مأمون على فرح يكتب : الأخوة الأعداء السودان بهم يركض للخلف

يمثل السودان الان محور هاما جدا للولايات المتحدة الأمريكية وتدرك جيدآ أن أي تفريط في هذا البلد سيجعله لقمة ساهلة لروسيا والصين.
بعد انقلاب 25 أكتوبر كانت الخطوة المتوقعة من الولايات المتحدة بوقف الدعم للسودان والتشويش على المؤسسات المالية العالمية لوقف دعمها وإجراءات إعفاء ديون السودان ومن ثم فإن الغرب كان يولي ثقة كبيرة لحكومة الدكتور عبد الله حمدوك وهذا أمر لا يمكن أن يختلف فيه اثنان وكانت الفرصة أيضاً مواتية إذا سار اتفاق البرهان حمدوك كما ينبغي لكن عدم رضا قوي سياسية عن هذه الخطوة وقيادتها لحراك مستمر حتى اليوم أطاح بأمال اعتراف المجتمع الدولي بما حدث في 21 نوفمبر.
كانت الفكرة ان العالم الغربي الذي يسمع بقوة للولايات المتحدة على اتفاق تام بضرورة الضغط على المؤسسة العسكرية لتسليم السلطة للمدنيين والعودة إلى الوثيقة الدستورية… لكن مع كل هذا الزخم فإن القوى السياسية السودانية مصابة بمرض خطير لايمكن الشفاء منه وهو الطمع وإقصاء الأطراف الأخرى ففي قوي الحرية والتغيير مثلا كانت المعادلة هي إشراك الشباب في مؤسسات الدولة وحدث عكس هذا أن تم إقصاء الشباب الثوري من المشهد والتفت أحزاب محددة على السلطة واستولت عليها وبعد مدة قصيرة حدث ما هو معلوم.
الغربيين كانو على علم تام بأن هذه الشراكة لن تستمر مع الحرب الخفية إلتي اندلعت بين المدنيين ( في السلطة ) والعسكر وكانت حرب بها نوع العدوانية وتحريك الرأي العام الذي أصبح مهيأ بشدة لعدم القبول بأي شكل من أشكال الديكتاتوريات مرة أخرى وكان  إعلام الطرف الآخر من القوة بمكان بجانب روج فيه لدفوعاته التي اعتمد عليها مع  الضعف الواضح للإعلام العسكري الذي اعتمد بالكامل على تصريحات غير مدروسة يلقيها مستشار البرهان الإعلامي بين الفينة والأخرى وعدم وجود حراك سياسي حقيقي داعم للعسكر وان ما ظهر من تاييد من أحزاب ضعيفة َمعلومة للجانب العسكري لم يكن مقنع للرأي العام السوداني.
على الطرف الآخر كانت الحركات المسلحة على الحياد ولا تعبر تصريحات قادتها عن القادة العسكريين الذين يقودون الجنود في الميدان ويظهر بشكل واضح تأييدهم لقرارات البرهان.
انقسام الساحة السياسية في البلاد أمر منطقي للغاية لأن هذه القوى لا يوجد ما يجمعها حتى استقرار وسلامة الوطن وأمنه لا يهمها بقدر همها الوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها فكل حزب في السودان يرى أنه الأحق بحكم البلاد من غيره اما مصالح الوطن فتتدحرج إلى مابعد هذا الإجراء.
الان وفي خضم هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة علينا الاعتراف بالدور الكبير الذي لعبه رئيس الوزراء عبد الله حمدوك في محاولات جادة لإخراج البلاد من ازمتها ومحاولاته النهوض بالاقتصاد وحياة الناس لكن كل عمله اصطدم بشكل صريح بعقلية الأحزاب في السودان وهي عقلية مدمرة لا تقدم للبلاد في أحلك الظروف سوى المزيد من المشكلات والتعقيدات التي تلهب المواقف ولا تراعي مصالح الشعب .
في حالة الوصول إلى تفاهمات سياسية كما يتم تداوله الان فإن طريق العودة مازال ممكن في وطن لديه من المشكلات الكثير ويحتاج إلى صدق ووحدة للخروج به إلى بر الأمان وصولا للديمقراطية المنشودة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى