أخر الأخبار

محمد إدريس يكتب : جامعة إفريقيا تتعافي…!!

لم تكن جامعة إفريقيا التي تأسست في الستينيات،ذلك المكان الفسيح الذي يضم بين جدرانه جميع الجنسيات والأعراق والسحنات تحت راية واحدة هي رآية المعرفة والفكر والإنسانية فحسب..!!

ولم تكن أيضاً تابعة لتيار سياسي اوخاضعة لجماعة حتي يتم التضييق عليها باتهامات صبيانية قاصرة وكيد سياسي انفعالي،بل كانت ولاتزال مؤسسة عملاقة وصرح معرفي تليد،يمكن ان تطور آليات عمله وتجري فيه إصلاحات وتضخ فيه دماء جديدة دون تعطيل وتدمير للفكرة الرسالية الخلاقة ..!!

لأن جامعة إفريقيا كانت ولاتزال بؤرة إشعاع ثقافي و(قوة ناعمة) و(دبلوماسية شعبية)تعرف بالسودان ويعرف السودان بها ونقطة تلاقي مابين الوجدان العربي والعمق الأفريقي والإخاء الآسيوي والكرم والحفاوة السودانية الدافئة..!!

كما هو معلوم للكثيرين فإن الاستراتيجية التي قامت عليها الجامعة بنيت علي أعمدة المركز الإسلامي الأفريقي.. اسستها سبع
دول هي السودان والسعودية والإمارات ومصر وقطر والكويت والمغرب، وتحتضن طلاب ينتمون لأكثر من 70جنسية وتستهدف قبول الطلاب الأفارقة بنسبة هي الأكبر وتقوم مناهجها علي الوسطية والاعتدال في الدعوة الإسلامية بعيداً عن التطرف والغلو عبر برامج التميز الأكاديمي في الكليات العلمية والإنسانية..

الخميس الماضي انعقد مجلس أمناءالجامعة في دورته رقم (26)بعد غياب أربع أعوام نتيجة للرؤية السياسية المحدودة المتأثرة ب(الاسلام فوبيا)، وسيطرة بعض قوي اليسار علي مقاليد البلاد حينئذ وحملة الكنس الرعناء لكل ماهو إسلامي لم تنجو منه الجامعات ولا المساجد.!

مجلس الأمناء أصدر عدد من القرارات أهمها إختيار الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي من السعودية رئيساً لمجلس الأمناء، واختيار الدكتورة سلمي عبدالجبار المبارك العضو السابق لمجلس السيادة الانتقالي نائبا لمجلس الأمناء،وتعيين البروفيسور حاتم عثمان مديراً للجامعة..دماء جديدة لمرحلة مهمة..!

يتوقع الكثيرين ان يسهم انعقاد مجلس الأمناء وخروجه بهذه القرارات ورئاسة السعودية له ان تتحسن أوضاع الجامعة وتعود إلي سابق عهدها كنقطة تواصل حضاري بين العالم الإسلامي.. ممايعزز من فرص التمويل وانعاش الاستثمارات المتوقفة…!

لاحت بشريات ذلك في الأحاديث التي قيلت من اعضاء مجلس الأمناء وسفراء بعض الدول الداعمة في دعوة الغداء التي أقامها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بمنزله العامر حيث ركز في كلمته علي مواصلة الرسالة الإنسانية للجامعة وإبعاد الاجندات الحزبية والشخصية حتي تعود الي سيرتها الأولي..!

جامعة إفريقيا تتعافي من الآلام التي إصابتها والزمتها فراش المرض طيلة السنوات الماضية، وهاهي تبدأ رحلة التعافي بقرارات إصلاحية يدعمها نائب رئيس مجلس السيادة ومبادرة منظمة أيادي الخير التي ترعي الروبط الطلابية بالجامعه وتعمل علي تهيئة البيئة الجامعية حتي يكتمل التعافي في الجامعة والوطن شعارها أن نوقد شمعةخير من أن نلعن الظلام..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى