قبل المغيب – عبدالملك النعيم احمد – السودان الخطاب التاريخي ليتهم يسمعون…!!

.
تأتي مشاركة السودان في اعمال الدورة 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك بوفد يرأسه رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل ادريس في هذا التوقيت نقطة تحول هامة في تعامل المجتمع الدولي ومجلس الأمن تجاه السودان وقضاياه أو هكذا ينبغي ويجب إن كان فعلا يلتزم المجتمع الدولي بقوانينه وقراراته فيما يلي حقوق الانسان وجرائم الحرب والابادة الجماعية والمحافظة علي الأمن والسلم الدوليين والتي شكلت لها مجالس خاصة سواء أكان ذلك علي مستوي الامم المتحدة أو مجلس الامن او الإتحاد الإفريقي…
تعتبر مشاركة السودان هذه أيضا ضربة قوية لبيان الرباعية الأماراتي الأمريكي الذي نادي بعدم الإعتراف بقيادة البرهان وحكومة الدكتور كامل إدريس وسط إعتراف كامل من المجتمع الدولي بكل مؤسساته وهيئاته…
خطاب الدكتور كامل ادريس التاريخي أمام الجمعية العامة ولقاءاته بالأمين العام انطونيو غوتيرس وبعض رؤساء الحكومات والدول والحديث المباشر عن وضع السودان والحرب وتعامل بعض الدول والمنظمة الدولية ومجلس أمنها تجاه ما يحدث في السودان…كل ذلك أدي لتعرية الامارات والرباعية وبعض دول الإقليم التي جاءت بالمرتزقة او فتحت لهم مطاراتها وموانيها للدخول للسودان…
خطاب رئيس مجلس الوزراء امام اكثر من مائة وثمانين رئيس دولة ورؤساء حكومات جاء قويا ومباشرا وتاريخيا بتأكيد موقف السودان شعبا وحكومة تجاه ما يجري في بلاده فضلا عن وضع النقاط علي الحروف لكل الإنتهاكات والجرائم التي ارتكبتها المليشيا بدعم إقليمي ودولي ثابت بالأدلة والبراهين مما جعله يضع المجتمع الدولي بكامله في امتحان الاخلاق والإلتزام بالقوانين وسيادة حكم القانون..
عبارة خطاب الدكتور كامل ادريس بأن السودان “لن يقبل أي إملاءات تتعارض مع سيادة البلاد وأمنها القومي وملكيتها الوطنية في تحقيق السلام العادل”
عبارة لها ما بعدها وهذا التأكيد لموقف السودان برفض اي نوع من التدخل في شؤونه قد فتح الباب واسعا أمام عزم الحكومة علي ادارة حوار داخلي سوداني بين قواه السياسية والمجتمعية والأهلية للإتفاق علي رؤية موحدة لمواجهة العدو المشترك القادم من الخارج فضلا عن الزهد التام عن اي مبادرات تأتي من الخارج ولا تراعي حق الشعب السوداني في اتخاذ قراره في الشأن الذي يخصه…
مطالبة الدكتور كامل إدريس للامم المتحدة بتنفيذ خارطة الطريق التي هي بطرفها يؤكد احترام السودان للقانون الدولي ولكل مؤسساته فقد حوت الخارطة بنود هامة منها فك الحصار عن الفاشر فورا وخروج المليشيا والمرتزقة من كل المناطق التي تسيطر عليها فضلا عن تأمين دخول الاغاثة للمحتاجين والمتضررين من الحرب في ولايات دارفور وبعض كردفان..
لم ينس خطاب السودان مطالبة الامم المتحدة بتصنيف الدعم السريع والمتمردين والمرتزقة كجماعة ارهابية وعنصرية ويطالب مجلس الأمن بمتابعة تنفيذ قراراته التي اصدرها بشأن فك حصار الفاشر وتوصيل الإغاثة للمحاصرين…
اهتم خطاب السودان بالشأن الداخلي وبرنامج حكومة الأمل للشعب السوداني وذلك بتوفير احتياجات المواطن والخدمات الضرورية ثم العمل علي تنمية الريف والتنمية المتوازنة وتحقيق العدالة الانتقالية والاعداد للانتخابات وتحقيق الديمقراطية لما بعد فترة الانتقال..كل ذلك يتم والشعب السوداني بكل مكوناته يؤكد دعمه للجيش والحكومة حتي تحرير البلاد من التمرد…
الخطاب يعتبر تحد حقيقي لكل من يشكك في شرعية الحكم في السودان ورفض كل المؤسسات الاقليمية والدولية لما سميت بحكومة التأسيس التي سقطت امام هذا الرفض…وهو ايضا رسالة للاتحاد الإفريقي بسرعة فك تجميد عضوية السودان اليوم قبل الغد إذ لم يعد هناك أي مبرر لهذا التعنت الذي يحمل إشارات سالبة كثيرة في آداء الاتحاد ومجلس امنه الذي يري ويعلم بدعم دول افريقية بعينها لهذا التمرد مما يهدد الأمن والسلم الإفريقي الذي يدعي حمايته…فهل فعلا بهذا الخطاب التاريخي قد فهم المجتمع الدولي والاتحاد الافريقي والجامعة العربية الدرس المستفادة من حرب السودان كما ينبغي؟ أم ان ميزان القوي مازال بحاجة لمذكرة تفسيرية؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى