يعتبر التغير عملية معقدة وشاقة للغاية وقد لا تتم بمجرد توفر الفكرة أو الأيديولوجيا وهذه العملية لن تحدث فجأة كما لم تحدث بصورة عشوائية أو عن طريق الإجبار ولا تفرضها مجموعة من المثقفين كانوا أكثر إيماناً بها أو بنظام سياسي محدد التغير يتطلب عدة عوامل أو إستعداد مجموعة أو شعب لديه قابلية هذا التجديد والنص القراءني وأضح أن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم بمعني أن التغير مرتبط بالعامل الوجداني والفكري مع توفر المسببات لعملية التغيير وهو مثل البذرة التي تحتاج رعاية وعناية فائقه إلي أن تصير شجرة ذات طلع نضيد وهناك تجارب إنسانية كثيرة فشلت أثناء عملية التغير و قد يكون سلبي أو إيجابي مع الإحتفاظ بالثابت في مبأدى المجتمعات ومدى تقبل المتحرك في عملية التغيير
إن جوهر التغيير في العقلية والمتتبع للسيرة الإسلامية يجد أن الإسلام عبر الوحى كان في مجتمع في أمس الحاجه للتغير حتي يخرج من ظلام الشرك وعبادة الأصنام إلي نور الإيمان ولم يكن سهل كانت هناك مقاومة التغير وعدم تقبل الفكرة إلي أن تدرج حسب حوجة المجتمع في الدعوة إلي الإسلام والصبر علي المصائب حتي وصل إلي ماهو عليه اليوم تدريجياً من خلال تأسيس للفكرة وهي التربية متبوعه بالسلوك حيث تبدأ علاماته بالظهور علي حياة الناس وبالأخص الصغار مثل العمليه التعليمية في المناهج لذلك الناظر لوضعنا الداخلي كان لجنة المعلمين بقيادة القرأى لم تكن إعتباط بكل كانت عملية مدروسه للتغير التربوي للمنهج حتي تخرج أجيال تشربت بالتغير
الفكرة المستحدثه تحدث عنها العلماء في الغرب لترسيخ الصورة الذهنية للفرد والمجتمعات كانت في التسوق أو الترويج للفكرة المستحدثة لتغير نمط تلك المجتمعات ففي العام ١٩٦٠م طرحت شركة بريطانية بنطال الجنز وسط إستفتاء في الشارع وسط فتيات لندن مع عرض المنتج وسط مجتمع محافظ في ذاك الزمان فكانت الردود مستهجنه وسط بعض الفئات عن القيم وأن الجينز ليست محتشم وغير لائق للفتيات ويظهر المفاتن وطرف أخر يرغب في التجريب لكن يخاف من نظرة المجتمع فالنظرية المستحدثة تكمن في الرفض تم الفضول والتجريب وبعدها الإعتياد لذلك بعض المجتمعات فضلت التمترس وسط المبأدى والقيم في مقاومة التغير الفاسد وهوالبقاء خلف الثوابت
أما الديمقراطية قد عانت المجتمعات في الفهم الحقيقي لمصطلح الديمقراطية لأنها فهمت أنه تعدد الاحزاب فوجدنا مئات الأحزاب لا تمارس حتي الديمقراطية في داخلها ليبدأ حوار معقد علي أنها حريه الرأى والمعتقد ونسوا أسلوب التعبير عن الرأى وهذا ما يحدث في البرلمانات من طريقة النقاش وعدم التفريق مابين الثوابت والنزاع المتحرك للمكاسب الحزبية وضياع المجتمعات وسط عراك هذه الأحزاب علي السلطة والثروة في تجاهل صارخ للقانون الذي يحمي الجميع والديمقراطية هي دولة القانون وهي من الأفكار التي أسيء إستخدامها بعد عمليات التغير
لهذا فشلت مشاريع مستحدثه خلال عملية التغيير ولو نظرنا إلي الإتحاد الأوروبي ستجد تشابهاً في الأنظمة والمجتمعات وإذ لا يصلح الجمع بين نظام إشتراكي وآخر رأسمالي وبين نظام علماني وآخر ديني متطرف لذلك قد لا يصلح النظام الأوروبي في دول ومجتمعات أخري وفي دولة مثل السودان بعد الثورة حاول النظام الديمقراطي الجديد التحول مباشرة إلي العلمانية وفصل الدين عن الدوله وفرض قوانين سيداو وبدون سند قانوني ديمقراطي لترسيخ حكمهم بدون أي برلمان مدني منتخب وكان عبارة عن تغيير عنيف وتم فيه إيقاف التعامل بالشريعة الإسلامية و تجيمد بعض المواد في القانون الجنائي السوداني و قانون الأسرة وتم الصدام مع المجتمعات والشعوب السودانية لأنها لم تتقبل نظرية التغيير في الثوابت
وبالعودة إلي جدلية التغير لابد من توفر بعض الثوابت لنوع المجتمعات مثل تشابه العادات والتقاليد الغرب الجغرافي العقيدة والمعتقد واللغة وحدة المصالح وإنسجام الثقافة ووضوح الأصول الإرادة القويه لبناء تغير متكامل والإندماج الكبير في الحيز الجغرافي والتاريخي داخل النسيج الإجتماعي مع كل تلك العوامل تستطيع المجتمعات المحافظة والمتوحدة في نفس المصير مقاومة أي تغير يهدف إلي تفكيك مبأدئها الثابته بمتحركات الفكرة المستحدثة التي تقوم بشرخ السلم الإجتماعي وزعزعة الإستقرار وتقبل التغير الإيجابي والحفاظ علي القيم السمحه
إن أخطاءت من نفسي والشيطان وإن أصبت فمن الله