ابراهيم عربي يكتب : أضبط .. نهب مسلح داخل شركيلا  ..!

ظاهرة دخلية أمست عليها منطقة شركيلا في محلية أم روابة في ولاية شمال كردفان الجمعة الثامن من أبريل الجاري فأصبحت مرتعا للنهب المسلح الذي روع أهلها وأقلق مضاجعهم خوفا علي مستقبل منطقتهم التي تعرضت لحادثتي نهب مسلح غريبتين متزامنتين لم تشهدهما من قبل هذه المنطقة المهمة التي تعتبر تجمعا لتبادل منافع مشتركة لمواطني الولايات المتحاددة (النيل الأبيض وشمال وجنوب كردفان) وغيرهم ولا أعتقد إنهما معزولتين عن بعضهما البعض .
الحادثة الأولي إستهدفت تجار في طريقهم من تندلتي إلي سوق أم عش عبر اللواري عند خور الكوسة بالقرب من قرية الدبة التي تبعد (7) كلم شمال أم عش ، حيث هدد الجناة وعددهم (خمسة) وهم يحملون أسلحة نارية (كلاشنكوف) ويستقلون بوكس هايلوكس موديل الثمانينات ، وتشير معلومات أخري أن المجموعة (8) أشخاص مسلحين بعضهم يستقلون سيارة بوكس وآخرين تاتشر ، حيث هربت الأخيرة دون القبض علي من فيها من الجناة . 
علي كل نهبت هذه العصابة تحت التهديد المسلح مبالغ مالية وموبايلات وبعض الخردوات من التجار الذين صدموا من هول هذه الظاهرة الغريبة عليهم ، تمكنت الشرطة في وقت جيز من القبض علي (أربعة) من الجناة أحياء بعد عملية شرسة لتبادل إطلاق النار فيما هرب الخامس وتم القبض علي المنهوبات ولا زالت التحريات مستمرة بحاضرة المحلية ، قال النور حمد أحد قيادات أم عش إنها حادثة مؤسفة لم تشهد المنطقة مثلها منذ حادثة تجار الحمير في العام 2009 .
الحادثة الثانية مع الأسف مسرحها داخل شركيلا وعلي مقربة من الشرطة ولأول مرة في تاريخها ، حيث نهب (أربعة) ملثمين يستقلون سيارة أتوس حمراء اللون ، نهبوا إثنين من الشباب التجار بسوق شركيلا مبالغ مالية وموبايلات تحت تهديد السلاح وفروا غربا عبر الميعة إلي منطقة المرات جنوبا في محلية العباسية في ولاية جنوب كردفان وتفيد معلومات غير موثوقة أن السلطات قبضت عليهم بالمناطق الغربية لمحلية شركيلا غرب طريق (أم روابة – العباسية) .
أصبحت مثل هذه الجرائم ليست غريبة علي سكان العاصمة الخرطوم بلداياتها الثلاثة ، وقد تصاعدت منذ إلغاء قانون النظام العام الذي بصم عليه الجميع وفقا لشعار الثورة (حرية ، سلام وعدالة) ماعدا رجاء نيكولا عضو السيادي الوحيدة التي إعترصت علي إلغائه ، فمنذ وقتها  ظلت ولايات البلاد تشهد تفلتات أمنية تماما كما ظلت الخرطوم خاصة تشهد بإستمرار تفلتات وجرائم نهب مسلح دموية مماثلة تحت تهديد السلاح من قبل مجموعات تستقل مواتر ظلت تشكل تهديدا وترويعا للسكان وقلقا لدي الحكومة ، إتخذت حيالها الولايات قرارات مهمة منعت إستخدام المواتر والكدمول وحمل السلاح إلا للقوات النظامية ، مع الأسف شهدت الخرطوم في ذات الليلة جرائم مماثلة تحت تهديد السلاح في أم بدة وسوق ليبيا والشقلة والثورات وجنوب الحزام والحاج يوسف وغيرها . 
ولكن بلاشك يصبح غريبا أن يحدث ذلك في داخل شركيلا حيث لا تنقطع عنها حركة الناس وهم يعرفون بعضهم بعضا بالمناطق المختلفة ، إلا أن تطور الأوضاع وتصاعد وتيرة الجرئم العابرة أصبحت تشكل تهديدا لإستقرار المنطقة الزراعية الرعوية ذات النسيج الإجتماعي القوي المتداخل والمترابط ، ولذلك لا أعتقد ماحدث في شركيلا مجرد جريمة عابرة معزولة دون أن يكون هنالك متعاونين أو دون دليل أو معلومات وهذا بذاته تحديا يواجه أهالي شركيلا (طلعوا الدرب من بيتكم)، لا سيما وأن الجناة ظلوا متواجدين في شركيلا لعدة ساعات وقد شاهدهم كثيرون وهم ملثمين ، مع الأسف غاب دور المجتمع وغابت الشرطة والإدارة الأهلية وغابت جوغة الشباب الذين ظلوا يتهاترون عبر قروبات التواصل الإجتماعي بالخلافات والإختلافات ومع الأسف يدعون الوصاية علي أهل شركيلا ، ومع ذلك لم يجرؤ أحدا سؤال أو متابعة هؤلاء الجناة ، والأنكي والأمر أن الحادثة تمت الساعة العاشرة مساء وهو وقت ليس بالمتأخر حسب ظروف الناس في رمضان ، وشركيلا بحركتها المعروفة ، حقا (الحرامي لا قبيلة له) .
مع الأسف فشلت شرطة شركيلا في مطاردة الجناة (مع الأسف سيارة أتوس) بسبب ضعف الإمكانيات وعدم وجود سيارة للشرطة والتي ظلت لفترة طويلة متوقفة عن العمل بسبب إسبيرات بذلت فيها الإدارة الأهلية وبعض الأعيان جهودا لصيانتها عدة مرات ، وتلك حالة مستعجلة نرفعها للوالي فضل الله ولجنة أمنه إن كان يهمهم أمر هذه المنطقة والتي ظلت مجرد خزنة جبايات للحكومة وهي تحتضن سوق أم عش الثاني من حيث الإيرادات بالمحلية وهو سوق جامع لتجار من شمال وجنوب كردفان والنيل الأبيض ومن المناقل في ولاية الجزيرة ومن أم درمان ، وسوق شركيلا الثالث والميعة الرابع من حيث الإيرادات بالمحلية .
ولكن عدد من الأسئلة الملحة تطرح نفسها بقوة لماذا تراجع دور حكومة الولاية وتناقصت إهتماماتها بأمر خدمات المنطقة من أمن ومياه وصحة وتعليم وكافة قضايا المجتمع الحياتية بشركيلا مقابل الجبايات الكبيرة التي ظلت تجنيها من الأسواق ؟ ولماذا تراجع الهم الوطني ؟ ولماذا ظلت الإدارة الأهلية تسجل غيابا في شركيلا ؟ ولماذا تراجع دور الشباب ولماذا تراجع دور المجتمع ؟!.
علي العموم لابد من خطة أمنية يتم بموجبها تفعيل شرطتي شركيلا وأم عش وتشييد مركز شرطة الميعة الذي ظل يراوح مكانه منذ عدة سنوات ولابد من دوريات تواكب حركة الأسواق الإسبوعية وتفعيل دور الإدارات الأهلية والمجتمع فالأمن مسؤولية الجميع وحفظ الله البلاد والعباد .
الرادار .. الأحد .. العاشر من أبريل 2022 . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى