أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (سلام جوبا) … القرد في عين أمه غزال (2)

الخرطوم الحاكم نيوز

رغم مرور (15) شهرا علي إتفاق جوبا للسلام ولكن لم يتجاوز تنفيذاته في مجملها 2% حسبما كشفت جلسة ورشة التقييم بجوبا أمس ، ولذلك أصبح مطلوبا تقييما حقيقيا يعالج الخلل والإخفاقات حتي لو أدي لفتح الإتفاقية لدخول الحلو وعبد الواحد نور وغيرهم لا سيما وأن الجلسة الإفتتاحية نادت بضم الإثنين معا إلي الإتفاقية التي لازال أهلها يدافعون عنها بقوة ، ولكن بلا شك القرد في عين أمه غزال ..! .
فيما لم تحقق إتفاقية جوبا للسلام (مسار المنطقتين) أي مكاسب لولايتي جنوب وغرب كردفان ، بل كانت مع الأسف الشديد سببا في إنفلات عقد الأمن فيهما وتصاعد وتيرة الإقتتال القبلي وإزهاق الأرواح بصورة بشعة لم تشهدها من قبل تجاوزت حصيلتها الآلاف من الأنفس والعتاد والممتلكات ، فكان مسار المنطقتين سببا فيما حدث في داخل كادوقلي ولقاوة التي كانت نموذجا للتعايش السلمي وأبوزبد التي كانت نموذجا للتصاهر وأبو كرشولا وغيرها ، رغم إلتزام الحكومة والحلو بوقف إطلاق النار المعلن من قبل كل طرف بصورة فردية منذ (خمسة) سنوات تقريبا .
وليس ذلك فحسب بل ماحدث في النيل الأزرق يعتبر وصمة عار في جبين مالك عقار وحزبه الحركة الشعبية وبلاشك هو المسؤول الأول عما حدث بالنيل الأزرق من مذابح لأول مرة في تاريخها ، إنها حقا جرائم نكراء مرفوضة ، حدثت بسبب ذات تنفيذ مسار المنطقتين علي الأرض .
غير أن المسار بذاته إنقسم علي نفسه فأصبح يعاني الإنشطار ، تقسيم المقسم بعد أن تم إقصاء الأمين العام للحزب إسماعيل جلاب باكرا وطرد مبارك اردول من الحزب بسبب مطامع وتوجهات عرمان الإقصائية .
أخيرا إنشق عرمان ذات نفسه هو الآخر عن عقار ، مكونا حزبا مناوئا له أطلق عليه إسم الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي ، قال عنه رئيس يونيتامس أمام جلسة للأمم المتحدة مكون من (33) شخص ..!، ولكن بضربة واحدة أصبح عرمان الآمر والناهي في الساحة السياسية سيدا يقود الحرية والتغيير (قحت) بما فيها حزب الأمة ، حتي أطلق عليه المخضرم مبارك الفاضل (حزب الأمة جناح عرمان ..!) .
غير أن مسارات الجبهة الثورية نفسها إقصائية منذ مولدها فجعلت إقليم كردفان مكان تنازع بين الحركات وطموحات الأفراد ولذلك برزت العدل المساواة وتماذج وكاد وغيرها من الحركات المسلحة المنشقة كل منهم تدعي أحقيتها بالسيطرة علي ولايات كردفان الثلاثة ، بينما ظلت شمال كردفان تائهة بين المسارات ،وهذا يؤكد خطل مسارات إتفاقية جوبا لسلام السودان وبلا شك القرد في عين أمه غزال ..!.
لا أدري من يمثل في ورشة جوبا التقيمية مسار المنطقتين ..؟!، هل مالك عقار أم ياسر عرمان أم إسماعيل جلاب أم آخرا ..؟! أم جميعهم حضورا ..!، وماذا ستقول بقيه تلكم الحركات التي تنتظر الفرصة للإنقاض علي شمال كردفان ، علي كل مسار المنطقتين بهذا الشكل من أكبر الأخطاء ، حيث لازال الحلو يمتلك رصيدا قويا يتجاوز 40% من مساحة جنوب كردفان وتتجاوز قواته (15) ألف مقاتل ويحتفظ في ذات الوقت بعناصر قوية من النيل الأزرق بقيادة نائبه جوزيف توكا وبالطبع له وجود قوي علي الأرض بالنيل الأزرق وهذا يجعل ورشة التقييم لابد أن تتعامل مع هذه التناقضات والتباينات بواقعية .
بينما لا يزال تلفون كوكو أبو جلحة الذي تسبب عرمان ورفيقه الحلو في إعتقاله والتحفظ عليه في جوبا ، وللرجل بلا شك أنصار هناك وفي جنوب وغرب كردفان والخرطوم يتفوق بهم علي عرمان وبثينة وجلاب معا ، ولا يضاهيه إلا رفيقه دانيال كودي رئيس تيار السلام الذي إلتمسنا تحركاته وأنصاره في الخرطوم وفي جولتنا الأخيرة برفقة الجنرال كباشي في جنوب كردفان .
وليس ذلك فحسب بل هنالك مجموعة رمضان حسن نمر وأحمد بلقة وآخرين من المغاضبين المنشقين من الحلو ، فلا أدري كيف يمكن للمسار معالجة كل ذلك لإستيعاب هذه التناقضات ، اعتقد الحل الأمثل لابد من تعديل مسار المنطقتين ليصبح الموقع الآن مسار النيل الأزرق مع بعض التعديلات لإستيعاب تطلعات المغاضبين هنا وهناك ولابد من مسار منفصل لكردفان ..!.
وليس بعيدا فقد أصبح الشرق مكان صراع نفوذ دولي قضية تؤرق الجميع لموقعة المتميز ، فأصبح مكانا للإستقطاب وقد تسبب المسار في خلق صراعات بين المكونات لتحقيق مكاسب ذاتية ، فبرزت الأطماع وأصبح الشرق ذات نفسه منطقة تكالب وصراع نفوذ لمخابرات دولية بسبب ذات الأطماع وتضارب الأجندات وتفاطعات المصالح ، وتحاول بعضها رزع الفتن بين مكونات الشرق لإشعال فتيل الفتنة ، ولذلك ظهر النفس الحار ولغة التهديد بالإنفصال ..!.
غير أن حاكم إقليم دارفور مناوي قال لدي مخاطبته ورشه تقييم مخرجات القاهره التي نظمها المجلس الأعلي للعمويات المستقلة للبجا بالخرطوم أن جهات قامت بشراء مسار الشرق باتفاق جوبا، وبالتالي علي القوي السياسية الإلتفات للشرق ووضع الإعتبار لقضايا الشرق بعيدا عن تلكم المزايدات السياسية حتي لا يصبح الشرق مثل دارفور أو جبال النوبة أو يصبح جنوبا آخرا ..!.
الرادار .. الأربعاء 15 فبراير 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى