من ماثور ماردده الإمام الراحل الصادق المهدي يوم توقيعه على اتفاق المصالحة الوطنية بين الجبهة الوطنية وحكومة مايو بعد الدماء والدموع والأهات قوله وهو يطا تراب الأرض قبل أن يؤدي قسم الولاء لمايو ويصبح عضوا بالاتحاد الاشتراكي ( إذا احتربت يوما وسألت دمائها تزكرت القربى وفاضت دموعها) ومن ماجبل عليه أهل هذا البلد التصافي بعد التلاسن والعفو بعد الموت والإصلاح بعد الخراب وبينما كان شمس الدين كباشي يحط رحاله في مدينة الدبيبات لافتتاح فرعا للبنك الزراعي وقد تجمعت القيادات والأهالي لرؤية نافذة تمويل جديدة تصبح أقرب للمواطنين فإذا من بين الحضور ينسل ذلك الشاب الوسيم الجبوري أشهر معلق على الأحداث في السودان والفتي المثقف الذي ازاع ونشر بين الناس لهجة البقارة مثلما ازاع ونشر محمد كرم الله لهجة الشايقة في أركان الدنيا بحنجرته ( رصو الهديمات عدلو ركبو اللواري وقبلو) فالجبوري استطاع أن يلعب دورا في زيوع وانتشار لهجة البقارة وشهدت ايام الصراع بين المسيرية وحمر ملاسنة من جانبه وتحريضا على الكباشي باصغاء الجبوري لوشايات واقاويل عن الكباشي مما عكر صفو العلاقة بين المسيرية والفريق الكباشي الذي وقف معه أهله أيضا منافحين عنه في مناخ مسموم بالشائعات تصافح الكباشي والجبوري لأول مرة وانقشعت سحابة سوداء ظللت العلاقة ولكن متى تنقشع ظلامية مشهد الصراع في لقاوة؟؟
لم تتعدى جهود الكباشي في زيارته لجنوب كردفان تطييب نفوس النازحين المقهورين والذين أخرجوا من ديارهم بغير حقا الا قولهم لقاوة بلدنا وقد خرب أهل لقاوة مدينتهم بيدهم وقد اصطفت القوى التي تحمل السلاح وراء الفريقين الحركة الشعبية وقفت مع النوبة كمدا والداجو والدعم السريع وقف مع المسيرية وماتت الحشائش وهم ناس لقاوة تحت دهس أقدام صراع الأفيال فهل تفتح المصالحة العفوية ومن غير وسطاء الباب لتسوية لقضية لقاوة التي اسميتها في حلقة سابقة بالجرح الغائر؟؟
كان افتتاح البنك الزراعي بالدبيبات بمثابة بارقة امل لوصول التمويل لقطاعات من المزارعين ظلت محرومة من التمويل الذي يذهب الرأسمالية الكبيرة وأصحاب الجاه القادرين على الدفع تحت الترابيز حتى باتت بعض المصارف تمول تجار السلاح في مناخ السيولة الأمنية الراهنة ولاجدوي سيدي الفريق الكباشي من بنك زراعي في أي منطقة إذا لم تتغير السياسات التمويلية وينفتح البنك للشعب ويمول تربية المواشي ومزارع الخضر والفاكهة وقبل ذلك يصلح ثبابه بإبعاد الفاسدين والمتحالفين مع الرأسمالية والحارمين الناس من حقوقهم رقصت فتيات البقارة وكنانه على ايقاعات عازف أو ضارب النقارة الشهير بشير تقلو ورقص معهم كباشي كما رقص الفريق رشاد عبدالحميد قائد القوات البرية في الجيش الذي استقبله الناس بالترحاب لأن الشعب لايخادع ويحفظ الجميل ورشاد عبدالحميد كان واليا على أهل جنوب كردفان وليس واليا منهم لكنه اخلص في مهمته وغادر موقعه لكنه ظل مرتبطا بأهلها يهرع إليه كل صاحب حاجة وقضية جبال النوبة التي كانت حاضرة في كل لقاء وجمع من الناس كما كانت قضية لقاوة شاخصة أمام ناظري الكباشي وهي قضية لن تحل بغير إرادة وعزم وصبر وأعمال الفكر والانصراف عن مايفرق الناس ولقاوة التي يطالب أهلها باعادتها لجبال النوبة ويطالب آخرين بضمها لجبال النوبة ثمة اختلاف بين إعادتها أو ضمها ليس المشكل في تبعيتها الإدارية بقدرما بيد أن أعمال الفكر ينبغي تصويبها نحو إقليم جبال النوبة ممن يتكون هل من ثلاثة ولايات غربية تضم لقاوة والمجلد والسنوط وابيي ويذهب المحليات الشمالية لولاية دار حمر مثلا وولاية شرقية تضم ابوجبيهة وكالوقي والعباسية والليري وولاية وسطي الدلنج والقوز وكادقلي؟؟ وهل يصبح الإقليم سلطاته أصيلة ام تفويضية!؟ وكيف ينتخب الحاكم؟ وماهي علاقته بالولاة الثلاثة؛؛؛ وهل تسمية الإقليم بجبال النوبة ينتقص من السكان غير النوبة!؟ وهل يمنح النوبة امتياز عن غيرهم؟ انا من دعاة أن يسمى الإقليم بجبال النوبة وهناك مرجعيات تدعم ذلك من اتفاقية السلام ٢٠٠٥ وحتى اتفاقية السلام ١٩٩٧ مع مجموعة محمد هارون كافي وتلك من القضايا التي ينبغي أعمال النظر فيها بعيدا عن التباغض والتجافي كما يحدث اليوم بشأن لقاوة التي رفض الكباشي التقرير بشان عودتها أو ضمها كما طالب النازحين في كادقلي باعتبار ذلك من شان مؤتمر الحكم والتفاوض القادم مع حاملي السلاح
ويسكن لقاوة النوبة من النوبة الكمدا وكتلا وتيما والكمدا وهم مجموعة لغوية واحدة ضمن عشرة مجموعات لغوية بجبال النوبة كما جاء في أطروحة الدكتور جلال تاور كافي باسم أسباب الحرب الأهلية في جبال النوبة ولكن الدكتور حامد البشير إبراهيم في كتابه الحكمة الغائبة والوعي المفقود يقول ان المجموعات اللغوية بجبال النوبة سته مجموعات ولقاوة التي غائر جرحها يقطنها إلى جانب النوبة المسيرية الزرق ببطونهم المتعددة غزايا أولاد هيبان وعنينات وأولاد كدو وهي مقر الناظر الصادق الحريكة عزالدين كما يقطنها الداجو وهم من سكان دارفور وكردفان معا وتتكون مجموعة الداجو اللغوية من شات الدمام وشات الصفيا والتبلدية واللقوري وصبوري وتلو وابوسنون وابوهشيم
وإذا كانت قضية وضعية الإقليم لها علاقة مباشرة بوقف الحرب والتسوية القادمة غير المنظور متى تتحقق فإن الحكومة المركزية هي من ينوب عن أهل الإقليم بكل أسف في التفاوض وربما يشرك أهل الشأن صوريا كما في المفاوضات طوال سنوات الإنقاذ ولكن يبقى القرار للمركز الذي ربما يسند امر التفاوض في قادم الأيام بعد تنحي العسكر كما يزعمون ويصبح خالد سلك والواثق البرير أو جعفر حسن هم من يفاوضون نيابة عن أهل طروجي والريكة والحمادي وام برمبيطة (السمحه ام صرايف) انتهت زيارة الفريق شمس الدين كباشي لجبال النوبة أو جنوب كردفان وبقيت الأسئلة العالقة لماذا يتشظي أبناء المنطقة إلى مجموعات صغيرة وحتى الحركة الشعبية والحزب القومي السوداني تمزقا لأكثر من حركة وحزب وكان دانيال كودي انجلو حاضرا في زيارة شمس الدين كباشي رغم الرهق وكبر السن ولكن دانيال كان شابا وحيويا مثله والوزير كرتكيلا الذي كسبت الحكومة المركزية بوجوده ولكن أخشى أن تقزف به المحاصصات إلى الشارع مع ان مهندس الطرق كرتكيلا لاحاجة له شخصيا بالوظائف الحكومية وهو غني عنها بأبنائه النجباء
نجحت زيارة كباشي وحققت كل هذا الزخم لأن الرجل احترم الناس وتواضع إليهم وجاء المستشار بالقصر سناده بعدد غير قليل من الصحافيين والقنوات الفضائية وسناده صحافي شاطر في إدارة الإعلام وكانت لحكومة الولاية أثرها في نجاح الزيارة والقوات المسلحة في كادقلي برئاسة اللواء محمد عبدالله الذي انتقل من الفرقة ١٤ إلى الخرطوم ولكنه ثابر حتى نجحت الزيارة وكذلك المقدم معتصم بابكر والرائد محمد هاشم بالدلنج
عمر شيخ الدين الذي تبرع من ماله الخاص ب٧٠٠ الف جنيه وجعل عربته في خدمة الناس بالدلنج والقوز كما جاء من الخرطوم شاب ذو همة الدكتور شمس الدين محي الدين الذي تبرع بأكثر من مليار جنيه للجان الزيارة بالدلنج والقوز كما تبرع بصيدلية لجامعة الدلنج وثلاثة من عرباته كانتا في خدمة تنقلات الوفد الا ان الامير حسن عبدالحميد أمير الدلنج قد مثل العطاء والتفاني في خدمة ضيوف الدلنج وكانت مائدة افطاره الشعبي الغني بالتراثيات وتقاليد أهل الجبال حديث الناس
شكرا لكل من جعل هذه الحروف تصل لبعض منا ونعود مؤقتا للكتابة في فصل الصيف قبال اللواري تقيف