يطيب لي بكل فخر و إعتزاز أن أهنيء جموع الشعب السوداني على إمداد مشارق الأرض و مغاربها بذكرى عيد الإستقلال ال67 ، و الذي يزامن الذكرى الرابعة لثورة ديسمبر المجيدة
و كما لا يفوتني أن اتقدم بأحر التهاني القلبية لكل المسيحيين السودانيين بمختلف طوائفهم الدينية بمناسبة أعياد الكريسماس
إخوتي شركاء المصير : 67 عاماً عجافاً مرت علينا بعد الإستقلال و ما زال إنجازنا تجاه المشروع الوطني صفرياً ، حيث تحتم علينا القضية الوطنية الالتفاف حولها ، و لعل المنجز خلال هذه ال6 عقود المنصرمة دون حدود الرجاء و الطموح ، أما آن لنا أن نجلس سوياً من أجل توحيد الصف الوطني و نبذ الكراهية ، و القبول بالآخر ، آما آن لنا أن نتفق على مصيرنا الذي نراه أمام أعيننا ينحدر إلى هاوية سحيقة .
أسأل الله أن تكون هذه المناسبة فرصة لجرد الحسابات ، و معالجة القصور و جمع الشتات ، و توحيد الصف و الإلتزام بسنة نبينا الذي يقول : (أتركوها فإنها نتنة) ، نعم أنها العنصرية و المناطقية و الجهوية التي فرقت وحدتنا و شتت كلمتنا و فعلت بنا ما يفعله الثور في مستودع الخزف ، دعونا نستفيد من هذا التنوع الجميل المتناغم في خدمة قضيتنا الوطنية و خدمة مصالحنا العليا و ما يقدم بلادنا ، دعونا من الإختلاف و التحالف و التخوين .. كلنا أبناء السودان هلموا لنرسم ملامح دولتنا و مستقبل أبنائنا في جو صحي معافى من كل النواقص و نبني دولتنا وفق مشروع وطني حضاري .
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجمعنا على قلب رجل واحد و كلمة سواء لنتوافق و نتحد لنعبر بسلام ، و إلا سينهد المعبد على العابد و يضيع الجمل بما حمل .