بعد اتهامها بتزويد مليشيا “الدعم السريع” بالسلاح.. واشنطن تعترف : تم عبر تشاد

لاتزال خيوط التدخل الخارجي الغربي في السودان تتكشف يوما بعد يوم. فبين الحين والآخر تظهر عبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية تقارير ومعلومات مدعومة بالأدلة حول ضلوع بعض الدول الإقليمية والغربية بدعم أحد طرفي الحرب في السودان وتأجيج الصراع المسلح وإطالة أمده، مما سبب كارثة حقيقية للشعب السوداني بأكمله.

أسلحة أمريكية لـ “الدعم السريع” عبر مطار “أم جرس” التشادي
في سياق متصل، تداولت وسائل إعلام في اليومين الماضيين كثير من الأنباء والتقارير والمعلومات حول توصيل أسلحة أمريكية ومسيّرات أوكرانية لميليشيا “الدعم السريع” عبر مطار أم جرس في تشاد.
وصرّح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، لوسائل الإعلام تعليقاً على هذه الأنباء، بأن واشنطن تحقق حول مزاعم إدخال أسلحة أمريكية إلى السودان بعد مرورها عبر مطار أم جرس في تشاد وصولاً الى قوات “الدعم السريع”.
وبحسب مواقع إخبارية سودانية محلية، فإن كتلة “قوى الحرية والتغيير” توجهت إلى المبعوث الأمريكي للسودان توم بيريلو، خلال لقاء في العاصمة المصرية القاهرة، بسؤال حول استمرار وصول أسلحة أمريكية لدعم الميليشيات عبر “أم جرس” في تشاد.
وقالت الكتلة في بيان الأربعاء الماضي إنها استفسرت من المبعوث حول أسباب التركيز على إدخال الإغاثة عبر معبر” أدري” مع تجاهل مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ومنافذ السودان الاخرى. مضيفة أنه لمن المستغرب تباطؤ ادارته في اعتبار مليشيا “الدعم السريع” “جماعة إرهابية”.
وبحسب المصادر، أكد المسؤول الأمريكي، بأن إدارته على علم بهذه التقارير وتحقق حاليًا في هذا الموضوع – دون أن تنفي هذه المعلومات بشكل قطعي، وأضاف: نود أن نستوضح الأمر، مشيراً إلى أنه، في الوقت نفسه حدود السودان ممتدة، وربما تم تهريب أسلحة أمريكية.

الدعم الأمريكي – الأوروبي – الإقليمي لقوات “الدعم السريع” ودوره بإطالة أمد الصراع
وتعقيباً على هذه المعلومات، أكد الباحث في الشأن السوداني محمد علي العبسي، بأن عدم النفي الأمريكي المباشر للمعلومات عن دعم واشنطن لقوات الدعم السريع بالأسلحة والذخائر والطائرات المسيرة الأوكرانية عبر معبر “أم جرس” التشادي يؤكد بما لا يترك مجالاً للشك تورط واشنطن في هذه القضية بهدف إطالة أمد الصراع تحقيقاً لمصالحها.
وأشار العبسي، بأن عمليات تهريب السلاح لقوات الدعم السريع عبر تشاد التي حدثت سابقاً من قبل حلفاء واشنطن في المنطقة (الإمارات أنموذجاً) يدعم فرضية تورط واشنطن في هذا الملف.
في سياق متصل، كانت بعض المصادر العسكرية في الجيش السوداني قد كشفت في تموز يوليو الماضي، عن استخدام قوات “الدعم السريع” لطائرات مسيّرة بريطانية من نوع (Ares 3.1) خلال المعارك في أم درمان والمناطق المحيطة.
وعن كيفية وصول المسيّرات البريطانية لـ “الدعم السريع”، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي محمد أغا بأن تزويد قوات “الدعم السريع” بالسلاح تم عن طريق الإمارات العربية المتحدة عبر أراضي دولة تشاد، ضمن شحنات المساعدات الإنسانية. مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأدلة والصور والمعلومات التي توثق الدعم الإماراتي المباشر لقوات “الدعم السريع”.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد تداولت في نهاية يونيو حزيران الماضي، معلومات وصور جوية لوصول عدد من طائرات الشحن الإثيوبية والاماراتية إلى قاعدة “أم جرس” الجوية شمال تشاد، محملة بالعتاد والذخيرة والأسلحة المتفرقة لنقلها إلى قوات الدعم السريع في السودان.
ويقول خبراء الأمم المتحدة إن التقارير التي تفيد بأن الإمارات أرسلت أسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر شرق تشاد هي تقارير “ذات مصداقية” وإن مصادر في تشاد ودارفور أفادت بأن طائرات شحن كانت تنقل الأسلحة والذخيرة عدة مرات أسبوعيا. وهو ما أكدته صحيفة “وول ستريت جورنال” في أغسطس 2023.
وفي اتهام علني، يُعد الأول من مسؤول سوداني للسلطات الإماراتية، قال عضو مجلس السيادة السوداني نائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ياسر العطا في نوفمبر الماضي، إن الإمارات ترسل إمدادات من الأسلحة والذخائر إلى قوات “الدعم السريع” عبر مطار “أم جرس” التشادي، مما دفع البلدين إلى طرد الدبلوماسيين وموظفي السفارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى