تستقبلها بورتسودان الأسبوع القادم،، زيارة أنيت ويبر.. تصحيح المفـاهيم الخـاطئة

..

أول مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي يزور السودان منذ اندلاع الحرب..

إشراقات دبلوماسية وسياسية وعسكرية تستبق وصول المسؤولة الأوروبية إلى السودان..

إشادة باختراقات بعثة السودان ببروكسل في إحداث اختراقات مع الاتحاد الأوربي..

كبير يدعو إلى تطوير دور أوروبا تجاه الأزمة السودانية من الشأن الإنساني إلى إيقاف الحرب..

مطالبات بتحييد الأطراف الدولية والإقليمية الداعمة لإطالة أمد الحرب..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

يستقبل السودان مطلع ديسمبر المقبل المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر السيدة “أنيت ويبر”، وستبحث السيدة أنيت مع المسؤولين في الحكومة السودانية تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية المتمخضة عن استمرار حرب الخامس عشر من أبريل 2023م والتي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع، وتمثل الزيارة فرصة ذهبية مواتية للحكومة السودانية وقيادة الدولة العسكرية والمدنية للتوصل إلى تفاهمات مع المسؤولة الأوربية رفيعة المستوى بشأن تغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة، والمترسخة في دهاليز وأروقة الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال تقديم رؤية واقعية للحكومة حول حقيقة الأوضاع وجهود معالجتها بما في ذلك ممارسة ضغوط من قبل المجتمع الدولي على المحاور الإقليمية والدولية الداعمة لإطالة أمد الحرب.

إشراقات ما قبل الزيارة:
زيارة المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر السيدة “أنيت ويبر” لبورتسودان، تأتي متزامنة مع انتصارات متلاحقة للسودان في ميدان الدبلوماسية، والتواصل الخارجي مع الدول والمنظمات والجماعات الإقليمية والدولية، ولعل آخر هذه الانتصارات ما فجرته روسيا داخل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قبل أسبوع عندما قلبت الطاولة في وجه الجميع واستخدمت حق النقض الڤيتو ضد مشروع قرار طرحته على منضدة مجلس الأمن كلٌّ من بريطانيا وسيراليون يهدف إلى حماية المدنيين واستئناف الجهود التفاوضية لوقف الحرب وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين بالحرب في السودان، ولم يفق الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي من هول المفاجأة الداوية للدب الروسي، حتى خطف مجلس النواب الأمريكي الأنظار، وشغل القلوب والأبصار، باستصداره قراراً بالإجماع يصف الانتهاكات التي قامت بها ميليشيا الدعم السريع في دارفور ضد الإثنيات والقبائل غير العربية بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، بالإضافة إلى الانتصارات الميدانية للقوات المسلحة والقوات المساندة لها وامتلاكها زمام المبادرة في كافة المحاور وجبهات القتال، وهي جميعها إشراقات تضيء عتمة المواقف المعتمة التي ظلت تحاصر السودان منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م.

أهمية زيارة أنيت:
وتكتسب زيارة السيدة أنيت وايبر للسودان أهمية كبرى لكونها أول زيارة لمسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023م، وتأتي الزيارة قبيل أيام معدودات من تغييرات جذرية ستطال كابينت قيادة الاتحاد الأوروبي بداية بانتهاء ولاية المسؤول الأول في الاتحاد الأوربي الأسباني جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والذي ستحل مكانه الأستونية السيدة كاجا كالس، هي من الصقور الأوروبية المتشددة ضد الدب الروسي، ومن الدعاة والمناصرين لبرنامج سحب الأرصدة السيادية لروسيا والتي تساوي نحو 600 مليار دولار من أجل توظيفها لصالح مشروع إعادة إعمار أوكرانيا، وبالتالي فمن المتوقع أن تكون علاقة الاتحاد الأوروبي بالسودان في المرحلة المقبلة ماضية على ذات النهج السلبي والبارد الذي اتسمت به طوال المرحلة الماضية، وربما أسوأ باعتبار أن مواقف السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى الحالي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية تجاه السودان نابعة من توجه كلي للاتحاد الأوروبي نحو السودان منذ عهد الإنقاذ البائد، وقد ازدادت العلاقة سوءً عقب الإجراءات التي قامت بها المؤسسة العسكرية بفضِّ شراكتها مع قوى الحرية والتغيير في 25أكتوبر من العام 2021م.

