أخر الأخبار

خبر وتحليل – عمار العركي -_الكوميديا تكشف زيف سؤال الطلقة الأولى

* الإجابة على سؤال من أطلق الطلقة الأولى؟ لم تأتِ من منابر السياسة أو التحليل المعمق، بل تجسدت في مشهد كوميدي مدته دقيقة واحدة جسده الكوميديان صبري تيراب وحسن عادل الكدرو. ضحكة عابرة لكنها كشفت الحقيقة بوضوح: السؤال نفسه ليس بحثًا عن الوقائع بقدر ما هو سلاح سياسي مفخخ لتشتيت الرأي العام وصناعة رواية زائفة تُحمّل طرفًا بعينه المسؤولية.
* الحرب في السودان لم تُخضَ بالرصاص وحده، بل على جبهة الإعلام أيضًا، حيث تُصاغ الروايات وتُسوَّق التضليلات. وهنا تأتي قوة الكوميديا: بضحكة واحدة تستطيع أن تُعيد توجيه الرأي العام، وتفضح الخطاب الرسمي المصطنع، أسرع بكثير من أي بيان سياسي أو مقال تحليلي.
* المشهد الذي قدمه تيراب والكدرو ليس مجرد نكتة للتسلية، بل سلاح مقاومة ناعم يخلق وعيًا مضادًا، ويعكس قدرة الشعب على رؤية ما وراء الحملات الإعلامية المضللة. ورغم هذه الفاعلية، تبقى المبادرات الفردية محدودة الإمكانات، تحتاج إلى دعم مؤسسي لتحويلها إلى مشروع وطني فاعل.
* ولنا في التاريخ العربي مثال ساطع: النكتة المصرية لعبت دورًا محوريًا في حرب 1967، ثم في معركة العبور 1973، حيث أصبحت أداة معنوية تبني الروح الوطنية وتواجه التضليل النفسي، مؤكدة أن الضحكة قد تكون في بعض اللحظات أقوى من الرصاصة.
* اليوم، غَرِقَت منصات الميديا السودانية في كوميديا هادفة، لكنها شخصية وفردية. وهنا يظهر دور الدولة، خصوصًا وزارة الإعلام والثقافة، في تبني هذه الطاقات ورعايتها، وتوفير منصات إنتاج وتوزيع، لتحويل الكوميديا من جهد محدود إلى جبهة وعي وطنية مؤثرة.
* يا معالي الوزير، مسؤوليتكم اليوم واضحة: دعم المبادرات الكوميدية الفردية، وتحويلها إلى مشروع وطني مؤسسي عبر:
1. شراكة مباشرة مع المبدعين الشباب وتمكينهم من تقديم رسائلهم بأسلوبهم الخاص.
2. إطلاق منصات إنتاج رقمية وإعلامية تحتضن الكوميديا كسلاح وعي ومقاومة.
3. تحويل المبادرات الفردية إلى جبهة وطنية مؤثرة تواجه التضليل الإعلامي وتعيد صياغة وعي الشعب.
*_خلاصة القول ومنتهاه_ :*
* الكوميديا في زمن الحرب ليست ترفًا، بل خط دفاع إعلامي ومعنوي. مع الدعم المؤسسي، يمكن للشباب المبدع أن يجعل الضحكة أداة وطنية قوية، ترفع المعنويات، تبني الوعي، وتثبت أن أحيانًا الضحكة تكون أقوى من الرصاصة نفسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى