نقلا عن المحقق
تبرز العديد من القضايا السياسية في الساحة السودانية مع تحديات حول مقدرة الأحزاب في تجاوز حالة الانقسام وتشكيل تكتلات لحل الأزمة في البلاد، محرر موقعي “المحقق” و “سودان هورايزون” الإخباريين طرح الأسئلة على رئيس اللجنة الإشرافية لقوى الحراك الوطني بشارة جمعة أرور، نائب رئيس حزب العدالة أيضاً، في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر للوقوف على نشاط تلك القوى السياسية.
شغل بشارة مناصب دستورية متعددة في عهد نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير عقب انتهاء عملية الحوار الوطني مابين الحكومة آنذاك وأحزاب المعارضة التي مثلها بشارة جمعة ضمن عضو آلية الحوار 7+7، فقد تقلد مناصب وزير الثروة الحيوانية منذ العام 2017، الإعلام والاتصالات ثم أخيراً وزير الداخلية.
حاوره : طلال إسماعيل
الساحة السياسية في السودان الآن منقسمة لعدة تكتلات سياسية، ما هي مجهوداتكم في تحالف الحراك الوطني لتحقيق وحدة المشهد السياسي في البلاد؟
الساحة السياسية السودانية منقسمة منذ أمد بعيد وليس قبل فترة حديثة، وفي هذه الفترة وما بعد الانتفاضة، يعني حتى في وجود نظام الإنقاذ أو في فترة حكم الإنقاذ الساحة السياسية كانت تتشظى وتنقسم كل مرة على نفسها بصورة مستمرة، وأحياناُ أصبحت ظاهرة، وهذه الظاهرة كانت ظاهرة غير حميدة، رغم أن الناس كانوا يقولون أنها نوع من التفاعل في الممارسة الديموقراطية بشكل ما، يمكن تقود الناس إلى ميلاد أجسام سياسية حديثة ، فبالتالي فترة انقسامات الساحة السياسية أغرت الكثيرين، إذ انشطرت أحزاب سياسية من أحزاب الأمة أو الأحزاب الكبيرة المعروفة سواء كانت أحزاب الاتحادي الديمقراطي، أو الحزب الشيوعي، أو الحركة الإسلامية التي انقسمت للمؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي، وغيرهما، وكل مرة تجد أن الانقسام مستمر ، أحزاب اليسار انقسمت أيضا إلى مجموعات هي نفسها ليست أقل من أربعة إلى خمس أو ست مجموعات، كل مجموعة نفسها تتولد منها مجموعة أخرى، أيضاً الحركات المسلحة انقسمت، يعني الحركة المعروفة كانت هي الحركة الشعبية، وتولدت منها حركة أخرى هي حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور قبل أن يختلف معه مني أركو مناوي، حركة العدل المساواة ايضا انقسمت و نجد منها حركات عديدة.
بعدها تعال شاهد كمية الانشطارات حتى في الحركات إلى أن وصلت مرحلة أن تسمى بالأشخاص، وفي عملية للحوار الوطني عدد الحركات لا يكاد يحصى، لأن كل يوم تجد ورق مروس باسم الحركة الفلانية بقيادة فلان الفلاني، وأصبحت أجسام هلامية ومنشطرة من بعضها البعض بشكل مستمر.
طرحنا “المشروع الوطني” لحل الأزمة في البلاد لكل المعارضين والاحزاب والحركات
هذه الصورة صورة مزعجة حاولنا نلملمها في الحوار الوطني، وعملية الحوار كانت بقدر الامكان وضع رؤية ومشروع وطني كبير جامع للناس ولعمل لبنات أساسية يحاول من خلالها المشاركون، بقدر الإمكان أن يضعوا أطر ويعملوا بناء مشرف، لمشروع وطني لتجاوز المرحلة المعقدة نفسها، وتلك المجهودات كانت نوعاً من الكفاح الفكري السلمي، و النضال والكفاح بالكلمة.
وبعد نقاشات وصلنا لنعمل مخرجات انتهت إلى 994 توصية، و هذه المخرجات كنا نتوقع أنها فعلاً تخرج الناس من الأزمة السودانية.
الذين كانوا في المعارضة اخوتنا وزملاءنا الذين كنا معهم في الاجماع الوطني ، وقبلها كنا في تحالف القوى الوطنية بصموا بالعشرة أن هذا الحوار تجاوز حتى توقعات أو تصورات المشروع الذي طرحته أحزاب المعارضة وقتها، من حيث المادة والموضوعية وتناول القضايا، ولهذا نقول إن الحوار الوطني من حيث القضايا والموضوعات لم تكن فيه أي مشكلة، ولكن كانت المشكلة في القوى المشاركة ، فقد كانت هنالك قوى سياسية بالخارج لم تنخرط في الحوار كالحزب الشيوعي وحزب البعث، وحزب الامة القومي الذي كان جزءاً من الحوار ولكن لظروف وملابسات حديث الامام الصادق المهدي، يرحمه الله، عن حميدتي وعن الدعم السريع، و اعتقال الصادق المهدي انسحب الحزب وخرج من الحوار.
ماهي أسباب الانقسام السياسي في السودان؟
الانقسامات ظلت موجودة، وأغلبها حدثت كانت بسبب طموح أو أطماع ذات طابع شخصي وذاتي، وكلها دون طموح الشعب السوداني الذي يريد أن يرى أجساماً سياسية ناضجة ورؤى موضوعية مطروحة من أجل الوطن، وبرامج تواكب متطلبات العصر والمرحلة، لكن القوى السياسية نجدها في حالة مناكفة، و بين قيادات القوى السياسية تجد مناكفات من أجل من يكون في المنصب الفلاني أوالموقع الفلاني أو أن يكون هو رئيس الكتلة أو أن يكون هو الشخص الذي ينوب بالذات المواقع المؤثرة أو الكبيرة.
وهذه المشكلات في القيادة إذا كانت سياسية أو إذا كانت على المستوى التنفيذي واحدة من المشكلات التي نعاني منها في الساحة السياسية وفي ساحة العمل العام عموما، لأن القيمة أصبحت أن يتكسب الإنسان من السياسة، التي تكاد الآن تصبح مهنة تكسب وارتزاق وهذه مشكلة كبيرة جداً.
القيادة السياسية بالصورة الحالية، أصبحت أسوأ بكثير في السودان، والانقسام بتقديري هو الآن أسوأ بكثير مما كان في السابق، وبدلا من أن نتعظ ونراجع معالجة شؤوننا في إطار الانقسامات الفكرية والسياسية وفي إدارة شئون البلاد حتى بالقضايا المطروحة، نجد الانقسام يتعمق زيادة كل مرة، لأن كل واحد فينا يرى أنه هو الأكفاء من الآخر.
والانقسام الموجود ممكن ننظر له من باب وجود نوع من الهشاشة في الساحة السياسية وفيه نوع من التداخلات للقضايا وفيه تدخل أجنبي كبير جداً والناس بعلم أو بدون علم ارتموا في أحضان المخابرات الدولية، وسواء كانوا يدركون أو لا يدركون فهم دخلوا في دائرة العمالة أو في خيانة ضد الوطن، وهنالك قيادات سياسية لو بحثنا عن سيرتهم وتاريخهم السياسي تجدهم يعملون من أجل الارتزاق والتخابر الاقليمي والدولي على حساب وطننا.
توافقنا بنسبة 90 % في “الوثيقة الوطنية لإدارة الفترة الانتقالية” للخروج لبر الأمان
طالما هنالك قوى سياسية تعمل على تنفيذ المشروع الأجنبي في السودان، أين القوى الوطنية التي تتصدى لذلك المشروع ؟
هناك محاولات لهذه المشاريع الوطنية طرحت، نبدأها بمبادرات عديدة، من ضمنها حركة العمل المناهض للهيمنة والغطرسة والسيطرة الذي كان سائداً في فترة قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي ، بعد أن تسيدت الحكم والمشهد السياسي وضيقت على الناس، بل كادت أن تسجن الناس بمجرد البوح بكلمة ما، وأحيانا نقول “التحرش السياسي”، لأن الحرية والتغيير مجرد أن شخصاً ما يعارضها ممكن أن تختلق أي تهمة أو أي شيء ما، من خلال تحريك قضية لاسكات الأفواه وإسكات الحق في أن تمارس العمل السياسي، وبالمقابل نحن في قوى الحراك الوطني بدأنا في طرح البرنامج من أجل الفترة الانتقالية وهو برنامج القوى الوطنية من خلال فكرة يجب أن يكون هناك مشروع وطني جامع، وليس مجرد برنامج، فبرنامجنا هو البرنامج الوطني للفترة الانتقالية، وفيه نفكر كيف يكون مشروع وطني جامع.
المشروع الوطني يحتاجه الكل بما في ذلك المعارضين وحاملي السلاح في الداخل والحاكمين العسكريين، لكي نبني مشروعاً وطنياً وفق قواعد وأسس مستخلصة من تاريخنا، بعد ذلك عملنا اختراقاً حقيقياً من خلال هذا الحراك الوطني ثم توسعت الفكرة في أن تكون قوى الحراك الوطني كتيار وليست مجرد جسم أو تحالف سياسي ، وأدخلنا فيه الكثير من الإدارات الأهلية والأعيان و كذلك الأجسام المعروفة وخلافه حتى المسيحيين معنا، وأصبح تيار سميناه قوى الحراك الوطني ثم تولدت بعدها قوة أخرى يعني بالتوازي مع الحراك الوطني وظهرت مسميات كثيرة جداً وبعد انقسام الحرية والتغيير إلى المجلس المركزي و الكتلة الديمقراطية عملنا مع الكتلة الديمقراطية من أجل الوفاق الوطني، في إطار تمثيل الأطراف كلها وتجميع الصف الوطني ، لكن بعد ذلك حاولنا التوافق على إجازة ما تم التوافق عليه كمشروع وفكرة أو مسودة وأيضا المشروع المطلوب أن يكون سياسيا والاعلان النهائي، وكل هذه الأشياء وحتى الوثيقة الدستورية ناقشناها معهم ولكن اخوتنا في الكتلة الديمقراطية استعجلوا دون الاتفاق على تلك الافكار.
عملنا معهم باجتهاد منقطع النظير ووصلنا الى رؤية مشتركة وصنعنا هذه الأوراق ونقولها بكل صراحة الحراك الوطني شارك في صناعة هذه الاوراق بنسبة 80% ولكن استعجال الكتلة الديمقراطية في اعلان المؤتمر الصحفي أدى إلى انسحابنا وتجميد نشاطنا معهم، حاولنا وهذه كانت مجهودات وتذكر جيدا مبادرة الشيخ الياقوت، ومبادرة الشيخ الطيب الجد، ورؤية ومبادرة المركز الافريقي للحوكمة ودراسات السلام والتحول الدميقراطي والمركز جمع حوالي 80 من الرؤى والمبادرات إلى مقترحات فكرية وخلصنا إلى رؤية واحدة سميناها الوثيقة الوطنية لادارة الفترة الانتقالية، وهذه الوثيقة اجتهدنا بأن نعمل استخلاص واتفاق حولها بنسبة تفوق 90% و تم تسليمها وقتها إلى مالك عقار مسؤول الملف السياسي في القصر الجمهوري لمحاولة جمع شتات القوى السياسية وتوحيد الرؤى والفهم في مشتركات الحد الأدنى لنصل إلى بر الأمان بتوافق سياسي
رئيس اللجنة الإشرافية للحراك الوطني بشارة جمعة للمحقق: حميدتي وقف ضد “مبادرة نداء السودان للتوافق الوطني” واستقوى بالحرية والتغيير (2-2)
برزت العديد من القضايا السياسية في الساحة السودانية مع تحديات حول مقدرة الأحزاب في تجاوز حالة الانقسام وتشكيل تكتلات لحل الأزمة في البلاد، محرر موقعي “المحقق” و “سودان هورايزون” الإخباريين طرح الأسئلة على رئيس اللجنة الإشرافية لقوى الحراك الوطني بشارة جمعة أرور، نائب رئيس حزب العدالة أيضاً، في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر للوقوف على نشاط تلك القوى السياسية.
شغل بشارة مناصب دستورية متعددة في عهد نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير عقب انتهاء عملية الحوار الوطني مابين الحكومة آنذاك وأحزاب المعارضة التي مثلها بشارة جمعة ضمن عضو آلية الحوار 7+7، فقد تقلد مناصب وزير الثروة الحيوانية منذ العام 2017، الإعلام والاتصالات ثم أخيراً وزير الداخلية.
حاوره : طلال إسماعيل
لماذا لم تنجح مبادارات التوافق بين القوى السياسية أو التكتلات الحزبية والمجتمعية؟
كما ذكرت لك لم تنجح هذه المجهودات للأسباب التي طرحتها حول تحقيق المصالح والتدخلات الأجنبية.. كنت مكلفاً بإدارة الحراك الوطني في تلك الفترة بعد سفر دكتور تيجاني سيسي والقيادات الأخرى إلى خارج السودان بغرض الاستشفاء، وكلفت بأن أكون مسؤولاً عن الحراك الوطني وبالتالي عملنا إدارة جماعية أو قيادة جماعية، واستطعنا أن نسوق الوثيقة الوطنية لإدارة الفترة الانتقالية والرؤى في مبادرة، و المقترح خرج مني في اجتماع في مكتب باشمهندس عبدالله مسار لوفد قادم من الشيخ الطيب الجد، وأنا قلت لهم أن الطيب الجد شخصية معروفة وقومية وعنده الجانب الديني والقضائي، وهو مقبول، و نحن نرى أن يكون هو راعي المبادرة والمشرف عليها ومن الأحسن أن تكون مبادرته هذه عبارة عن جمع لكل المبادرات لتحقيق التوافق بين الكتل السياسية،. ونعطيه الفرصة أن يتصل على السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام، عبدالفتاح البرهان، ويتواصل معه على أن تكون المبادرة تحت رعاية الشيخ الطيب الجد ، وبإشراف الرئيس البرهان وأسميناها “مبادرة نداء للسودان للتوافق الوطني”، وبعد ذلك عملنا جولات متعددة وذهبنا لكثير من قيادات الإدارات الأهلية والأعيان السياسية ، وكان هناك اجتماع مشترك ضمّ قيادة الحركات المسلحة وفيه أيضاً القوى السياسية، وكانت الجلسة الأولى عبارة عن جمعية عمومية انطلقت منها الفكرة وتم تكوين لجنة تنفيذية برئاسة هاشم قريب الله ، وبدينا في هذا المشروع ، ولكن وجدنا الإعتراضات والمعاكسات من إخواننا في المجلس المركزي ، أتذكر بعد اللقاء الأول وانطلاق المؤتمر العام، سافر هاشم قريب الله لمدينة الجنينة لمقابلة محمد حمدان دقلو حميدتي الذي اعتكف هناك، وكان حميدتي مستقوي بالحرية والتغيير وبالتالي أخذ الموقف المناهض والرافض للمبادرة.
طرحنا رؤية تشكيل حكومة مرحلة للفترة الانتقالية من دون محاصصة
وهنا حصل خلل ، لأننا كنّا نريد أن نجمع الناس في حوار موضوعي وطني سميناه” نداء أهل السودان”، كل ذلك من أجل التوافق الوطني، رغم ذلك واصلنا وسلمنا لمجلس السيادة المبادرة، وعملنا مسيرات تحت مسمى الكرامة لإجهاض المخططات التي كانت تتم عبر بعثة الامم المتحدة ولمناهضة التدخل الاجنبي، وهذه كلها كانت عبارة عن محاولات لجمع الرؤى وتوحيد القوى السياسية على الحد الأدنى من التوافق.
هل توقفت هذه المجهودات بعد اندلاع الحرب؟
هي لم تتوقف، بل استمرت، وظللنا نتحاور حتى مع الحرية والتغيير المجلس المركزي، وكنا ننصحهم حول هذا المنهج في قيادة المرحلة وإدارة الشأن العام والتصرف والسلوك بدون تدابير وإجراءات متسلسلة بإصلاحات سياسية وقانونية، بقدر من التوافق لنضع لبنات أساسية.
وأتذكر حديث البروفيسور إبراهيم غندور عندما قال: “نحن لسنا مع حماية أي مجرم، أي مجرم يأخذ عقابه، ولكن دعونا لنعمل معا كمعارضة مساندة”، ولأول مرة استخدم هذا المصطلح ، لكن اخوتنا في المعارضة السابقة و الذين جاءوا إلى سدة الحكم على ظهر هيجان الشباب لم يعيروا هذا الكلام اهتماماً، وظلوا ينفثوا في بعض الأشياء السامة وفي الغل والاحتقان وتصفية الحسابات، هذه كلها قادتنا الى اصطفاف في اتجاه ضد الاتجاه الآخر.
وظللنا نحاول أن نغير هذه النمطية في طريقة التفكير السياسي، و لم تتوقف هذه العملية إلى يومنا هذا، لأنه حتى بعد قيام الحراك الوطني، هناك طبعا اجتهادات ومجهودات كبيرة جدا لتأسيس الجبهة الوطنية، وهي جبهة مشتركة ضد جبهة تقدم – القوى السياسية برئاسة عبدالله حمدوك – في الخارج، المدعومة والمسنودة إقليميا ودوليا وتصرف عليها الاموال.
