دشنها الفريق جابر وسط حضور اقتصادي كبير،،
..
انطلاقة قوية للحكومة السودانية ترتاد بها الأسواق العالمية..
جابر: الأعداء أرادوها حرباً اقتصادية ولكننا تصدينا لها بالإنتاج..
البنك المركزي: مساهمة الذهب تمثل 60٪ من جميع صادرات البلاد..
المعادن: النافذة ستشمل تصدير المعادن الأخرى خلاف الذهب قريباً..
الموارد المعدنية: أنتجنا أكثر «58 طن» بحصائل تجاوزت مليار و500 مليون دولار في 10 أشهر..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..
دشن السودان النافذة الموحدة لصادر الذهب في خطوة جريئة وشجاعة أكدت على العزيمة وقوة الإرادة التي تتمتع بها الحكومة السودانية وهي تؤسس لانطلاقة قوية ترتاد بها الأسواق العالمية، متفوقة في ميدان آخر من ميادين هذه الحرب الوجودية التي فرضتها ميليشيا الدعم السريع وأعوانها من المحاور الإقليمية والدولية، لتُخرج الحكومة بذلك لسانها في وجه المتمردين الذي استهدفوا بحربهم هذه تدمير البنية الاقتصادية باستهدافهم المباشر لكبريات المؤسسات الاقتصادية في البلاد، ولكن الحكومة ومن خلال جهود متعاظمة استطاعت وخلال فترة وجيزة أن تقف على أرجلها وتستعيد أراضيها وتحافظ على موقعها في خارطة الأسواق العالمية، لتكون صادرات السودان ورغم ظروف الحرب وتداعياتها القاسية، ضمن القائمة الأولى في الأسواق العالمية، ويكون الذهب الرقم الصعب في صادرات السودانية الخارجية، وهو أمرٌ يؤكد على انتصار الحكومة في ترسيخ مبدأ الإصرار والعزيمة وقوة الشكيمة، ويعكس في الوقت نفسه الحصافة في التعاطي الإيجابي مع قسوة الظروف بتضافر الجهود والمواقف بين الحكومة ومكوناتها المختلفة، وجهاتها المختصة.
حرب اقتصادية:
لقد أراد أعداء السودان أن تكون حرب الخامس عشر من أبريل 2023م، حرباً اقتصادية تأكل أخضر ويابس الدولة السودانية وتمزق أوصالها وتمحوها من الوجود، هذا ما أكده عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم الذي افتتح أعمال نافذة السودان الموحدة لصادر الذهب بمدينة بورتسودان وسط حضور كبير من شركاء التعدين والوزارات والقطاعات الحكومية ذات الصلة، وقال جابر إن افتتاح هذه النافذة يسهل جميع الإجراءات وفقا للسياسات المتبعة في تصدير الذهب مع ضمان الحصول على عائدات حصائل الصادر مقدماً، هذا فضلاً عن تأثيرات النافذة المباشرة على تيسير الإجراءات الحكومية مع تقليل الوقت، وتقريب المسافة بين الحكومة والمستثمرين والمتعاملين في مجال تصدير الذهب، افتاً الى أن الحرص على تطبيق هذه التجربة يهدف إلى وضع البنى التحتية المرتبطة بعناصر التجارة والاستثمار في البلاد في مصاف معايير التجارة الدولية في هذا المجال.
تأثيرات على صادر الذهب:
ولما كان بنك السودان المركزي معنياً بتشجيع الصادر وتوفير السلع الاستراتيجية والضرورية للمواطنين، فقد كان انفرجت أساريره بافتتاح النافذة الموحدة لصادر الذهب والتي تصبُّ في صميم اهتماماته بتسهيل وتبسيط الإجراءات الخاصة بالصادر سواءً كانت إجراءات إدارية أو مصرفية لما لها من ظلال إيجابية في عملية إسناد ودعم توفير السلع الاستراتيجية، وامتدح نائب محافظ بنك السودان المركزي، الأستاذ محمد عثمان أحمد محمد خير، الخطوة وتأثيراتها الإيجابية على ارتفاع معدل صادر الذهب الذي ظل طوال السنوات الماضية يتصدر لائحة صادرات السودان الخارجية، وأكد محمد خير أن مساهمة معدن الذهب تمثل 60 % من جميع صادرات البلاد، مجدداً التأكيد على الدور المتعاظم للبنك المركزي في عوائد الصادرات ودعم الاقتصاد الوطني.
حلم تحقق:
لقد ظلت النافذة الموحدة لصادر الذهب، حلماً يراود وزارة المعادن بوصفها الذراع الحكومي المختص بترقية وتطوير الموارد المعدنية في السودان والتي يمثل الذهب رأس الرمح فيها في الفترة الحالية، وقد اجتهدت الوزارة خلال الفترة الماضية عبر أذرعها المختلفة من أجل أن يكون هذا الحلم واقعاً، لأهمية النافذة ليس في تصدير الذهب وحده با تسعى وزارة المعادن وبحسب وكيلها دكتور محمد سعيد زين العابدين، لتشمل تصدير المعادن الأخرى خلاف الذهب في المستقبل القريب، باعتبار أن السودان ذاخرٌ بالعديد من الموارد المعدنية التي يسيل لها لعاب الأسواق العالمية وخاصة اليورانيوم والنحاس والزنك والكروم والمنغنيز وغيرها، وأشاد دكتور زين العابدين بالجهود الكبيرة التي بذلها العاملون في مختلف أذرع وزارة المعادن والذين ظلوا موجودين في مواقع التعدين في مختلف قطاعات الإنتاج يواصلون العمل رغم ظروف الحرب، واضعين السودان همّاً أكبر.
ضالة منشودة:
ويبدو أن الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة قد وجدت ضالتها في افتتاح النافذة الموحدة لصادر الذهب، بوصفها الذراع الحكومي المعني بالمراقبة والإشراف على إنتاج هذأ المعدن النفيس في قطاع المعادن في السودان، حتى فاق إنتاجية الذهب خلال فترة الحرب التوقعات ورفع حاجب الدهشة تأكيداً على الجهود التي ظلت تبذلها الشركة خلال الفترة الماضية في محور زيادة الإنتاج، سواءً في قطاع التعدين التقليدي أو قطاع التعدين المنظم الذي شهد عودة جميع الشركات العالمية، إلى دائرة الإنتاج، وأعلن المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، محمد طاهر عمر، تجاوز إنتاج الذهب منذ بداية العام الحالي «58 طن» بحصائل صادر تجاوزت مليار و500 مليون دولار خلال العشرة أشهر الماضية، مبيناً أن إيرادات الدولة من قطاع التعدين تقارب 300 مليار جنيه، وقال محمد طاهر وفي ظل إنشاء النافذة السودانية لصادر الذهب بالمضي قدماً في مجابهة التحديات وإزالة المعوقات التي تواجه المصدرين للذهب حتى الوصول لمرحلة «زيرو تهريب بالسياسات لا بالقمع» مبشّراً كاشفاً بتزايد الشركات المصدرة للذهب عبر القنوات الرسمية، وزاد: “عهدنا مع قيادة الدولة في أن تصبح مساهمات قطاع التعدين كبيرة في الاقتصاد القومي”.
حكومة إلكترونية:
الكرامة التي كانت حاضرةً احتفالية تدشين النافذة الموحدة لصادر الذهب استنطقت دكتور الصادق الحاج مدير إدارة التخطيط والبحوث بالشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة عن دلالات ومضامين وجود هذه النافذة المختصة بصادر الذهب فقال إن أهمية النافذة الموحدة لصادر الذهب تكمن في مساهمتها الفاعلة في تسهيل وتسريع الإجراءات الخاصة بصادر الذهب والمعادن الأخرى في وقت قياسي لا يتجاوز الثلاث ساعات بعد أن كانت هذه الإجراءات تستغرق في السابق أكثر من ثلاثة أيام، الأمر الذي ستكون له انعكاسات إيجابية في ضمان سرعة الاستفادة عائدات حصائل الصادر بالنسبة للمصدرين، وأكد دكتور الصادق أن النافذة الموحدة لصادر الذهب تمثل تطبيقاً حقيقياً وواقعياً لنظم الحوكمة الإلكترونية الذي تسعى إليه الدولة من خلال الربط الشبكي الإجرائي الموحد لعدد من المؤسسات، الأمر الذي يخلق قاعدة بيانات مركزية يستفاد منها في التحليل والأبحاث والدراسات الخاصة بقياس فاعلية اقتصاديات المعادن.
خاتمة مهمة:
مهما يكن من أمر فإن تدشين النافذة الموحدة لصادر الذهب في هذه التوقيت الصعب من عمر السودان يمثل إنجازاً كبيراً يستوجب الإشادة والتقدير لكل من ساهم فيه فكراً ومالاً وجهداً، وهي خطوة تضع الدولة في الاتجاه الصحيح لاعتماد هذا النموذج الواقعي في كل إجراءات الحصول على التصديقات الاستثمارية لتحقيق رضى المستثمرين الذين يرغبون في التعامل مع السودان في كل المجالات الاقتصادية تطويراً لموارد البلاد، لتعود الفائدة على المواطن في إنعاش اقتصاده، والاهتمام بمعاشه، ومشوار الميل يبدأ بخطوة.