أخر الأخبار

أثارت لغطاً وغباراً كثيفاً في أجـواء الحـرب،، الخــلافات الانصرافية،، الفتنة نائـمة

أثارت لغطاً وغباراً كثيفاً في أجـواء الحـرب،،
الخــلافات الانصرافية،، الفتنة نائـمة..

من يقف وراء إثـارة هذه الخلافات؟ ولمصلحة من تُثـار في هذا التوقيت؟

الاستجابة لهذه الصراعات يعني إفشال خطط القضاء على الميليشيا المتمردة..

معطيات الحرب تتطلب وحدة وتماسك كل القوى الداعمة والمساندة للجيش..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو..

ضربت هزة عنيفة بنية حزب المؤتمر الوطني على خلفية نشوب خلافات بين قيادات الحزب، أججته نيران البيانات الصادرة بين مجموعتين يمثلان الحزب الذي حكم السودان نحو ثلاثين عاماً، حيث يقود المجموعة الأولى المعروفة باسم (السجناء السياسيين) مولانا أحمد محمد هارون، فيما يقود المجموعة الثانية التي تُعرف بمجموعة (تركيا) المهندس إبراهيم محمود حامد.
حرب البيانات:
وتعود جذور الخلاف إلى اضطرابات وفوضى تضرب بنية الحزب التنظيمية بشأن الصراع على رئاسة الحزب بين مولانا أحمد هارون الذي عينه رئيس الحزب عمر البشير في خواتيم عهد الإنقاذ نائباً له، وبين المهندس إبراهيم محمود الذي كلفه مجلس شورى المؤتمر الوطني أعلى هيئة حزبية لرئاسة الحزب، قبل أن يتسلم قيادته بروفيسور إبراهيم غندور عقب اندلاع ثورة التغيير التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير.
ملاسنات مناوي وضرار:
عاصفة الخلافات التي تكاد تزلزل جدران حزب المؤتمر الوطني، تتزامن مع ملاسنات ومخاشنات لفظية بين حاكم إقليم دارفور – رئيس حركة جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، وبين قائد قوات تحالف أحزاب حركات شرق السودان ضرار أحمد ضرار المعروف ب”شيبة ضرار”، حيث يخشى الكثير من المراقبين أن تنذر الاتهامات المتبادلة بين ضرار ومناوي بانفجار أوضاع أمنية بشرق السودان، حيث يوجه شيبة ضرار انتقادات لحركات دارفور المتحالفة مع القوات المسلحة، ويتهم قادتها باستنزاف خزينة الدولة وابتزاز الحكومة والحصول على الأموال والآليات العسكرية، حيث ظل ضرار يطالب بإخراج هذه الحركات من شرق السودان، فيما يرفض مناوي هذا الاتهامات، ويرى أن مسلك شيبة ضرار في هذا التوقيت يقود إلى إحداث فتنة في ظل الحرب التي تشهدها البلاد وتقاتل فيها القوات المشتركة جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة.
غبار الفاضل والتسريبات:
وكان رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل قد أطلق تصريحات أكد فيها أنه قد تم دمج حركات دارفور، كاشفاً عن تسوية مالية تمت بهذا الخصوص مع هذه الحركات المسلحة ودفعت بموجبها أموال، وأثارت تصريحات الفاضل غباراً كثيفاً غطى على الكثير من الأحداث التي تجري في المشهد السياسي، ولم تهدأ عاصفة الغبار الذي أثاره مبارك الفاضل حتى ظهرت تسريبات صحفية أبرزتها الزميلة رشان أوشي كشفت فيها عن معلومات موثقة من محضر اجتماع لحركات دارفور المسلحة ناقش ضرورة الضغط على جنرالات الجيش السوداني لإعادة توزيع أنصبة السلطة الانتقالية، ومنح الحركات المسلحة نسبة (٥٠٪) من الحكومة، وتحديداً وزارات: “الخارجية، الداخلية، المالية، المعادن”، فضلًا عن منصبي رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، وذلك بحجة أن قواتهم تقاتل في الميدان.
قاسم مشترك:
إن القاسم المشترك الذي يجمع بين حزب المؤتمر الوطني، وحركات دارفور المسلحة، وقوات تحالف أحزاب حركات شرق السودان، وحزب الأمة الذي يتزعمه مبارك الفاضل، هو الاصطفاف خلف القوات المسلحة ودعمها وإسنادها في معركة الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع، وبالتالي فإن التوقيت الذي تثار فيه مثل هذه القضايا الخلافية، يبقى لافتاً لانتباه المراقبين، وطارحاً العديد من علامات الاستفهام والتعجب، عن دلالات ومعاني افتعال هذه القضايا وإثارتها؟ وهل تبدو المنصات الإعلامية مكاناً صالحاً لإثارة مثل هذه القضايا؟ ولمصلحة من تثار؟ وما الغرض من إثارتها؟ ومن يقف وراء الأصابع التي تحرك هذه القضايا؟ قطعاً هي كثير أسئلة واستفهامات تتطلب إجابات عاجلة وشافية، درءً لوميض فتنة تتحرك تحت رماد هذه القضايا، ويُخشى أن يكون لها ضرام يُذكي نار حرب أخرى ليست البلاد في حاجة إلى إشعالها.
خاتمة مهمة:
على كلٍّ فإن راهن الحرب الوجودية الجارية في البلاد، تتطلب وحدة وتماسك كل القوى الداعمة والمساندة للقوات المسلحة، وأن أي خلافات تضرب بنية ومنظومة القوى المساندة للجيش تعني كسر الصندوق وإفشال كل الخطط الموضوعة للقضاء على ميليشيا آل دقلو، فليترفَّع الجميع عن الصغائر، ويُعملوا الوعي والحكمة لتفويت الفرصة على حارقي البخور والمرجفين في المدينة الذين لن يرضوا عن تماسك المنظومة، وهم يرون الميليشيا تتجرع الهزيمة، وتتساقط أمام ضربات الجيش كأعجاز نخل خاوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى