إبراهيم عربي يكتب : (كباشي في الجبال) … نقطة سطر جديد (2)

بقلم
غادرنا الخرطوم أمس السبت قاصدين كادوقلي ونحن ثلة من الزملاء (صحافة وتلفزيون وسونا) علي متن بص سفريات الساطع التابعة للجيش بينما غادرها الزملاء العجائز ورؤساء التحرير عبر الطائرة الرئاسية ، لبيت الدعوة ورغم ما بالرحلة من مشقة وكدر ولكنها حققت لنا بعض فوائد السفر تماما كما هيأت لنا فرصة طيبة للتلاقي عن قرب ومناقشة الكثير عن هموم مهنة النكد ..!
شققنا طريقنا الي (الأبيض – كادوقلي) ولأكثر من (700) كلم عبر طريق الصادرات الذي أصبح معبرا مهما مكتظا بحركة الناقلات والبصات وكافة انواع المتحركات من الداخل والخارج ، فالتحية لأهل النفير في شمال كردفان والتحية لمفجر نهضتها أحمد هارون الذي لازال قابعا مع إخوانه خلف قضبان سجن كوبر منذ (4) سنوات في وقت صمتت فيه المنظمات الحقوقية والإنسانية وهي تمارس سياسة إزدواجية المعايير ، حتي الخبير الأممي لحقوق الإنسان رضوان خويبر نفسه مارس في حق هؤلاء أسوأ عمليات التمييز بشكل صارخ ومخل بالطبع ذلك يقدح في مهنيته ويشكك في أهداف زيارته لسجن كوبر ومهمة زيارته للسودان .
غادرت الخرطوم أمس السبت مع الزملاء كوفد مقدمة لتغطية زيارة سعادتو الكباشي عضو مجلس السيادة رغم المرض والأرق والعنت والمشقة ، ملتمسا في الجبال البسلم الشافي ، لكن مع الأسف الشديد إستقبلونا بتتريس الشارع بالرشاشات والدانات عند خور السنجكاية بسبب سرقة أبفار ، وبذلك أصبحت الطرق (الحيطة القصيرة) للتعبير ونيل المطالب حتي للمتخاصم مع حبيبته ..!، إنها سنة سيئة جاءت بها الثورة تحت حماية القحاتة ، ولذلكك حجزتنا الأجهزة الأمنية في الحاجز بالقرب من منزل الزميل يوسف عبد المنان في قريتهم طيبة الطيبة حفاظا علي سلامتنا حتي تم تمشيط الشارع عبر قوة أمنية مشتركة .
الحمد لله واصلنا سيرنا تحت حماية الطوف الأمني وهكذا هو الحال في جنوب كردفان فوصلنا كادقلي مساء ، وكما قلنا بالأمس الأمن حالة حسية نسبية ، طلقة واحدة يمكنها أن تخلق وضعا إستثنائيا في جنوب كردفان ولذلك يطلق عليها البعض (جنون كردفان) إنها الحرب وتلك إحدي إفرازاتها ..!.
في الواقع الطريق إلي كادقلي بالبر ليس سهلا هكذا ، ويعتبر قطاع (الدلنج – كادقلي) من أسوأها رغم جهود الهيئة القومية للطرق والجسور (قطاع كردفان خاصة) بقيادة المهندس عاصم حسن الذي وجدناه يباشر مهامه ميدانيا ، إذ لم تنقطع تلكم الجهود المتصلة والمتوالية بالصيانة والمتابعة رغم ضعف الموارد وقلة الإمكانيات في ظل إرتفاع تكاليف صناعة الطرق وسوء إستخداماتها .
تركنا الخرطوم والحال فيها لا يسر حيث تتقاطع فيها الأجندات وتحاك بشأنها المؤامرات والمكائد والدسائس ، وقد توافدت عليها وفود المخابرات وعند الجنرال مفضل الخبر اليقين ..! ، يلتقي البرهان إيلي كوهين بالخرطوم وحميدتي يقول إنه لا يعلم والسياسيون مشغولون بأنفسهم وتقسيم الكيكة ، وقد تباينت رؤاهم في شأن الزيارة بين مطبع ومؤيد ورافض ومتردد ، غير أن كوهين غادرها مبتسما ولعله قد ظفر بصيد ثمين وبالطبع زيارة لها ما بعدها جاءت وفق خطة أمريكية متسقة، ومن الواضح أن الطبخة قد إستوت ، وسيظل الجيش يحكم الفترة الإنتقالة والأحزاب للإنتخابات والبرهان رئيسا شاء من شاء وأبي من أبى ..!.
علي كل إنقسم الناس ما بين ورشة الحرية والتغيير (قحت) الممولة فولكريا وورشة القاهرة المدعومة إستخباراتيا وملاحقات جوبا المدعومة إماراتيا ، بينما لم تنقطع الوفود الأمريكية عن الخرطوم في السر والعلن ، وفي الاثناء يتنظر أن يحل عليها المخضرم الروسي لا فروف الأربعاء ووفود أوربية وأمريكية وغيرها وجميعهم قصدت الخرطوم بوابة الوصول لقلب أفريقيا حيث تتقاطع المصالح الدولية وربما يذهب الجنرال البرهان قريبا إلي الصين تلبية لدعوة سابقة وربما تحل الصين البلاد بوفدها الرفيع أيضا ، علي كل وجب التماهي ألعبوا (بولتيكا) ..!.
علي العموم أكملت جنوب كردفان إستعداداتها لإستقبال عضو مجلس السيادي الفريق أول ركن شمس الدين المشرف علي ولايات كردفان الكبري والوفد الرفيع المرافق له ، ويتطلع أهالي جنوب كردفان أن تحقق لهم الزيارة الأمن والسلام والإستقرار والتنمية والخدمات فالحال هنا يغني هن السؤال فالإنسان يعيش حد الكفاف رغم الموارد الهائلة في باطن الأرض وظاهرها زراعية وحيوانية وغابية ومعدنية وفوق كل ذلك إنسانها المعطاء .
نواصل ..
الرادار .. الأحد الخامس من فبراير 2023 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى