أخر الأخبار

موازنات – الطيب المكابرابي – مستور بين الشهداء والقبور

واحدة من أكثر جرائم العصر بشاعة مابات يتكشف اخيرا من قصص حول سجون ومعتقلات مليشيا الدعم السريع حيث القسوة بكامل معانيها والغلو والحقد والجهل وحب الانتقام والتشفي كما لم تشهد الإنسانية مثيلا …
مستور ادم اسماعيل أحد مرابطي التلفزيون بام درمان وكوادرها التي ظلت تبعث برسائل تلفزيونية من داخل ام درمان وهي الحرة الوحيدة آنذاك توسعت الدوائر عنده وبات يعمل مع تيم متكامل باسم مكتب الخرطوم يتابع وينقل الأحداث من داخل العاصمة وماحولها حتى وصل بنا قبل يومين جبل قري شمال الخرطوم ..
المستور هذا ظل يرفدنا بصورشتى ونحن داخل قروب sudan stv بعضها ثابت والآخر متحرك ( فيديوهات) كان بعضها ما عرضه علينا من بشاعات رآها في المقبرة الجماعية بمنطقة قري شرق المصفاة ..
الصور تحكي عن مبان رغم ضيقها استخدمت معتقلات لمئات المظلومين الذي تلقي القبض عليهم المليشيا لا لشئ إلا بتهمة الانتماء إلى جهة عسكرية أو الفلول أو الكيزان أو الانتماء لمطون قبلي محدد..
الصور تتحدث عن عشرات الاكوام الترابية التي جمعت في داخل كل منها عشرات الجثث لمن توفاهم الله واستشهدوا تحت التعذيب أو بسبب المرض ومنع العلاج أو بسبب التصويب المباشر بقصد القتل والتخلص من هذا السجين أو ذاك..
يقول مستور في شرح لبعض مانقله من الصور أن المعتقل كان اصلا ثكنة تتبع لجهاز المخابرات لا تزيد مساحتها عن المئتي متر تم فيها احتجاز مايزيد عن الخمسمائة شخص جلهم من المدنيين الذين لاعلاقة لهم بالعسكرية ولا بالحرب ..
يقول مستور أن من يتم إلقاء القبض عليهم يرحلون الى هذا المكان فيوضعون في حاويات من الحديد وقد ينسى بعضهم إلى أن يموت ومما سمعه من شهادات متناقلة أن هذا العدد الكبير الذي يرحل بعضه من الحاويات إلى غرف المعسكر بعدد لايقل عن خمسمائة كانوا يقضون حاجتهم في ثلاث دورات مياه فقط وأن بعضهم يحبس حبسا يسمى انفراديا ولكنه جماعي بحيث يوضع عشرين شخصا في زنزانة بمساحة مترين في مترين !!
المقابر الجماعية الممتدة بطول وعرض مساحات شاسعة تضم في داخل كل منها عشرات الجثامين لمن قتلوا بالرصاص أو ماتو تحت التعذيب أو بمرض ولم يجدوا سبيلا لمقابلة طبيب ..
كل مايتخيله الناس من بشاعة وقسوة مارسها هؤلاء البغاة والجهلاء وكل ماسمعه الناس عن فظاعات الحروب تمكن هؤلاء من تحطيم الأرقام القياسية فيه …
كل العالم وعبر كافة الوسائط شاهد وعلم بهذا الموقع تحديدا وبماتم فيه وربما لك يكشف كذلك الكثير والمثير..
الموقع موجود والشهداء موجودون والشهادات موجودة والباب مفتوح لمن يريد مزيدا من التقصي ومزيدا من المعرفة بحجم الحقد على الإنسانية الموجود في نفوس هؤلاء ..
على المنظمات المهتمة بالشأن الإنساني وبحقوق الإنسان والحريات وبمحاربة الكراهية أن كانت هنالك منظمات حقيقية أن تتحرك في هذا الملف المفتوح وقد انفتحت قبله ملفات مشابههة وان تجد توصيفا حقيقيا ومطابقا لسلوك هذا النوع من المخلوقات وان يتم تصنيفهم وفق ما يتناسب معهم من أوصاف اقلها إخراجهم من مرتبة الإنسانية ووضعهم جميعا في حظائر ومدهم بمايليق يمثلهم من طعام وشراب…
وكان الله في عون الجميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى