وهذا الحصار الرهيب الذي افرز جرائم يسجلها التاريخ طالت اهل الجزيرة الوادعة الآمنة… كان معظمه ان هذه البقعة من الأرض في كل هذا العالم الواسع ليس بها أي اتصال أو تواصل لكن الحوجة الماسة للاتصال وارتباطه بمعاش الناس هو الذي جعل الناس يرتاحون لايلون ماسك.
وفي ربوع الجزيرة جرس انذار لوداع شركات الاتصالات يعزف الان بقوة بعد أن وصل للناس قناعة استحالة إعادة الخدمة للولاية كما فعلت الشركات في ولايات دارفور وكردفان وهي تعيش نفس الظروف ونفس الحصار اللعين.
أصبح في كل فريق وكل حي جهاز ستار لنك وهو جهاز ليس بغالي الثمن وفي متناول اليد وهو وسيلة التواصل الوحيد ومع ذهاب شركات الاتصالات وعدم جديتها في إعادة الخدمة للولاية فإن البديل أمام الناس هو هذا الجهاز فاقتطع اهل القرى من قوت يومهم ليتمكنوا من الحصول على هذا الجهاز وأصبح على قفا من يشيل.
أكاد أجزم ان شركات الاتصالات لديها فرصة حتى نهاية هذا العام لتجد مشتركيها في الانتظار أو تفقدهم الي الأبد وتجدهم مع ايلون ماسك وحينها لن يكون لوجودها معنى.
الان نحن نتواصل ليل نهار مع الاهل هناك بفضل هذا الجهاز الذي كان له الفضل في ان يظل الاهل بخير ويحاولون جاهدين التعايش مع الأمر.
النداء الاخير لشركات سوداني وزين و ام تي ان.. ان يحفظوا مكانتهم وسط جموع المشتركين هناك بإعادة الخدمة التي قاربت على الشهر العاشر.
يوجد امل وان كان ضئل في ان تعود الخدمة الي الولاية وتساهم في كبح جماع الانتهاكات َو تساعد الناس في التواصل على قضاء حوائجهم والا فان هذه الشركات سوف تعاني بشدة في استعادة مشتركيها…