إشادة مستحقة:
ويُحسب لبعثة السودان بالاتحاد الأوروبي برئاسة السفير عبد الباقي حمدان كبير سفير السودان ببروكسل، جهودها الدبلوماسية المتعاظمة والتي أحدثت اختراقات كبيرة في جدار علاقة الاتحاد الأوروبي بالحكومة السودانية في الوقت الراهن، ولعل من بينها الزيارة المرتقبة للسيدة “أنيت ويبر” المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر، فمنذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل 2023م ظلت بعثة السودان بالاتحاد الأوروبي في حراك متصل وتفاعل مستمر مع قيادات الاتحاد من أجل تقريب وجهات النظر وتغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة في ذهنية وأدمغة الدول الأعضاء في المنظمة الأوروبية والذين كانوا يتحصلون على معلوماتهم من طرف واحد فقط هو تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” بقيادة دكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء المستقيل والذي استثمر علاقاته ببعض الدول الأوربية لصالح دعم وإسناد ميليشيا الدعم السريع لقناعة راسخة عند تنسيقية “تقدم” أن العودة إلى كرسي الحكم المدني في السودان لن يتم إلا عبر بوابة ميليشيا الدعم السريع، وحتى السيدة “أنيت ويبر” نفسها كانت قد استقت معظم معلوماتها عن واقع الحرب وتداعياتها الإنسانية من خلال جولتها الأخيرة في المنطقة، ومن خلال تواصلها مع حمدوك ورهطه.

تطوير الاهتمام بالسودان:
وظل الاتحاد الأوروبي ينظر إلى الحرب في السودان بعين الإشفاق والقلق بشأن إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب وتداعياتها، وهو ما دعا سفير السودان ببروكسل ومندوبه الدائم بالاتحاد الأوروبي السفير عبد الباقي حمدان كبير إلى مطالبة الاتحاد الأوربي إلى تطوير دوره تجاه الأزمة السودانية من الاهتمام بالشأن الإنساني إلى بحث السبل الكفيلة لإيقاف الحرب بتحييد الأطراف الدولية والإقليمية الداعمة لإطالة أمد الحرب بدعم وإسناد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، ووصف السفير عبد الباقي كبير في إفادته للكرامة زيارة المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوربي بالقرن الأفريقي والبحر الأحمر، بالفرصة الكبيرة لعقد لقاء مباشر للمرة الأولى بين المسؤولين في الدولة والاتحاد الأوروبي من أجل التفاكر الشفاف وتمليك المسؤولة الأوروبية المعلومات والرؤى المنطقية لإيقاف هذه الحرب الوجودية التي تستهدف موارد السودان وتغيير ديمغرافيته، مشدداً على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولي بدوره كاملاً سواءً مجلس الأمن أو الاتحاد الأوروبي، ويمارس سلطته الفعلية بالضغط على الأطراف التي تزيد من أوار ونيران هذا الصراع وتطيل أمده، ودعا كبير حكماء دولة الإمارات إلى الضغط على حكومة أبوظبي لإيقاف إمداد الميليشيا المتمردة بالسلاح والمرتزقة، مؤكداً أن الشعب السوداني يكن كل تقدير واحترام للشعب الإماراتي وتربطهم وشائج المحبة والتقدير النابعة من أزلية العلاقة بين البلدين، من لدن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكيم العرب والذي كان مرتبطاً بالسودان ارتباطاً وجدانياً.

خاتمة مهمة:
على كلٍّ فإن على الحكومة السودانية بقيادتها العسكرية والمدنية محاولة الاستثمار سياسياً ودبلوماسياً في زيارة المبعوثة الخاصة للاتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي والبحر الأحمر السيدة “أنيت ويبر” لبورتسودان الأسبوع المقبل، بكسب أرضية جديدة في مساحات تحرك الاتحاد الأوروبي لمعالجة الأزمة في السودان بتمليكه الحقائق الموثقة بالمستندات والأدلة
والبراهينن لاسيما وأن المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، قد صرح في أكثر من مرة أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يحقق بالفعل في الجرائم المرتكبة في السودان على أرض الواقع، وسيستمر الاتحاد الأوروبي في دعمه في هذا الملف، وهي خطوة إيجابية لصالح السودان في تقديم ملف الانتهاكات الفظيعة، والجرائم الوحشية والمريعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع لتتم إدانتها ومعاقبتها، ومعاقبة المحاور الإقليمية والدولية الداعمة لها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنهاء الحرب، وإيقاف تداعياتها الإنسانية التي ما انفكت تؤرق مضجع الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى