
بعد طول أمد الحرب وتطاول زمانها تحول ضباط وعساكر الدعم السريع لتجار يحوبون الأسواق ببضاعتهم المنهوبة من بيوت المواطنين لتسد النقص الحاد في مرتباتهم ومخصصاتهم التي كانت عالية مقارنة بمرتبات باقي القوات النظامية .
وفي تحول مثير قامت المليشيا بتلقي الجبايات من سيارات النقل من دفارات وشاحنات من نقاط الارتكاز طوال طريق مدني الشرقي بمحلية شرق النيل ، ووصلت حد الاتفاق علي مبلغ معين قبل شحن البضائع من داخل البيوت أو المحال التجارية عبر سماسرة من العساكر والقادة الميدانيين في المنطقة .
وقد اشتكي لنا السائق (م.ا) أنه يقوم بشحن عفش المواطنين من المنطقة بعد الاتفاق علي مبلغ معين كان في بداية الحرب لا يتحاوز مبلغ ٢٠٠الف جنية ولكن بعد تدخل القادة الميدانيين للمليشيا تجاوز المبلغ حدود ٨٠٠ ألف جنيه ، وتمرير العربة حتي حدود ارتكاز واحد فقط ، لتبدأ قصة المعاناة في باقي الارتكازات المتبقية ليصل المبلغ حتي مدينة ود مدني ل١٠٠ الف جنية واكثر مع المعاملة السيئة للعاملين والمضايقات من عساكر ومستفري المليشيا بالارتكازات .
ولعل هذا يدلل بوضوح درجة السوء التي وصل لها عناصر المليشيا بشرق النيل من حيث النقص الحاد في المرتبات والعتاد ، وتحولو من مليشيا لعصابات تقتات علي حيوب وعرق المواطنين بالمحلية ، وستتوالي التحقيقات عن كافة الانتهاكات للمليشيا بشرق النيل .