
في حوار خاص مع القنصل العام بجدة الدكتور كمال علي:
”
“لجنة تسيير الجالية بجدة معتمدة قانونيًا وسنتعامل معها رسميًا”
تكلفة عودة الفرد تُقدّر بنصف مليار جنيه سوداني [ بالقديم] فاتورة عودة العالقين تتجاوز التريليونات
ندعو جميع الكيانات الوطنية ورجال الأعمال في الداخل والخارج إلى دعم هذا الجهد الوطني.
كل من يُحجز له ولا يلتزم بالسفر، يفقد حقه في العودة الطوعية.
في خطوة إنسانية ووطنية رائدة، أطلقت القنصلية العامة لجمهورية السودان بجدة، بقيادة سعادة القنصل العام الدكتور كمال علي، برنامج العودة الطوعية للسودانيين، عبر لجنة عليا خاصة بإدارة الملف.
وقد باشرت اللجنة أعمالها بكفاءة، حيث تم تسجيل أكثر من 6,000 مواطن حتى الآن، فيما عاد نحو 2,000 شخص طوعًا إلى السودان، مع استمرار التسجيل حتى نهاية ديسمبر.
وتُعد المبادرة واحدة من أكبر المبادرات الإنسانية التي تُشرف عليها بعثة دبلوماسية سودانية، إذ تتجاوز تكلفة ترحيل الفرد الواحد نصف مليار جنيه سوداني، فيما بلغت التكلفة الإجمالية تريليونات الجنيهات، وفّرتها القنصلية بجهود ذاتية ومن خلال شراكات فاعلة.
وقد أدارت اللجنة العليا هذا الملف بكفاءة عالية، بقيادة القنصل العام د. كمال علي، ونائبه محمد الحسن، والمستشارين حسين الصادق والطاهر حسب سيدو، مما جعل كثيرين يصفون القنصل بـ”قنصل المبادرات الوطنية والإنسانية”.
وفي هذا السياق، التقت الصحيفة بسعادة القنصل في حوار صريح حول المبادرة، والتحديات، وخطط المرحلة المقبلة، فكانت هذه الحصيلة…
حوار: نصرحامد
قال د كمال علي، القنصل العام بالقنصلية السودانية في جدة، تم إعلان العودة الطوعية الفترة من أبريل حتى يوليو، تم تسجيل 1782 شخصًا، وبدأ العمل فعليًا على إعادتهم. ومع ازدياد الإقبال، ارتفع العدد بعد تدشين البرنامج إلى 5000مسجل وتم قبول التحدي بالبدء في إجراءات سفر هذا العدد.
وأضاف: “بعد اكتمال تسجيل الخمسة آلاف، قمنا بإعادة فتح رابط التسجيل مرة أخرى وصل حتي الان الي ستة الف عائد
ما آخر موعد لسفر العائدين؟
ديسمبر هو آخر موعد للتسجيل في العودة الطوعية، ولن يتم تسفير أي شخص بعده.
ندعو جميع الراغبين في العودة إلى الإسراع بالتسجيل قبل انتهاء المهلة.
“ما أبرز التحديات التي تواجهكم؟
التحدي الأكبر هو عدم التنسيق الزمني بين العائدين ومواعيد إقلاع البواخر، خاصة للمسافرين القادمين من مدن بعيدة عن جدة. أيضًا، مواعيد البواخر غير دقيقة لأسباب متعددة، منها ظروف الأحوال الجوية، والتي تسببت في تأجيل عدد من الرحلات، وكان ذلك من أبرز التحديات.
ولذلك، قمنا من خلال إدارة العمليات داخل لجنة العودة الطوعية، بإعادة تنسيق الرحلات ومراجعة كافة السلبيات، ونعمل على تلافيها لضمان أفضل تنظيم ممكن.
بعض العائدين يتم الحجز له ولا يسافر، ما تعليقكم على ذلك؟
أي شخص يتم الحجز له ولا يلتزم بالسفر، يفقد حقه في العودة الطوعية. لأنه بذلك قد أضاع الفرصة على نفسه وعلى شخص آخر كان يمكنه الاستفادة من المقعد. نحن نعمل وفق نظام منظم، وكل مخالفة تؤثر على سير البرنامج.
هل تحظى مبادرة العودة الطوعية بدعم ومساندة من الكيانات والروابط والجمعيات السودانية؟”
“العودة الطوعية مشروع وطني استراتيجي، وهي مسؤولية وطنية لا تقبل التأجيل. بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها الجيش ونهاية الحرب بنسبة عالية، بات من الضروري إعادة المواطنين إلى ديارهم، وتمكينهم من استئناف حياتهم بكرامة وأمان. نرجو
جميع الكيانات الوطنية، ورجال الأعمال في الداخل والخارج، إلى دعم هذا الجهد الوطني الجليل، حتى يعود المواطن مكرّمًا، ويسهم بفاعلية في إعادة بناء الوطن، وإعمار السودان ”
كيف تُقيّمون قرار هيئة الموانئ بإيقاف باخرة (عُمان)، باعتبارها من البواخر الأساسية في عمليات العودة الطوعية؟”
حق الباخرة تُعد من البواخر الأساسية في عمليات العودة الطوعية، ولها إسهامات وطنية وإنسانية كبيرة.
وأوضح أن وكالة بسام أحمد طاهر عفاشة، من خلال بواخرها (واسا، أمل، عُمان، وبريدح)، ساهمت بجهود كبيرة، منها ترحيل 500 عائد مجانًا، إضافة إلى نقل مساعدات طبية، اليات ومعدات استراتيجية، و مفارش للمساجد إلى السودان دون مقابل.
وأشار القنصل إلى أن إيقاف باخرة “عُمان” مؤقت، بسبب بعض الاشتراطات الفنية من هيئة الموانئ،
مضيفًا أن الأمر تم مناقشته مع الجهات المختصة، وسيتم رفع خطاب رسمي لطلب استثناء يسمح بعودتها للعمل.
وأكد أن استمرار عمل هذه البواخر مهم للغاية لدعم العودة الطوعية والمساهمة في إعادة إعمار السودان، مشددًا على أن توقيفها في هذا التوقيت لا يخدم المرحلة الحالية التي تتطلب تضافر الجهود والمرونة في التعامل مع وسائط النقل البحري
ارتفاع التكلفة المالية للعودة الطوعية، هل هناك آلية لضمان استدامة هذه المبادرة؟”
صحيح، تكاليف العودة الطوعية مرتفعة جدًا، حيث تبلغ تكلفة الراكب الواحد أكثر من نصف مليار جنيه سوداني (بالقديم)، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع تريليونات الجنيهات. لكننا تلقينا وعودًا قوية من جهات سعودية وسودانية في المملكة، ومن منظمات إنسانية مثل منظمة اكرام حفظ الطعم، ورجال أعمال سعوديين وسودانيين، للمساهمة في تمويل المبادرة.
وكما لدينا وعد بمواصلة الدعم
من شركات الوطنية التي تعمل في
النقل البحري الوجوي وجهاز شؤون السودانيين بالخارج
واتحاد أصحاب النقل السوداني
وهناك شركة بواخر ستقوم بتوفير باخرة لنقل الركاب مجانًا، ولدينا اتصالات مستمرة لتوسيع هذا الدعم
هناك التزام من البواخر بترحيل العائدين مجانًا إذا أُعفوا من رسوم الموانئ؟”
نعم، زارتنا وفود من هيئة الموانئ البحرية بقيادة مدير الهيئة، وتمت مناقشة ملف إعفاء رسوم البواخر. وأكدوا أن قرار الإعفاء يتبع لوزارة المالية، وبالفعل تواصلنا مع الوزارة، وتم الالتزام بإعفاء الرسوم الخاصة بالركاب فقط.
ونتوقع تخفيضات من الموانئ لدعم العودة الطوعية إن شاء الله.
ما رأيكم في تشكيل لجنة تسيير للجالية السودانية في جدة؟”
حقيقية الفترة الماضية شهدت غيابًا لركيزة أساسية، وهي الدبلوماسية الشعبية، مشيرًا إلى أن تشكيل الجالية السودانية بجدة بقرار من جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج يمثل خطوة مهمة في سد هذا الفراغ. وأكد أن القنصلية ستعمل بتنسيق مباشر مع اللجنة المُشكلة رسميًا، ولن تتعامل مع أي لجان أخرى، التزامًا بالقانون.”
رسالة… لمن توجهها؟
نتمنى من الإعلاميين أن يكون لهم دور وقفة أكبر للعودة الطوعية حتي يعودون السودانين بأكبر عدد يسهم في إعادة اعمار السودان
كلمة اخيره
“نتقدم بالشكر للمملكة العربية السعودية، حكومةً وشعبًا، على مواقفها الإنسانية النبيلة تجاه السودانيين، خاصة خلال فترة الحرب، حيث ساندت الشعب السوداني وقدّمت تسهيلات مهمة، منها حل مشكلة تمديد الزيارات واستقبال أعداد كبيرة من السودانيين.”