وتواصلت المجهودات، ودعت مصر القوى السياسية السودانية للقاء في القاهرة، وبعد هذا المؤتمر خرج أيضا بيان مشترك وبعد ذلك اختلفوا حول البيان المشترك نفسه، لأن هناك تعديلات حدثت في صلب البيان وهي كانت تعديلات جوهرية.
وكانت هذه واحدة من النشاطات للحراك الوطني في مصر، عندما عملنا لقاء تشاوري تفاكري قبل التوقيع على ميثاق السودان في القاهرة ، و أصبحنا قوة ميثاق السودان، وتلاحظ أنه كلما يتكون جسم سرعان ما ينقسم يخرج منه جسم آخر ، وهذه المشكلة ما أظن تكون موجودة في أي مجتمعات في العالم إلا في السودان.
استمرت اللقاءات مرة أخرى والقوى السياسية ذهبت إلى أسمرا بدعوة من الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ، وكانت هنالك رؤية واضحة جدا في التوافق على الأقل بحد أدنى. ونصل لنتيجة في تشكيل الحكومة المتوافق عليها، حكومة تجد القبول، وعلى الأقل شخصية مقبولة من الأطراف و رئيس للوزراء متوافق عليه.
لدينا لقاءات مع الكتل السياسية والأحزاب في الفترة المقبلة حول” المشروع الوطني”
بعض التفكير كان يرى أن قيام حكومة تكنوقراط في ظل واقع مأزوم وحرب قامت بعد ثورة أمر غير عملي لأنه يصعب على تكنوقراط أن يديروا الدولة في هذا الوضع ، وبالتالي كان التفكير في البحث عن كيفية توافق سياسي ولكن من غير محاصصة.
وجرى التأكيد على برنامج وطني للحكومة القادمة ولكن بكفاءات وقيادات ممكن أن يتوافق عليها.
ويمكن أن يديروا الفترة الإنتقالية بحكومة توافق أو حكومة مرحلة، يعني الفكرة نحن نعمل مؤتمر أو لقاء للكتل، وقيادات الكتل السياسية نفسها يديروا نقاش عميق جدا مع الحكومة، ونتج عن ذلك تشكيل تنسيقية القوى الوطنية، هذه التنسيقية نتاج هذه وفي منتجع أركويت انعقد المؤتمر العام للجبهة الوطنية، ونحن دخلنا جميعا برؤية مشتركة في الجبهة الوطنية ضد الجبهة الخارجية التي كانت تستخدم القوى السياسية في “تقدم” في تنفيذ أجنداتها، الإتحاد الأفريقي كان قد دعا لمؤتمر أو لورشة، وبالتالي هذه المناهضة كانت هنا ضد هذه الورشة.
ماهو نشاط قوى الحراك الوطني في الفترة المقبلة؟
نتوقع أن قدوم الدكتور التجاني سيسي الأيام القادمة مع اخوتنا في وفد من اللجنة العليا للحراك الوطني إلى بورتسودان، في إطار عملنا العام في الحراك الوطني
هل لديكم مبادرة جديدة بخصوص المشروع الوطني؟
نعم. نحن لدينا مبادرة ، ونطرح مبادرات سياسية منذة فترة حول قيام المشروع الوطني، وعندنا أفكار لإجراء لقاءات لمكونات الحراك الوطني لندرس بعض الأشياء التي وضعناها كرؤى ومفاهيم حتى نصل للقاء فعاليات الحراك الوطني ، الحراك الوطني عنده رؤى وعنده مشاريع جاهزة، و عنده حلول مكتوبة، نحن منتجين والآخرين معنا مساهمين.
هل هي مبادرة جديدة؟
المشروعات التي نطرحها هي مبادرات قديمة ونجددها، كل هذه الآراء والأفكار والرؤى والمرجعيات الفكرية والأدبيات الموجودة عند الحراك الوطني ليست بثابتة ولكنها يجري تحديثها ، ونحن لدينا الاتصالات مع المجتمع الاقليمي والدولي بصورة مكثفة، وكذلك الدول العربية و الاتحاد الأوروبي و الأمم المتحدة و رئيس اللجنة العليا لقوى الحراك الوطني د.التجاني سيسي متوقع وصوله في الاسبوع القادم ، هو طبعا كان في حالة استشفاء.