
بلاشك أن الشيطان هذا إنسا يمشي بيننا وليس جنا ..!، ويقال أن مكائد شياطين الإنس أكثر وطأة علينا نحن بنو البشر من مكائد الجن ، وقد إبتلانا الله بالجنوح لإغواءات الشيطان وكيده منذ عهد أبونا آدم وأمنا حواء إلي يوم البعث ، وقد زين لنا الشيطان الوسواس الخناس هذا حب الدنيا ونعيمها الزائف وقذف في قلوب الذين يتبعونه منا الكبر والعجب والرياء والتنكر للفضل ونسب النعمة لغير صاحبها ..!.
فالشيطان هذا أعتقد إنه موجود بيننا يمسي ويصبح بين العسكرين من جهة والمدنين من جهة ثانية ومابين الفريقين من جهة ثالثة ، وهو شديد الوسوسة في قلوب الذين يتبعونه يمشي بينهم بالإغواءات والتحريض والإغراءات والنميمة وغالبا ما يلبس الشيطان هذا ثوب الصديق الناصح الأمين بالوعود بالمكاسب العاجلة والتأمين من مغبة الخسائر المحتملة ، ولذلك نحن نحذر ونلفت نظر الجميع من التعامل مع هذا الشيطان (ياقادة يا عسكريين .. أطردوا هذا الشيطان الوسواس الخناس ..!) .
مع الأسف الشديد دخلت البلاد في حالة من الشد والجذب ونذر المواجهة العسكرية بسبب تفلتات وتصريحات سياسية من قبل بعض قادة الجيش والدعم السريع معا وأعتقد إنها بسبب مطامع دنيوية لتحقيق مكاسب سياسية ، قد تكون مشروعة ولكنها بالطبع لها طرقها ، أدخلت تلك الحالة البلاد في مرحلة من الإستعدادات والإستنفارات العسكرية المشهودة في ظل تصاعد نبرة التصريحات هنا وهناك ، تماما كما أدخلت الخوف والرعب في قلوب المواطنين ، فما يحدث من هواء ساخن بين القادة بلا شك سيؤثر علي القاعدة وربما يقود البلاد لحالة من الشد تتسبب في إندلاع مواجهة مسلحة بين الجيش والدعم السريع ..!.
ليس هنالك أي منطق أو معقولية أو قبولا لأن تصبح البلاد رهينة هكذا لأجندات وتقاطعات (اليسار واليمين) أو أسيرة لتصفية الحسابات بين (القحاتة والكيزان) ، وليس للإتفاق الإطاري الكارثة المختلف حوله شرعية دستورية، وبالطبع ليس مشروعا جامعا أو قرآنا منزلا ..!، ولذلك لا يحق لأحد فرضه علي الآخرين ، وليس للمجتمع الدولي وصاية علينا وليس للحرية والتغيير (قحت) شرعية إنتخابية وليست هنالك شرعية ثورية مكتملة الأركان في البلاد ، وليس للعسكريين أيضا شرعية كاملة ليفرضوا علينا دستورا أو إعلانا سياسيا إقصائيا ، فجميعنا شركاء في هذا الوطن ونحن أهل السودان ، ويجب أن نتواثق جميعنا (عسكريين وسياسيين ، حكومة ومعارضة) علي برنامج يحكم الفترة الإنتقالية وأن تكون الإنتخابات هي الفيصل بيننا ..!.
علي كل أعتقد ما يحدث بين الطرفين مجرد سوء تفاهم بسبب حسابات خاطئة تسبب فيها شيطان الإنس هذا ، ولذلك أبعدوا السياسيين من التدخل في شأن الجيش فبعضهم جزء من هذه الأزمة وقد ظل يحيك الكيد والمؤامرات للجيش ويصفونهم بالإنقلابيين ، ومع الأسف يتوددون إليهم صباحا ومساء للتوسط بينهم لحل خلافاتهم الداخلية ، حقا إنهم شياطين من الإنس في مجالس العسكرين وبين أحضانهم حيث يمسون ويصبحون ..!.
ولتكتمل الدائرة الشيطانية وينكشف ومكر وخبث هؤلاء السياسيين القحاتة ، إنطلقت دعوات لرأب الصدع بين القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع ، خوفا علي مصالحهم التي بنوها علي الإطاري وقالوا إنها تضررت بسبب الخلاف وذهبوا يتهمون الكيزان ويتخذونهم فزاعة لتمرير أجندتهم ولخدمة مآربهم ..!، وتعتبر بذاتها قمة الإنتهازية ، وبلاشك إنها فتنة مدسوسة وذات غرض وأجندة تسبب فيها ذات كبيرهم الذي علمهم السحر ..!.
وبالتالي اعتقد يجب أن يبتعد هؤلاء بعيدا عن أي تدخلات في شأن يخص الجيش، حتي لا تدخل العملية في تعقيدات أصلا تمت بفعل البعض وهم جزء من الأزمة لاسيما وقد حذرهم البرهان مرارا وتكرارا بعدم تدخل السياسيين في شأن يخص الجيش ، فإن كان لهؤلاء بخورا فاليجعلوه في أنفسهم ..!، وأن يتصالح السياسيون فيما بينهم وليس للجيش دخل فيما يدور بينهم ، ولذلك أبعدوا الشيطان هذا ..!.
ولكن في ذات الإطار نرحب بتلكم الجهود العسكرية التي إنطلقت تدعو لرأب الصدع بين قيادة الجيش والدعم السريع ، ولذلك تظل دعوة مدير عام قوات الشرطة الأسبق الفريق أول محجوب حسن سعد للقادة العسكريين دعوة حق ، وبالطبع لا يعني ذلك تكتلا ضد مجموعة أو أحد ، بل لخلق رؤية موحدة للقوات المسلحة بما يمليها عليهم الواجب الوطني للإتفاق علي رأي قومي واحد حيال الوضع السياسي والإقتصادي والأمني الراهن ، ونراها بلا شك خطوة مهمة لأجل الوطن .
وبلاشك نضم صوتنا لنداء قائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبدالرحيم دقلو فالكبير يظل كبيرا ..!، وقد تنزلت كلماته تلك بردا وسلاما علي نفوس الجميع نافيا لدي مخاطبته أمس ضباط وضباط صف وجنود قوات الدعم السريع برئاسة القوات بالخرطوم، نافيا أن تحدث مواجهة عسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع وهم من رحم واحد ، واصفا ما يحدث بإنها حملات إعلامية ممنهجة، ومن يقفون خلفها هم أصحاب أغراض تهدف إلى إستفزاز القوات وتشويه صورتها والتأثير على معنوياتها بسبب سيرها في الطريق الصحيح ، وقطع الجنرال عبد الرحيم بأن هذه الحملات لن تؤثر على القوات بل تزيدها قوة وصلابة وتماسكا ولكن ياجنرال لكي يتحقق هذا التماسك أطردوا الشيطان الذي ظل يتربص بكم بعيدا ..!.
الرادار .. الإثنين 27 فبراير 2023 .