أمام البرهان فرصةً تاريخيةً لعقد تحالفٍ إقليمي يؤسس للسلام الدائم
القمةُ تأتي فى خضم تحولاتٍ سياسيةٍ كبيرة بجوار السودان الإقليمي
جوبا وأسمرا يمكن أن يشكلا إسنادًا قويًا لمعركة الكرامة..
تقرير_ محمد جمال قندول
تلتئم قمةٌ رئاسيةٌ ثلاثية اليوم (الاثنين) فى عاصمة دولة جنوب السودان بين الرئيس البرهان ورئيس دولة الجنوب سلفا كير والرئيس الإريتري أسياس أفورقي.
ونقلت صحيفة “المجهر” عن مصادر مُطلعة بأنّ عاصمة جنوب السودان ستحتضن الاثنين قمةً ثلاثيةً تبحث تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة وعلى رأسها الحرب في السودان.
وكان البرهان قد التقى أفورقي في بكين على هامش قمة منتدى التعاون “الصيني – الإفريقي”.
تقدمٌ كبير
وينتظر أن تستعرض القمة الثلاثية المرتقبة، أزمة البلاد ومستجدات المشهد السوداني، الذي يشهد على مستوى العمليات العسكرية تقدمًا كبيرًا للقوات المسلحة، فضلًا عن إيجاد سبل الحلول لها، هذا بجانب المرور على الأوضاع بالجنوب التي تشهد بدورها بعض التوتر بين الفصائل المعارضة ونظام كير.
وتأتي زيارة البرهان لجوبا قُبيل أسبوعٍ من مغادرته للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة بالولايات المتحدة الأمريكية على رأس وفد البلاد.
ويرى مراقبون بأنّ رحلة رئيس مجلس السيادة لجنوب السودان قطعًا ستتخللها مباحثاتٍ ثنائيةٍ مع جوبا، واستعراض جهود السلام بالأخيرة والتي لعبت الخرطوم دورًا مفصليًا فيها قبل سنوات، بجانب التطواف على آخر مستجدات الحرب بالسودان، فيما يتوقع أن تتناول القمة الثلاثية المواقف المشتركة بين الدول الثلاث.
وكان البرهان قد التقى أفورقي في السادس من الشهر الجاري ببكين على هامش مشاركة الرئيسين في القمة “الصينية – الإفريقية”.
والتقى رئيس مجلس السيادة كذلك نظيره الجنوبي قبل عامٍ وتحديدًا في سبتمبر من العام الماضي، في ثاني محطة خارجية زارها الفريق أول ركن البرهان بعد خروجه من القيادة العامة ووصوله لبورتسودان.
إسنادٌ قوي
الكاتب الصحفي الهندي عز الدين يرى أنّ هذه القمة الثلاثية مهمة واستراتيجية، فمن المعلوم موقف الرئيس الإريتري القوي والداعم للجيش السوداني وسيادة الدولة السودانية، كما أنّ الرئيس سلفا كير ظل يدعم وحدة القوات المسلحة واستقرار المؤسسة العسكرية باعتباره كان واحدا من منسوبيها قبل انضمامه للجيش الشعبي.
ويضيف الهندي بأنّ جوبا وأسمرا يمكن أن يشكلا إسنادًا قويًا لصالح معركة الكرامة ودحر التمرد، وذلك من خلال عمليات تعاون مختلفة سياسيةٍ وأمنيةٍ واستخباراتية.
ويشير محدّثي إلى أنّ الفريق أول ركن البرهان أمامه فرصةً تاريخيةً لعقد تحالفٍ إقليمي استراتيجي يؤسس للسلام الدائم بالمنطقة، لافتًا إلى أنّه يجب أن يستفيد السودان من هذه القمة أقصى درجات الاستفادة.
ويسترسل رئيس تحرير صحيفة المجهر مشيرًا إلى أنّ المطلوب من جنوب السودان قفل حدودها بالمناطق المتاخمة لسيطرة التمرد بجنوب دارفور، حيث تسربت معلوماتٍ عن إمداداتٍ للوقود والسلاح تصل للميليشيا من بحر الغزال وصولًا لـ”كافيا كنجي”.
صادر النفط
مراقبون اعتبروا أنّ القمة الثلاثية لن تخلو من استعراض الجوانب الاقتصادية بين البلدان الثلاثة خاصةً مجالات التعاون الاقتصادي بين الخرطوم وجوبا التي تأثرت بفعل الحرب، وذلك إثر توقف صادر النفط الجنوبي عبر الأنابيب إلى ميناء بورتسودان، بجانب تأثر أسمرا من حرب السودان اقتصاديًا.
بدوره علق الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي البكري على معرض الطرح وقال إنّ قمة جوبا تأتي في خضم تحولاتٍ سياسيةٍ كبيرة في جوار السودان الإقليمي، لافتًا أنه واقعٌ فرضته متغيراتٍ دوليةٍ بعد زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان القائد العام للقوات المسلحة التاريخية لدولة الصين، وكذلك شكلته تحولات الميدان الكبيرة وتقدم القوات المسلحة وعلو كعبها في حسم التمرد.
ويشير البكري إلى أنّه ينبغي على الدولة السودانية مراعاة التقاطعات الإقليمية الكبيرة، مع الأخذِ في الحسبان بأنّ دول مثل إريتريا وجنوب السودان كانت لها مواقف واضحة في ما يحدث من صراعٍ وتمردٍ على السلطة في السودان، موضحًا أنّ المتغيرات الإقليمية والدولية والميدانية بالضرورة جميعها أن تشكل واقعًا جديدًا.