أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (كباشي في الجبال) … نقطة سطر جديد (7)

(أخيرا كباشي في الدلنج رسميا) ، وبالطبع ليس الجنرال كباشي غريبا علي الدلنج (المحلية والمدينة والقبيلة) ، فهو إبن السودان وإبن الدلنج حيث ولد وترعرع فيها ولعب فيها الدافوري بكورة الشراب والكورة وشليل والكرنق والمردوم والنقارة ودرس في مدارسها وله فيها زملاء دفعة وشلة ومعلمين وأهل وعشيرة وأصدقاء من أهلها عرب ونوبة وجلابة ، والحلابة هو مصطلح مشترك في دارفور وكردفان ويقصدون بهم أهل الشمال الذين يجلبون الإحتياجات لهم من مصر وشمال البلاد وغيرها وليس مصطلحا عنصريا مثلما ظل يروج له البعض من أهل خرطوم هذا الزمان ..!.
صحيح أن كباشي ظل متواصلا مع أهله ولم تنقطع زياراته الإجتماعية عنهم في (الدلنج سودان – عروس الجبال) وجنوب كردفان أرض الجبال عامة وبقية ولايات السودان ، ولكنها الزيارة الأولي له بصفته الرسمية عضو مجلس السيادة الإنتقالي الفريق ومشرفا علي ولايات كردفان ، وكان مأمول لهذه الزيارة أن تتم باكرا ولكنها تأخرت بسبب الشيطان الذي حال دون إكتمال الصلح بين مكونات (الغلفان ودارنعيلا) والتي تفجرت بسبب أحداث خور الورل بالمرحال الشرقي والتي في بواطنها صراعا خفيا بين نفر من قوات الحكومة وآخرين من جيش الحركة .
سألت بعض الأصدقاء في الدلنج أين منزل الجنرال كباشي فكانت دهشتي أنه لا يملك دارا أو قطعة ارض بالدلنج ..!، فقلت لهم لو كنا في مكانكم لمنحناه بيتا جاهزا له ولأسرته بالمدينة بالنفير حتي لاىينقطع عنكم وبالتالي تكونوا قد سهلتوا له الإرتباط بالمنطقة ، ولكن أيضا أهمس في أذن الجنرال كباشي كما ظللت أطالب كل أبناء الريف الذين أخذتهم الخرطوم بعيدا عن أهاليهم فانقطعوا عنهم ، تذكروا أهاليكم وعمروا دوركم بالريف وساهموا في تنمية وخدمات مناطقكم وإستقرارها حتي تكون جاذبة لتطلعات الشباب جيل المستقبل خاصة .
مع الأسف جل أو معظم الموظفين بالولايات تسكن أسرهم بعيدا بالعاصمة القومية والبعض منهم بالقاهرة أو تركيا او غيرها د..! ، إذا كيف تنهض الولايات خدميا وتنمويا ؟! ، فالعودة إلي الريف والتواصل مع الأهل ضروريا كما ظل يدافع الدكتور محمد محجوب هارون ويكافح من أجل بيئة تعليمية جاذبة لأهه في المنطقة وهو نموذج لأبناء الأقاليم فأصبحت دارهم بالميعة / شركيلا ديوانا لكافة ضيوف المناشط الزائرة للمنطقة وبل تنطلق منه مشروعات التنمية والخدمات ، إذ لم تغر الدنيا الدكتور ببهرجتها أو نعيم أوربا وغيرها ، فهل يستجيب الدلانجة ويكون للجنرال كباشي بيتا بالدلنج عروس الجبال ..؟!.
علي العموم جاء كباشي إلي الجبال في زيارة رغم تأخرها ولكنها (قدت عين الشيطان ..!) فقد أكدت مكونات قدير إنها توافقت علي مبادرة جهاز المخابرات العامة من بين (22) مبادرة دفعت بها الجهات المختلفة لطي صفحة الخلافات التي اعتقد إن بعضها قد تسببت في تعقيدها وبذلك تشعبت المبادرات ، تماما كما أكدت قبيلة الحوازمة في محلية القوز وفي معقلها بالحمادي عند زيارة الجنرال كباشي لهم معزيا في الأمير حماد أسوسا (نسال الله له الرحمة والمغفرة وتعازينا للأهل جميعهم) فأكدوا أنهم علي إستعداد للصلح وطي صفحة الخلاف بين المكونات إكراما لإبنهم الجنرال كباشي .
علي كل أثبتت الزيارة أن للجنرال كباشي شعبية حقيقية تلقائية وليست زائفة يتم حشدها بالقروش ونضم صوتا لصوت لدكتور عمار السجاد ونطالب بزيارة للجنرال كباشى لنهر النيل ، ولذلك كله جاءت الزيارة حاشدة من قبل الجميع رجالا ونساء ، كبارا وصغارا وفي عروس الجبال خاصة فاستقبلوه إستقبال الفاتحين في اللقاءات الجماهيرية المختلفة وقد شارك فيها بعض الرفاق في الطرف الآخر بالحركة الشعبية ونشكر لهم مشاركتهم وتفاعلهم مع الزيارة الخدمية التنموية والتي حققت العديد من المكاسب والتي سنوردها في ختام الحلقات ،وتلك خصوصية الحرب في جنوب كردفان فقد جعلت الأسرة الواحدة تتقاتل منقسمة مابين الحكومة والحلو .
ولذلك لا أنسي أحداث تلودي في العام 2012 عندما تم الإعتداء عليها (14) مرة من قبل قوات الحلو وكان يريدها أن تصبح عاصمة له لمكانتها التاريخية وخصوصيتها، فقال لي أحد القادة الميدانيين أسرتنا فقدت (5) من خيرة عناصرها المقاتلة (3) في صف الحركة و(2) في صف الحكومة .
وليس ذلك فحسب بل لا أنسي ذلك الموقف الذي إستشهد فيه القائد حسين جبر الدار في دلدكو وذهبنا حينها للمشاركة في تأبينه في أقاصي أم بدة برفقة الوزيرين أسامة ونسي (نسأل الله له الرحمة والمغفرة) والطيب حسن بدوي ، تفاجأنا بحضور وفد من أبناء المورو بالحركة الشعبية والتي ينتمي إليها الشهيد حسين جبر الدار مشاركا في التأبين ، فسألت أحدهم كيف يعقل ذلك تقتلوا القتيل وتمشوا في جنازته ..!، فقال لي نحن لم نقتل حسين بل كنا نقاتل جيش الحكومة وليس لنا عداء مع حسين وبل إفقدناه كأحد قادة المورو التي كنا ندخرها للمستقبل ، مع العلم بأن قبيلة المورو هي قبيلة مقاتلة وشرسة ويعتمد عليها الحلو في قتاله مع الحكومة بقيادة القائد والصديق جقود مكوارمرادة ، وبالتالي نحن نتساءل لماذا الحرب ..؟! وهل كسبت جنوب كردفان أم خسرت ..؟!.
نواصل ..
الرادار .. الجمعة العاشر من فبراير 2023 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى