طاهر المعتصم يكتب : جديرة بالاحترام

سيدة امارتية اجبرتها ظروف عمل زوجها على الاقامة بضع سنوات في السودان، احبت السودان واهله ولم تنكفئ نحو واجبتها الاسرية والمهام التي تقوم بها من في مثل وضعها من حفلات استقبال وغيرها فيما يعرف بالمجتمع المخملي.

 

وفقها الله ان ترى بعين البصيرة ما ينفع الناس اما الزبد فيذهب جفاء، سخرت جل جهدها وما حباها الله من وشائج قربى وعلاقات مع الاهل والاصدقاء ومعارف الزوج ذو المنصب الرفيع، ممن اتاهم الله بسطة في الرزق وحب الخير للبشرية جمعاء.

 

السيدة الفضلى التي لم اتشرف بلقائها لكن وقفت على بعض توثيق لجلائل اعمالها، توثيق ليس للنشر حسب طلب فاعلي الخير، لكن بهدف تعريف كل متبرعة ومتبرع من اهل بلادها امارات الخير، بما نتج عن تبرعه ، توثيق لقبل العمل واثنائه وبعد الانتهاء، وشهادات ممن استفادوا من هذه المشاريع قمحاً ووعداً وتمني، مصدقين بقوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شئ حي) الانبياء.

 

الهمها المولى عز وجل ان تغير مفهموم بعض من اهل الخير عن التبرع بحفر المياه في مناطق كانت جدباء، فتحولت عبر تدفق المياه من باطن الارض ومحطات الطاقة الشمسية التي تساعد في اخراج المياه، في اماكن لم تصلها الكهرباء حتى يوم الناس هذا.

 

على مدار السنوات الماضية كان كل شهر يشهد افتتاح محطات مياه، بمعدل محطة الى محطتين شهريًا في شمال وجنوب وشرق وغرب السودان، افتتاح غير معلن لا يعرفه الا من كابد مشقة البحث عن الماء، في بلداً يعاني حوالي 45 ‎%‎ من اهله من وجود مصادر مياه نقية، واكثر من 60 ‎%‎ من عدم وصول الكهرباء اليهم، وحوالي ثلاثة ملايين طفل خارج نطاق التعليم.

 

قد يكون الكثيرون منا لم يسمعوا مثلي بهذه السيدة، لكن اذا ما ساقت قدماك الى قرى جديدة تنعم بتوفر المياه، ومجتمعات عمرانية حديثة، ووجدت لافتة زرقاء مدون عليها عبارة ( تبرع من فاعل خير)، فادعوا لفاعل الخير ومن دله على فعله، من باب قول النبي الكريم ﷺ( الدال على الخير كفاعله).

 

اخر قولي ان ما تعلمته من ما علمته من هذه السيدة، هو ان البشر قادرون اذ ما وفقهم ذو الجلال والاكرام ان يحدثوا تغيير ايجابي، كم منَ دلف الى هذه الحياة وغادرها، وقام بدوره نحو الإنسانية، ترك ما يعرف بمنطقة الراحة، وثابر نحو تحقيق ما ينفع الناس دون منً ولا اذى، وكانت بوصلته لا تحيد عن ذلك، في تقديري ان هذه السيدة ومن وثق فيها في ان تقوده الى دروب الخير جديرون بالاحترام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى