسم لاجد الخرطوم بوجه آخر غير المتاريس واللساتك المحروقة والشباب المتسكع في المقاهي والطرقات.