سأبدأ كتابتي من حيث انتهيت سابقاً بشان ازمة انتشار ترويج و تعاطي المخدرات بشكل مرعب لا سيما وسط الشباب
برأي ان المعالجات لمشكلة المخدرات لا تتجزأ فلا يمكن أن تكون هنالك مكافحة لا تشمل كل الأجهزة الرسمية المختلفة ولا يمكن أن تكون هنالك ضبطيات بلا معلومات ولا توعية بلا وجود علاج ولا يمكن أن يكتمل العلاج بلا تأهيل ولا ولا ولا. هي دائرة متشابكة وحلقات مترابطة تتسق لحل مشكلاتها و معالجاتها و برامجها مرتبطة ببعضها البعض وكذلك التنسيق المهم بين الجهات التي تنفذ هذه البرامج.
ولكن لم يكتمل أسبوع واحد علي إعلان السيد البرهان عن انطلاقة الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات حتي بدأت المبادرات تتشكل و يتم الإعلان عنها طلق في الهواء
وقد تواصل معي بعضٌ من أصحاب المبادرات مبادرة المنظمات ومبادرة الإعلاميين ومبادرة الشباب حتي ولاية الخرطوم أعلنت عن الحملة عبر مراكز التنمية بالولاية.
ولكن ما هكذا تكون المعالجات! فالمعالجات لا تتجزأ و لا يجب أن تكون كل جهة تعمل في جزيرة معزولة عن الجهة الأخري يجب أن تكون كل هذه المبادرات ضمن خطة استراتيجية متكاملة تقدم جميع البرامج والفعاليات بطريقة علمية فعالة ويتم تنفيذها عبر الوزارات المعنية و الموسسات المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني وفق أهداف واحدة وبرنامج متكامل بل وتحت إدارة واحدة ووضع آليات تنفيذها بإحكام حتي تحقق أهدافها
لذا لا بد من تكوين المجلس الأعلي الذي تتكون عضويته كما ذكرت سابقاً من جميع الجهات ذات الصلة ويتبع للسيد رئيس مجلس السيادة أو رئيس مجلس الوزراء بعد تعيينه علي أن تكون لديه أمانة عامة لتقوم بالعمل التنفيذي والتنسيقي بين الجهات العاملة وتضع الخطط وتتابع تنفيذها و تقيم نتائجها كما تعمل علي وضع السياسات و تكوين علاقات خارجية للاستفادة من تجارب الآخرين في المجال وتدريب للكوادر في تقديم برامج وقائية فاعلة وبرامج توعوية هادفة و كيفية نشر المعلومات وسط المجتمع وكيفية تناول الاعلام لها عبر إرسال رسائل موجبة بل الأهم من ذلك تعمل علي إنشاء مركز للمعلومات والإحصاء ليكون العمل مبنياً علي معلومات دقيقة تساعد على نجاحه كما تتبني تنسيق بين المبادرات وتعمل علي دعمها ومساندتها والكثير الكثير.
اقترح قبل البدء في إطلاق المبادرات لكي تؤتي هذه الحملة أكلها ونتائجها المرجوة أن تتبني الجهات المعنية بالملف و المهتمين به عقد ورشة علمية جادة وعاجلة ذات أهداف واضحة وأتمنى أن يوكل عمل الورشة لمؤسسة أكاديمية مرموقة ومهتمة بالملف الاستراتيجي للخروج بتوصيات علمية و بناءه في طريق وضع خارطة طريق للعمل في هذا الملف المهم وتطوير رؤية مشتركة وموحدة بين الجهات المعنية المختلفة لبدء عمل حقيقي ومؤسسي.
فالمبادرات وحسن النية والرغبة الجادة وحدها لا تكفي لنجاح الحملة أوقفوا المبادرات المنفردة واعملوا علي تدشين عمل مؤسسي ومتكامل يساهم في علاج المشكلة فمكافحة ومحاربة هذه الآفة تظل وحده واحدة لا ينفع لإجتثاثها التجزئه
والله من وراء القصد
رحاب شبو