تقرير : الحاكم نيوز
قصة تكوين جهاز للأمن الداخلي تزكرنا بحكاية حسونة السبع في التوت والنبوت رائعة ثلاثية الحرافيش للكاتب الكبير نجيب محفوظ.
فحسونة السبع صاحب القصة أعلاه رجل استطاع بالصدفة أن يصبح فتوة المنطقة فجمع معه عدد كبير من البلطجية وقطاع الطرق والمجرمين من أجل فرض سيطرته على المنطقة.
كان حسونة السبع يدعي حماية الأهالي لكنه في واقع الأمر كان ينهب الأهالي بفرض الاتاوات عليهم بشكل كبير للغاية ارهقهم وشكل ضغط عليهم ففر اغلب الناس من الحارة.
كان كل شخص يشكو من هذه الاتاوات لكنه في كل مرة يؤكد أنه يوفر الحماية للجميع ويعاود رجاله في الليل والنهار لنهب الحارة وسرقة الدكاكين وضرب خلق الله عمال على بطال… نفس هذه الجزئية هي التي يراد بها بتلك الفزاعة ( جهاز الأمن الداخلي) نفس الفزاعة التي كان يستخدمها حسونة السبع لاخافة أهل حارته بدعوى حمايتهم فكأنما القصة يراد بها تطبيق مبدأ حسونة السبع في انتهاج السلطات وسائل لاخافة الناس وتمكين جهاز أمني أخر بدعوى مختلفة لاستغلاله بشكل لافت للنظر تحت دعاوى حماية الناس والإرهاب.
نماذج سئية للغاية كانت واضحة المعالم للناس على مر التاريخ من انحراف أجهزة الأمن الداخلي في مهامها التي يمكن أن ترسم لها ومن ثم توظف في أغلب الأحيان لعمل سياسي لضرب الخصوم الأمن الداخلي يحافظ بقوة على أمن السلطة وينحرف بالقوانين إلى أبعد مدى ممكن في ضرب الأحزاب والأنشطة السياسية المختلفة هو عين السلطة على الشارع وهو أمن السلطة لا أمن الناس وأمانهم والا كان الأولى دعم الأجهزة الموجودة وتوفير التدريب اللازم والمعدات والأجهزة الحديثة لفرض الأمن وتحقيق الاستقرار مع التأكيد على أن الموجود من الأجهزة الأمنية قادر على العمل بشكل شامل وكبير.
الأمثلة التي نريد زكرها للتأكيد على جهاز أمن حسونة السبع الداخلي جهاز الأمن الداخلي في كوريا الشمالية بعبع أجهزة الأمن الداخلية يوظف للتجسس على المواطنين وأصحاب الآراء السياسية وفي التاريخ المعاصر يشابهه البوليس السري في المانيا كان يحكم قبضته على الأمن الداخلي ويقوم بمتابعة ومراقبة كل شخص يسير الشكوك لديهم انه ضد الفهولر أو يقف ضد طموحات ألمانيا في التوسع والانتصار… وفي أوضاعنا هذه هي أفكار تمكينية صرفة يراد بها البطش بالشباب وقوي الثورة لاستخدام قوانين الطواري بشكل غير ممنهج لزج كل الأحرار في غياهب السجون بدواعي الأمن الداخلي.
هل يوجد صراع داخلي وظروف مقنعة لتكوين جهاز أمن داخلي هناك عقول تسعى لإثبات ذلك لإيجاد مبررات لقيام مثل هذا الجهاز لفرض السيطرة السياسية وضرب الخصوم وكشف تحركاتهم ومن ثم سيفرض الأمن الداخلي شروط واملاءات لقيام الانتخابات المقبلة للسلطة المستفيدة منه والمستفيد منها وذلك عبر الصلاحيات التي سوف تساهم في تكميم الأفواه والرقابة على العمل الصحفي وكبت الحريات وسيتم فتح بلاغات ضد كتاب الرأي وضد كل من ينشر آراء معارضة للحكومة القادمة راعية جهاز الأمن الداخلي وسوف يتم البطش بكل شخص يعبر عن رأيه في أوضاع وطننا المزرية التي تحتاج إلى معالجات فورية بدل الانصراف لموضوعات لا تجدي نفعاً.
أن التركيز مع الأجهزة الأمنية الحالية وتوفير المعينات لها للقيام بعملها أفضل بكثير من الوقوع في خطأ جسيم يرفضه الرأي العام شكلا ومضمونا حيث لن يستطيع أي جهاز بديل إدارة الملفات الأمنية في وضع كوضع السودان الحالي مع ارتباط كل الملفات الأمنية مع بعضها البعض وتديرها الأجهزة الأمنية الحالية باحترافية وتنسيق عالي وكبير.