الخرطوم الحاكم نيوز
الحديث عن الدلنج طويل ومتشعب وهو حديث لا ينفصل عن جبال النوبة (الأرض والشعب) ، وهو بلاشك حديث عن التاريخ والحضارة والثقافة والأدب والفن والرياضة وغيرها ، وكل ذلك لا ينفصل عن الحديث عن الدلنج سودان (عروس الجبال) وعن الحديث عن الدلنج الكبري (الدلنج ، هبيلا ، دلامي ، القوز) وبالطبع ليس الحديث عن الدلنج (المحلية والقبيلة والمدينة) فحسب ، فهذه المجتمعات لها تحالفات وتزاوج وتعايش سلمي تاريخيا رغم محاولات الإستعمار دق إسفين فيما بينها .
وذلك ليس بعيدا عن حديث والي جنوب كردفان موسي جبر لدي مخاطبته اللقاء الجماهيري بالدلنج ، قال أن مجتمع الدلنج متماسك ومتصاهر بفضل نسيجه الإجتماعي القوي المترابط منذ قديم الزمان وبفضل رجالات الإدارة الأهلية السابقين ، مجتمع لا يعرف القبلية ولا العنصرية وكله على قلب رجل واحد، ومن تلك التحالفات (النيمانج – داربخوتا) و(الغلفان – دار نعيلا) و(التيمين – دار شلنقو) ، وليست جميعها بعيدا عن التحالفات فيما بين (النوبة والحوازمة والكواهلة وكنانة وأولاد حميد والمسيرية والبديرية والفلاتة والمساليت والبرقو وغيرها من قبائل غرب أفريقيا) .
ولكن من الوضح أن الجنرال كباشي لم يكن مرتاحا من حال الإدارة الأهلية في السودان اليوم فقال أن الحال لن ينصلح لطالما أصبحت الإدارة الأهلية واجهات سياسية لبعض المكونات تلعب بها سياسة لأجل مصالحها وأجنداتها تمكن منها ماتريد وتضييق علي من لم يتحالف معها وما أكثرهم في الخرطوم من إدارة أهلية (بوكو) وبلا شك هي أجسام سياسية ، غير أن وزير ديوان الحكم الإتحادي محمد كرتكيلا (عمدة الولاة) ، قطع بأن الإدارة الأهلية هي تنظيم مدني تتبع تنفيذيا للوزارة ومدنيا للمجتمع وليس للحكومة ، وليست جسما سياسيا .
ولذلك إنتقد كوتكيلا بشدة تلكم الوفود من الإدارة الأهلية التي إتخذت من المركز ذهابا وإيابا لحل قضايا مجتمعية ، وبلاشك فإن الأمثل أن تكون وفود للإدارة الأهلية في جنوب كردفان وغيرها إلي الخرطوم مكون قبلي بجسم واحد مثلما ذهب كرتكيلا ليعكس مدي حالة التناسق القبلي بين تلكم المكونات ، وبل وجه الوزير ولاة الولايات من جنوب كردفان بأن لا تقبل وفود أحادية التشكيل .
بالطبع لا يمكن تجاوز أوضاع النازحين من لقاوة بكل من كادقلي والدلنج (16) ألف اسرة تقريبا من مختلف الأعمار ذكورا وإناثا وفيهم الطلاب والشباب والكهول هربوا إلي كادقلي والدلنج في جنوب كردفان رغم انهم يتبعون لولاية غرب كردفان ، قال والي جنوب كردفان موسى جبر إنهم مواطنين وليسوا نازحين ، فاحداث لقاوة (الياواك أو حلاوة) جزء من الصراع الممنهج مابين (العرب والنوبة) ومع الأسف الشديد عجزت غرب كردفان وكعادة حكومتها الفاشلة الغارقة في بحر الخلافات والصراعات الأهلية والعشائرية ، بقيادة واليها الفاشل خالد جيلي الذي رفض حتي مجرد إستثناء طلاب لقاوة النازحين أو دفع رسوم الإمتحانات لهم وبالطبع ليس جديرا بقيادة الولاية ، كتر خير والي جنوب الذي (دق سدره) وقال أنا لها ، غير أن الجنرال كباشي كان عند الموعد دعما عينيا بالقوافل والمعدات وتبرع ماديا ب(10) مليون جنيه لحلحلة قضايا التعليم للنازحين .
فيما كشف نفر من أهل لقاوة أن أنفسهم تحدثهم بأن يتم ضم لقاوة لجنوب كردفان ، إلا أن كردفان (شمالا وجنوبا وغرب) مليئة بمثل هذه المطالبات فجميعها بلاشك مكانها مؤتمر الولاية ، بينما لازالت قوافل الدعم والمؤازرة تنساب نحو النازعين مثلما كشفت راوية كمال مفوض العون الإنساني بالولاية تماما كما قالت أن القوافل توالت من الحكومة الإتحادية وبعض المنظمات والشركاء والوكالات الأممية ، ومجتمع كادقلي والإدارة الأهلية وعلي رأسهم الأمير كافي طيار البدين الذي صفق له النازحين من لقاوة بشدة .
من الواضح أن الجنرال شمس الدين كان مذاكر جيدا ليجتر شريط طويل من الذكريات متحسرا بشدة لما يحدث بالدلنج ، وقال إنها كانت نموذجا للتعايش حتي أطلقوا عليها (الدلنج سودان – عروس الجبال) ، ولكنها مع الأسف تخلفت في كل حاجة ، فكانت رائدة التعليم (معهد الدلنج لتدريب المعلمين) ثاني إثنين سويا مع معهد بخت الرضا غير أن حال التعليم في الدلنج هو مثل حال التعليم في الولاية حدث ولا حرج ، إذ يفتقر للبنيات التحتية رغم جهود الحكومة والمجتمعات وتخلف شامل في الصحة بمحليات الولاية المختلفة وعجز في خدمات المياه والكهرباء وغيرها من بقية الخدمات المجتمعية .
غير أن (الأمن والسلام والتنمية والخدمات) كانت العنوان الأبرز لزيارة الجنرال كباشي التي حققت أهدافها ، إذ تم تشكيل قوة الواجب المشتركة لبسط الأمن وتم دعمها بالمتحركات والعتاد ومبلغ (50) مليون جنيه نقدا ، ودعم جامعة الدلنج والشرطة بعدد من السيارات ، بجانب تدشين العمل لتنفيذ طريق (الدلنج – هبيلا) الحلم وعدد من الطرق الزراعية والكباري، وإفتتاح تنجيل أستاد الدلنج من قبل جهاز المخابرات ولم تنقطع جهود الفريق مفضل لجنوب كردفان التي تقلد قيادتها من قبل واليا ، وللك رفع الرياضيين لافتات حملت عبارات (شكرا كباشي .. شكرا مفضل) ، ودعم كباشي التعليم بالولاية بمبلغ (500) مليون جنيه فيما كشف الوالي جبر عن مؤتمرات للتعليم بمحليات الولاية المختلقة لوضع المعالجات اللازمة لقضايا ومشاكل التعليم بالولاية ، (44) بئر مياه من الدفعة الأولي للمنحة السعودية ونصيب آخر في الدفعة الثانية من المنحة و(15) بئر مياه منحة من منظمة قطر الخيرية ، فضلا عن سدين جديدين من السدود ضمن مشروع (حصاد المياه) وتبرعات أخري في مجالات الصحة وشبكات المياه والكهرباء وقضايا الشباب والمرأة .
نواصل الحلقة الأخيرة .
الرادار .. الأحد 12 فبراير 2023 .