الخرطوم الحاكم نيوز
ونحن علي أعتاب عام جديد و الشعب السوداني كله أمل في أن تكون له حكومة تلبي له بعض طموحاته من إستقرار سياسي وأمني وإقتصادي، ولكن تعتريه بعض الريبة والهواجس لعدم وجود ملامح واضحة للمشهد السياسي الحالي ، فدائما ماتأتي الرياح بما لاتشتهي السفن،
فالخروج من هذه الدائرة المظلمة التي أدُخلت فيها البلاد بعد أحداث ”25 إكتوبر“ من العام قبل الماضي والتي لم تزده إلا تعقيداً مما كانت عليه ، والهوة مازالت تتسع و المشهد مازال رماديا بلا ملامح تبُشر بمستقبل البلاد و لا حتي تطمينات ترافق ردود الفعل السياسي الجاري في الشارع السياسي.
فمثل هذه المعارك السياسية أكثر تعقيداً مما يستسهله البعض ، فهي تحتاج إلي تضحية وإتساع أفق سياسي من النخب والحادبين علي أمر هذه البلاد، فالشعارات وحدها لاتكفي ، فلا بد من أن يصاحبها فعل سياسي يوازي حجمها في قوة العطاء بموزاين تحديات المرحلة ومتطلبتها، لتقليل مخاطر ما يترتب علي ردود أفعال الفعل السياسي في حال السناريو الأسواء ، الفشل أو عدم الوصول لإتفاق.
فالبلاد علي شفاء حفرة من التشظي ، ويكفيها من التشظي جراحاته التي لم تندمل برغم السنوات الطويلة من إنفصال الجنوب الحبيب ، فأهل السودان يحتاجون لحل يتجاوز هذه التسويات المنقوصة و المرتهنة ببعض الأطماع ، تُدسها بعض الأصوات الحزبية النشاذ ، فتكون ك” السم في العسل “ لمصالح حزبية لاتخدم المواطن ولا البلاد،
فنحن نحتاج حلاً يشابه هذا الوطن في حجمه وتاريخه النضالي ، سواء أن أتفقنا أو إختلفنا ، فاليكن الوطن همنا الأول تجاه قضاياه ، فمنذ إستقلاله ظل يعاني ومازال وسيظل ، إن لم تختلف وتتغير تلك العقلية العقيمة و الأيدلوجيا البغيضة في ردة الفعل السياسي الذي نتعامل به مع قضاياه الداخلية منها والخارجية.
فالشعوب تبحث دوماً عن السلام و الإستقرار والإستقرار لا يأتي إلا بإتساع دائرة التوافق، فأي إتفاق لا يقوم علي أسس عادلة بتوازن لا يتناسب وحجم القضية فلن يأتي بحكم مستقر وسلام مستدام ، كما يطمح أهل هذه البلاد ، فاليكن شعارنا بإختلاف مفاهمينا وأيدولجياتنا، أن نسمو ونعلوا فوق جراحاتنا ونظراتنا الحزبية الضيقة فهي دائما ما تُحد من إتساع مواعيننا الفكرية وتصبح عين المصالح هي سيدة الموقف والعقل والمنطق لا يتفقان مع ذلك في حال أن ترتبط القضية بالوطن .
والراهن السياسي الحالي يحدثنا عن نفسه، مما آلت إليه البلاد ، ويحكي عنه حال ”محمد أحمد“ المقهور ،فأفيقوا ياسادة، فهو أجدر بأن بأن تحترم تطلعاته وأحلامه ببلاد يحفها الأمن والعدل والإستقرار ، فالسودان بلد يسع الجميع،
ولكنه يحتاج لمن هم حادبين علي أمره، لهم عزيمة بحجم تاريخة الضارب في القدم ، و شجاعة إنسانه الذي لا زال يطمح في وعي أبنائه ونبل أرضة المعطاءه ، ونيله الذي لم ولن ينضب وسيظل خالداً شاهداً علينا بمر التاريخ الذي لا يرحم،
ففي إعتقادي إنها الفرصة الأخيرة ، فأختاروا السناريو الأفضل لوطن معافي فهناك السناريو الأسواء و الجميع يعلم ذلك ، فلا تستسهلوا الأمر فخذوا القضايا بحجمها وأولوياتها ،فلا أحد سيحتمل التبعات في حال الفشل فقد مَل السودانيون فكرة تكرار التجربة و إحتمالات الفشل .
هذه هي المصححة والمنقحة