هنالك مثل شائع يقول إن “الشدائد تصنع الرجال”، مثل أراه لصيقًا بمدير عام قوات الشرطة، سعادة الفريق أول خالد حسان محي الدين، أحد أوفياء الشرطة السودانية المخلصين الذين يديرون ملفات هذه الحرب المفروضة على البلاد.
استلم الفريق أول خالد حسان مهام مدير عام قوات الشرطة في أحلك الظروف تعقيدًا، ولم يُبالِ، ولم تتجزأ وطنيته. لم يبخل برأيه وحكمته وخبرته في تسيير دولاب المحنة والحرب. كان حاضراً في كل المواعيد، يحاول جاهدًا تنسيق منظومة الشرطة كلها بصوت قوي وهادئ. كان وما زال همه الأول والأخير أن تكون الشرطة السودانية موجودة بكثافة وسيادة، بفخر وعزة وصمود.
سطر رجال الشرطة الكثير من التضحيات والبطولات في “معركة الكرامة” التي فرضت على البلاد، فكانت قوات الاحتياطي المركزي “أبو طيرة” حاضرة في الموعد لتكملة المشوار التاريخي الذي بدأته القوات المسلحة وأجهزتها المختلفة في حلة زاهية كتبت بماء الذهب في ذاكرة التاريخ.
ظلت قوات الشرطة بمختلف إداراتها تقدم دورًا مقدرًا وملموسًا وواضحًا في عودة الحياة لطبيعتها، مما كان له التأثير المباشر في عودة المواطنين لمنازلهم، خاصة في أم درمان والمناطق الآمنة في السودان. وأثبتت وجودها بكثافة في كافة محاورها بفضل القيادة الرشيدة والمتابعة التي تدرجت ببذل الغالي والنفيس، من أجل أن تقف الشرطة السودانية شامخة تدرك أدوارها تجاه الوطن والمواطن.
إدارات الشرطة المختلفة، سواء الجمارك أو الجوازات أو المرور أو الجنائيات، وسلسلة طويلة، أحاطتها دائرة الرعاية والاهتمام من مدير عام قوات الشرطة، فكانت كلها عناوين عريضة للنجاح والتميز والمهنية.
الأرضية الواسعة التي تُنفَّذ بها خطط القيادة العليا بالتفاف كبير ومتابعة دقيقة حققت إنجازات ونجاحات جسدت معاني التنسيق الشامل في أبهى صورة. وترجم واقع امتلاك الإرادة الفاعلة المفضية لنتائج مبهرة. فواقع الشرطة المعاش يؤكد أن التطور والإنجاز شمل جميع إدارات الشرطة، وكانت أبرزها شراء طائرة خاصة لقوات الشرطة السودانية، ويعد هذا إنجازًا عظيمًا بإشراف مباشر من سعادة الفريق أول خالد حسان، بل وحققت المتابعة والإشراف والأداء المتميز أرقامًا قياسية انعكست إيجابًا على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في كافة منافذ قوات الشرطة وإدارتها المختلفة.
لعبت إدارة الجوازات، وبإشراف مباشر من سعادة الفريق أول خالد حسان محي الدين، دورًا كبيرًا في استعادة كل البيانات الخاصة بالمواطنين. واستعادت عمل النظام الذي يمثل الهوية السودانية بعد تعرضه لمحاولات فاشلة من المليشيات لتدمير ممنهج لطمس الهوية السودانية. نعم، أحسن سعادة اللواء عثمان دينكاوي، مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة، في استعادة النظام الخاص الذي يمثل الهوية الوطنية السودانية، بل عمل على إنشاء أكثر من مصنع لطباعة الجوازات السودانية، باشرت مهامها بكفاءة عالية.
انعكس اهتمام القيادة العليا بالتدريب وتنمية القدرات إيجابًا على أداء رجال الشرطة السودانية في كافة المحاور والقطاعات، خاصة المرور والجنائيات والجمارك. وذلك إيمانًا من قيادات الشرطة بأهمية رفع القدرات للكادر البشري مما يمكنه من خدمة الجمهور بصورة ممتازة.
شهدت الجمارك السودانية تطورًا ملحوظًا في فترة سعادة اللواء صلاح أحمد إبراهيم، حيث أخذت على عاتقها تأمين بوابات السودان جوًا وبحرًا وبَرًّا، وبدأت تتعافى، فكانت الداعم الاقتصادي الأقوى للدولة. عملت على تخطيط حدود السودان من انتشار الجريمة المنظمة والتهريب ومكافحة الجرائم الدولية والمخدرات وغيرها من الضبطيات. كانت إشارات تفاعل حقيقي بين المواطن وأجهزة الدولة المختلفة وشرطة الجمارك السودانية، وخلقت من ذلك اتفاقيات مشتركة كان لها الأثر الطيب في الحد من التغول على مدخلات الوطن، كل ذلك بإشراف مباشر من وزارة الداخلية ممثلة في مدير عام قوات الشرطة، الفريق أول خالد حسان محي الدين.
سلسلة من الرجال المخلصين ظلوا يساندون المدير العام بالفكر والرأي والمشورة للتكامل الرؤى التي تصب كلها في مصلحة الوطن والمواطن. ومن بين هؤلاء، سعادة اللواء فيصل كباشي، مدير المكتب التنفيذي لقوات الشرطة، رجل وطني غيور نذر وقته وجهده لخدمة كل من يطرق باب هاتفه الذي لا يتوقف عن الرنين. فهو الدينمو المحرك والذراع الأيمن للسيد المدير العام وصاحب القدح المعلى، يؤدي عمله بتركيز عالٍ، وفي ذات الوقت فإنه يجد حلاً لكل مشكلة، متوازنًا وثابتًا وهادئًا، فهو أهل للمسؤولية أينما حل نفع.
السيرة العطرة لسعادة الفريق أول خالد حسان محي الدين، مدير عام قوات الشرطة، كافية أن تعالج بكل خبراتها التراكمية ما شوهته الإدارات السابقة في التعاطي مع ملف الضباط المفصولين مؤخرًا، الذي تمت الرؤية إليه بسلبية لا تخلو من الفعل المقصود.
أخيرًا، سوف يحفظ التاريخ ويشهد المستقبل أن سعادة الفريق أول خالد حسان يقود قوات الشرطة في واحدة من أصعب المراحل التي تمر بها البلاد، في ظل الحملة الشرسة التي تهدف لتفكيك مؤسسات الدولة المختلفة، وفي مقدمتها قوات الشرطة. فإن كانت المحافظة عليها في الظروف الماثلة إنجازًا، فإن قيامها بمهامها يعد إعجازًا. أعلنها الجنرال خالد حسان محي الدين بأن الوقت للعمل.